بين التاريخ والواقع
كتاب (وقفة مع النَّسَب والنَّسَّابين)
يُعدّ علم الأنسَاب من بين العلوم والمعارف الأصيلة في نشأتها وتطورها ، وهو أحد المرتكزات الأساسية والأصول القديمة التي ساعدت على ظهور التأريخ ، وتوطيده كمعرفة ذات أهمية في منظومة الفكرالإنساني عموماً ، والإسلامي منه على وجه الخصوص ، إضافة إلى كونه أحد أصناف الكتابة التأريخية ، حيث ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالاسس الحضارية والثقافية لامة العرب ، فلقد كان العرب أُمة ذات شأن عظيم في معرفة النسَب في جاهليتها والإسلام .
وقد بلغت بهم العناية في – علم الأنسَاب – أن وضعوا للخيول نسَباً مخصوصاً كي يميَّز الأصيل من الهجين ، كما يميَّزالشريف من الوضيع من بني البشر ، ومما يؤسف له حقاً في السنوات الأخيرة أن دخل لهذا العلم النبيل أُناس يحسبون أنفسهم على هذا الفن من العلوم أعلاماً ، وهم – في حقيقة الأمر- بعيدون كل البعد عن هذا العلم النبيل ، بحيث أدخلوا أنفسهم والآخرين من عوائل وبيوتات وأفخاذ وعشائر في مشاكل لها أول وليس لها آخر .
لكل تلك المناقب وغيرها ، إنبرى سماحة حجًَة الإسلام والمسلمين العلاّمة المحقق السيد محمود المقدس الغريفي – حفظه الله – إلى إصدار كتابه الجديد والموسوم ( وقفة مع النًَسَب والنَّسَّابين ) بطبعته الثالثة عن دار الرافدين في بيروت ، يقع الكتاب في مجلد حوى على (150) مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط ، يتضمن الكتاب مجموعة من المقالات التي تبحث في تأريخ علم النسَب وأهميته من حيث الأثر والشروط وقواعد الثبوت.
تضمنت الصفحات من (1-3) عنوان الكتاب وهويته ، فيما حوت الصفحة الخامسة منه على آي من الذكر الحكيم وحديثين شريفين للرسول الكريم والإمام الصادق – صلوات الله وسلامه عليهما – أما الصفحات من (6-9) فقد تضمنت عدة أبيات شعرية لفضيلة السيد عَبْدُ السّتّار الحَسَنيِِّ البغداديّ – حفظه الله – تقريضاً للكتاب وتثبيتاً لتأريخ طبعته الأولى عام 1419هـ ، أما المقدّمة فقد حوتها الصفحات من (10-14) ، فيما تضمنت الصفحات من (17-27) المقالة الأولى والتي كانت تحت عنوان (الأنسَاب) والتي ضمت موضوعات فضل النسَب ، الإهتمام بالأنسَاب ، العرب والأنسَاب ، الإسلام والأنسَاب ، فيما تضمنت الصفحات من (29-36) المقالة الثانية والتي أدرجت تحت عنوان (الأنسَاب والقرآن الكريم) متضمنةً موضوعات التبني بين الشريعة والقانون ، شواهد نسبية قرآنية ، حدود الإهتمام بالأنسَاب.
أما الصفحات من (39- 49) فقد تضمنت المقالة الثالثة المعنونة ( الأنسَاب والسنّة الشريفة ) والتي تناثرت موضوعاتها بين هل علم النسَب لا يضرّ ولا ينفع ؟ أهل البيت – عليهم السلام – أعلم الناس بالأنسَاب ، الرأي في ذم علم النسَب.
