بو عزيزي وخالد سعيد ـ سعد عباس
أحرق الشاب محمد بو عزيزي نفسه في تونس مطلع 2011 في حادثة كانت الشرارة التي أشعلت ثورة الياسمين. أليس كذلك؟. وأحرق التونسي عادل الخزري نفسه الثلاثاء الماضية. فما الذي سيحصل؟.
مقتل الشاب المصري خالد سعيد على أيدي الشرطة كان شرارة ثورة يناير. فما الذي سيؤدي اليه مقتل الشاب محمد الجندي، بعد عامين من الثورة،على أيدي الشرطة، أيضاً؟.
السؤال الأهم لماذا ينتحر بو عزيزي الثاني ما دامت ثورة قامت لتردّ الاعتبار لبو عزيزي الأول وتنتصف لجيله المقهور والمظلوم والمنتهكة حقوقه الأساسية؟. ولماذا يموت خالد سعيد الثاني جراء تعذيب الشرطة ما دامت ثورة قامت لتردّ الاعتبار لخالد سعيد الأول وتنتصف لجيله الحالم بعيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية؟.
يقول بعضهم ما قامت ثورة ولا هم يحزنون. ويعدّ هذا البعض الربيع العربي أكذوبة لفقتها أجهزة مخابرات ومصالح سياسية وتجارية وقنوات فضائية. ويردّ آخرون بل هكذا هو الحال دوماً بعد قيام الثورات. ذلك أن الثورة يصنعها الحالمون ويموت فيها الشجعان ويستفيد منها الجبناء. وفي رواية أخرى الثورة يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الأوغاد. وفي رواية ثالثة الثورة يصنعها الأبطال ويسرقها الانتهازيون.
ولفضّ الاشتباك بين هاتين القراءتين المتناقضتين، يستخدم فريق ثالث التعبير الآتي كأن ثورة لم تقم. والمراد أنّ الحال بعد الثورة لا يقلّ سوءاً عما كان قبلها، إن لم يصبح أكثر سوءاً.
شخصياً لما أزل على قناعتي العبرة ليست في سقوط مستبد أكان حاكماً أم حكومة، بل في سقوط الاستبداد نظاماً ومنظومة ومنهجاً سلوكياً وفكرياً، وكذا الحال في الفساد، إذ لا يشكل سقوط مفسد إلا نقطة في بحر، ويتعيّن سقوط منظومته السلوكية والفكرية كي يمكن الحديث عن فارق نوعي مؤثر وتغيير إيجابي حقيقيّ ممكن.
سقوط مستبد وبقاء منظومة الاستبداد يعني ببساطة أن مستبداً آخر سيشغل الفراغ. وسقوط فاسد وبقاء منظومة الفساد يعني هو الآخر إدارة جديدة للفساد لا مكافحته. وللحديث صلة.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول برتراند رسل مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فتملأهم الشكوك ؟.
جواب جريء
ــ قول سيّد المتقين أذلّ الناس معتذر إلى اللئيم .
AZP02
SAAB