بين منطق القمني ومنطق الأولين

بين منطق القمني ومنطق الأولين

 “ان آمن المؤمنون بالحياة قبل الموت كما امنوا بالحياة مابعدها … لكان حالهم وحال الدنيا و الاخرة بالف خير ! “

هي جملة طالما ظلت حبيسة الفؤاد و العقل و الحنجرة … و طالما كانت صراعا ازليا بين المنطق المغلق الذي نشأت عليه في مدرستي وكتب التاريخ و الدين المقررة و.. بين منطق جديد وجدته في كتاب وقع بالصدفة بين يدي للدكتور سيد القمني !

سأقف هنا علني اكمل هذا السرد بعد المختصر الممل التالي

يظن الكثير من المؤمنين باجماع اديانهم ومذاهبهم واطيافهم بفكرة الحياة الابدية و الخلود مابعد الحياة وان الحياة المادية الزائلة هي محض اختبار قصير الامد ينتهي حين الموت .. وينصرف وفق ذلك مجتهدي الاديان ((الاسلامي خصوصا في وضعنا الحالي )) ومثقفيها وعلمائها في وضع خطة للحياة الاولى لكل واحد منا وفق مايروه مناسبا لنيل اعتزاز الرب ورضاه ! و الاهم لنيل احترام العامة وولائهم المشروط بالعمى عن التفكير و الاسئلة الحرجة !

فيكثر بعضهم التضييق ويسهب بعضهم في الجنون و يحرم فلان ما احل فلان وهذا يحرم ما حلل ذاك وهكذا دواليك.. الا نادرا حين يجتهد بعضهم بهدوء وورع وعقل وتحديث

تمتد هذه التشريعات و اجتهادات كل من الفقهاء والدارسين لسنين فعقود فقرون من المبتدعات التشريعية التي تتراكم كل يوم مع كل تلميذ يقرر الانخراط في هذا المجال سهل النجاح مضمون المستقبل سابقا وحاليا !

فيدوخ بذلك العامة بين مايضع المجتهدون من شروط دينية في الحياة وبين متطلبات الحياة الواقعية واسسها وعلومها التي تتوسع وتكبر شيئا فشيئا الى ان يجد احدهم نفسه محاطا بالكثير من التناقضات السيكلوجية والمنطقية في مبدأ العيش بين الطريقتين ! فيحاول بعضهم تحصيل ما اقر احد من الشيوخ فيجد نفسه كافرا بتشريع من شيخ اخر و قد يحاول بعضهم التعصب لرأي تشريعي مطبقا اياه بكل حذافيره فينتج بذلك كائنا متعصبا داعشيا ان كان فقيهاً يحث على ذلك ، وقد يأخذ احدهم الوسط فيطــــــــبق قسمــــــــا ويطنش قسما من التشريعات وهو الحال في العام !

الى ذلك الكتاب…

حقيقة اني ولحسن الحظ او سوئه قرأت العديد من كتب التاريخ و التراث المشابهات لموضوع ذلك الكتاب الا ان الفضول قد اخذ مأخذه مني بعد اول سطور منه فحدث واخيرا ان وجدت ماحرك ذلك التساؤل الكامن في داخلي من زمان .. وجدت واخيرا الاجابة التي ملأت ثغورا من التناقضات المنطقية والانسانية و العلمية الحاصلة بعد كل سرد من كتاب فقهي وبحث تاريخي كلاسيكي قد قرأت..

تميزت تلك الاجابات عن غيرها بعدم التزويق في رؤية الجوانب المتغاضى عنها عمدا في ماسبق من الكتب .

تطرق القمني في هذا الكتاب وما بعده (اتضح في مابعد ان هذا الاسلوب هو السائد في رؤيته وكتاباته اجمع) تطرق وباسلوب بحثي مميز (واراه صادق ) الى جوانب واقعية تختص بالمجتمع السياسي العام لشبه الجزيرة العربية كما وانه لم يفشل في تغطيته المثيرة والعميقة للوضع الاقتصادي و لكل من المنظومات الاخلاقية و الفكرية لذلك المجتمع .

ثم بعد مشاهدتي للكم الكبير من نقاشاته ومحاضراته و مناظراته بدا جليا ان ما قد كان غواشا صار واضحا ، فطالما كان السيد يحاول جاهدا ايصال فكرة جل انسانية و نبيلة تمكن الانسان المسلم من الانخراط في الحياة بغير قيد وهمي مصطنع كانت فكرته هي انك يا ايها المسلم

تستطيع ان تعيش الحياتين معا . دينك بسيط وسلس وغير معقد ، لاتدعهم يخدعوك بالاعيبهم فهم يعيشون في ابراجهم العاجية العالية الخالية من سلالم الواقع و التي لايمكنها اتاحة الفرصة لهم في العيش على ارضك …. هنا رجا السيد وارجو ان تسأل عزيزي الانسان المسلم ((بعقلك)) .

“ان كانوا لايعيشون معنا في هذه الحياة فلماذا احاول عبثا العيش مثلهم؟”

ملاحظة لازالة الالتباس لكي لا اقتل / ماتحدثت عنه لايختص باي شيخ تعرفوه او تقلدوه او سمعتم به

فانا قصدت سكان كوكب بلوتو الشقيق … فعذرا!

تمام عدنان حسين – بغداد

مشاركة