بين الثوب الأسود والأبيض تزهر الألوان – ماجد الساعدي
زيارة قداسة البابا فرانسيس الى بغداد والنجف واور واربيل والموصل زيارة روحية ذات اهمية كبيرة للشعب العراقي والانسانية جمعاء وكان قلب وروح هذه الزيارة هو اللقاء الذي جمع صاحب اللباس الابيض ممثلا عن اكثر من مليار مسيحي مع صاحب اللباس الاسود الذي يمثل مئات الملايين من المسلمين،ومابين الثوب الابيض والاسود يولد امل جديد للانسانية مبني على التسامح وقبول الاخر والحوار بين اطياف والوان جميلة زينت تاريخ هذا البلد العريق بعمق التاريخ وانتجت اروع اكتشافات للبشرية من الكتابة والقانون والعلوم والفنون.
ان قداسة البابا في زيارته ولقاءه التاريخي بسماحة السيد علي السيستاني ومادار بينهما من حديث كان لها دلائل ومعاني كثيرة ناتجة عن التقدير الكبير من الحبر الاعظم والفاتيكان لسماحة المرجع الكبير في صون ارواح المسلمين والمسيحين والاقليات في العراق وخطابه الانساني المعتدل ورفضه للعنف والتهجير والظلم ووقوفه مع شعبه الذي عاني الكثير الكثير،خلال الـ 50 سنة الماضية.
لقد كان خطاب قداسته في قصر بغداد والكنيسة وأور يتطابق بالمعنى والمضمون مع خطاب السيد السيستاني بل ان معظم النصائح التي قدمها الحبر الاعظم للطبقة السياسية كان قد سبق وقدمها سماحة السيد لنفس الطبقة السياسية عبر 17 عام.
نأمل جميعا وندعوا الله سبحانه وتعالى ان تكون هذه الزيارة واللقاء التأريخي محفزا للسياسيين العراقين للبدأ بمراجعة،الذات وصحوة للجميع للامتثال لرغبات القطبين الدينين الكبيرين والشعب العراقي الذي ينتظر هذه الصحوة منذ سنين ليعيش بسلام بكل الوانه واطيافه ويتنعم بثراء ارضه ونفطه وماءه وعقول ابناءه المبدعين.
انها دعوة صادقة من الجميع املنا ان يتلقفها السياسين بقلب مفتوح