أمْا المقالة الرابعة والتي كانت تحت عنوان (الأنسَاب وأهل البيت عليهم السلام) فقد حوتها الصفحات من (51-71) متضمنةً بيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – خير البيوت ، محمد وعلي – صلوات الله وسلامه عليهما – وجودان في مزايا واحدة ، بني هاشم أصل الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – وأرومته ، إكرام ذرية الزهراء – عليها السلام – والعلويين خصوصاً ، الإهتمام بنسَب أهل البيت – عليهم السلام – ، نقابة الإشراف ، فيما ضمت الصفحات من (73-82) المقالة الخامسة المعنونة (الأنسَاب والفقه الإسلامي) متضمنةً من فوائد علم النسَب ، معرفة نسَب النبي محمد والإمام علي – صلوات الله وسلامه عليهما – ، مودة القربى ، حق الخمس والزكاة ، إكرام العلويين وتبجيلهم ، صلة الأرحام ، الكفاءة الزوجية ، المؤمن كفؤ المؤمنة ، تحديد طبقات المواريث ، الوصايا والديات.
أما موضوع (صفات النسَابة) والذي حوته المقالة السادسة فقد ضمته الصفحات من (85-102) مبيناً أن من يتصدى للبحث والتحقيق في علم الأنسَاب عليه أن يتميز بجملةٍ من المزايا والصفات لكي يكون حجّة على الغيرمأخوذاً بقوله مقبولاً بشهادته ، ومن تلك الصفات : الإجتهاد في علم الأنسَاب ، التقوى والورع والاحتياط ، عدم الفسق والمعصية ، الشجاعة وقوة النفس ، العقل والضبط وطهارة المولد ، سعة الإطلاع على التأريخ العربي والإسلامي ، نزاهة النسَابة في كتابة التراجم ، الخط الحسن.
أما المقالة السابعة والتي عنون لها المصنف بـ(آلية ثبوت النسَب عند الفقهاء والنسَابين) والتي ضمتها الصفحات من (105-131) منوهاً إلى أن الفقه الإسلامي منفتح على جميع القضايا المعاصرة بسبب سعة عمق الشريعة الإسلامية ، لذا تكفل في بيان الرأي الفقهي والموقف الشرعي في كافة القضايا المعاصرة والمستحدثة ، بما يضمن فراغ ذمة المكلف أمام الله – سبحانه وتعالى – وبما أن جملةً من الأحكام الشرعية يبتني تطبيقها على معرفة الأنسَاب وتحديد الإنتسَاب.
لذا اعتمد الفقهاء – رضوان الله تعالى عليهم – جملةً من الأدلة الشرعية والطرق في ثبوت نسَب ما أو نفيه ، ومن تلك الطرق : العلم الوجداني ، الفراش ، اللعان ، الشهرة ، البينة الشرعية ، خط أحد علماء النسَب ، الإقرار ، التصديق والإعتراف ، القرعة ، القيافة ، التحليل الجيني الوراثي ، فيما ضمت الصفحات من (133-143) قائمة بالمصادر التي إعتمد عليها المصنف والتي بلغت (70) سبعون مصدراً ، فيما ضمت الصفحات من (144-148) فهرست المواضيع ، أما الصفحات من (149-150) فقد ضمت قائمة بإصدارات سماحة السيد المصنف – حفظه الله –
لقد أضاف المصنف بكتابه هذا إلى المكتبة العربية كتاباً مهماً لايستغني عنه من كان مهتماً بالبحث والتتبع في حقل الأنسَاب وشؤونها ، على الرغم من صغر حجم الكتاب إلا أنه كبير ومهــــم في معناه ومغزاه فحري على من يهتم بهذا الفن من فنون العلم أن يطلع على هذا الكتاب ويجعله ضمن مقتـــــــنيات مكتبتـــــــــه الشخصية للإطــــلاع عليه والرجوع إليه بين الحين والأخر ليكون على بيِّنة من أمره لما يحويه الكتاب من قواعد وأصول تهم من يبتغي الولوج في هذا العلم المهم.
ومن الجدير بالذكر أن سماحة السيد المصنف هو من الأساتذة المبرزين في الحوزة العلمية النجفية ومن أعلام البحث والتحقيق المعروفين لدى الأوساط العلمية .
علي حسن علوان جاسم الجنابي – بغداد
AZPPPL