بيروت والموصل وهيروشيما

د. فاتح عبدالسلام

ذهبوا في التشبيه بعيداً ليقولوا أنَّ آثار الدمار في انفجار مرفأ بيروت تشبه ما حدث في هيروشيما. لكن المقارنة الاقرب هي بين صور دمار المرفأ والدمار المذهل الذي لحق بالموصل في العام ٢٠١٧ في خلال عملية تحريرها من تنظيم داعش الذي كان قد احتلها برصاصات قليلة في العام ٢٠١٤.  مع اختلاف واضح هو عدد الضحايا في الموصل فاق عدد ضحايا بيروت لاسيما من الاطفال والنساء  والجثث المفقودة .

العالم يبحث في خلفيات دمار بيروت بسبب الملفات المتشابكة مع حزب الله وقرب اسرائيل والفساد الذي هو العنوان الرديف لاسم لبنان في السنوات الاخيرة .

بيروت عنوان سياسي ودولي كبير في المنطقة لاعتبارات عدة، ومن هنا سيتحرك العالم لاعادة اعمارها وهذا ما يجب ان يحصل لنجدة عاصمة نكبها حدث مفاجيء  له تداعيات كثيرة . غير ان الوضع السياسي المتهالك في العراق لم يتح الفرصة لتحويل عملية اعادة بناء مدينة لها من السكان اربعة ملايين مطلباً دولياً ، من أبواب عديدة ، منها انّها  كانت عاصمة أكثر من امبراطورية قديمة وفيها آثار من كل الحقب التاريخية ، بل ان المدينة القديمة بحد ذاتها اثرية وفيها كنوز من التاريخ المطمور ، وقد قصفت على نحو لا رحمة فيه لبشر أو حجر ، ذلك انَّ عنوان انجاز المهمة كان أكبر من عناوين أخرى .

لم تُعن أية جهة عراقية أو عربية بعقد مؤتمر د ولي حول الموصل وهي تعيد بناء نفسها . الجهود المتناثرة لاعمارها لاتعني أبداً انَّ فرصة عودتها مدينة متكاملة في الجانب الايمن قريبة .

شجون عربية تشتق من شجون .

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com

مشاركة