بوتين يعلن الإنذار بين قواته وبريطانيا ترفض التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا

بوتين يعلن الإنذار بين قواته وبريطانيا ترفض التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا
أسعار السلع ترتفع وقيمة الروبل تتراجع
موسكو ــ لندن ــ كييف الزمان
وقعت مواجهات أمس بين متظاهرين موالين لروسيا ومؤيدي السلطات الاوكرانية الجديدة في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم المستقلة، فيما كان رئيس البرلمان المحلي يعلن رفض اي نقاش حول احتمال الانفصال.
وتبادل المتظاهرون، وعددهم الالاف من كل جانب، بعض اللكمات وكثيرا من الشتائم، ورفع بعض منهم اعلاما روسية، قبل ان تشكل الشرطة طوقا امنيا للفصل بين الطرفين امام البرلمان المحلي في سيمفيروبول،
فيما امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس باجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من اوكرانيا، للتأكد من جهوزيتها للقتال، كما اعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو.
فيما سجل الروبل أمس تراجعا قياسيا امام اليورو بسبب المخاوف من افلاس اوكرانيا وتباطؤ الاقتصاد الروسي.
منجانبه قال ارسين أفاكوف القائم بأعمال وزير الداخلية في اوكرانيا أمس انه تم تسريح قوة مكافحة الشغب التي يلقى عليها باللائمة في مقتل 100 شخص خلال الاضطرابات والاشتباكات في كييف.
ويلقى باللائمة على قناصة من قوة بيركوت التي يعني اسمها النسر الذهبي في مقتل معظم المحتجين في موجة عنف استمرت ثلاثة ايام الاسبوع الماضي. وكتب أفاكوف في تدوينة على موقع فيسبوك قوة بيركوت لم يعد لها وجود. وأضاف وقعت أمرا … بتصفية وحدات الشرطة الخاصة بيركوت. وبلغ سعر صرف اليورو 49,39 روبل حوالى الساعة 9,15 ت.غ. متخطيا المستوى القياسي الذي سجله الاسبوع الماضي وبلغ 49,35 روبل.
فيما أفادت هيئة الإحصاء الفيدرالية الروسية بـأن أسعار السلع الاستهلاكية والخدمات في البلاد ارتفعت بنسبة 1.3 منذ بداية السنة الحالية وحتى 24 فبراير»شباط الجاري. وبلغ سعر صرف الدولار 35,94 روبل وهو اعلى مستوى له منذ 2009.
وظاهرة تراجع العملات التي تطال غالبية الدول الناشئة تثير قلق الروس الذين سبق ان شهدوا تدهورا كبيرا لعملتهم منذ تفكك الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أمس إن بلاده ستتابع الانشطة العسكرية الروسية وإنها ترفض التدخل الخارجي في اوكرانيا.
جاء هذا بعد أن أمرت موسكو بإجراء تدريبات عاجلة لاختبار قواتها المسلحة في غرب روسيا.
وحين سأل الصحفيون هاموند عن الأمر الذي اصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال من المؤكد والواضح أننا نريد أن نكون على اطلاع كاف على اي انشطة تقوم بها القوات الروسية.
وأضاف سنحث جميع الاطراف على أن يتركوا الشعب الاوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله بدون تدخل
ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن شويغو قوله كلف القائد الاعلى التأكد من جهوزية القوات للتحرك من اجل مواجهة اوضاع متأزمة تهدد الامن العسكري للبلاد .
فيما قالت روسيا أمس إن المتطرفين في أوكرانيا يفرضون إرادتهم ويذكون التوتر الديني بعد عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش حيث توجد خصومات قديمة بين الكنائس الارثوذكسية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن رجال الدين وممتلكات الكنيسة التابعة للكنيسة الروسية الارثوذكسية ومقرها موسكو واجهوا تهديدات وحذر من أن التوتر يمكن أن يسبب شقاقا أكبر في المجتمع الاوكراني.
تقدم السلطات الجديدة الموالية للغرب في اوكرانيا الاربعاء تشكيلة الحكومة الانتقالية مساء وتواصل جهودها للنهوض بالبلاد التي تواجه مخاطر الافلاس وتيارات انفصالية فيما تم حل قوات الشرطة الخاصة التي قمعت المتظاهرين.
وسيكشف مجلس الميدان الذي يضم ابرز قادة المعارضة وممثلي المجتمع المدني ومجموعات متطرفة، مساء الاربعاء في ساحة الاستقلال عن تشكيلة الحكومة الانتقالية الجديدة التي ستتسلم مقاليد الحكم حتى اجراء الانتخابات الرئاسية في 25 ايار»مايو.
وقال النائب فاليري باتسكان على موقع حزبه اودار الالكتروني ان التشكيلة ستعلن في الساعة 19,00 17,00 تغ امام المتظاهرين في ساحة الاستقلال في كييف مركز الحركة الاحتجاجية التي يحتلها المتظاهرون منذ اكثر من ثلاثة اشهر.
و اودار ضربة هو حزب فيتالي كليتشكو بطل العالم السابق في الملاكمة الذي اصبح احد قادة المعارضة واعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار»مايو.
وفي انتظار ذلك، اعلن وزير الداخلية الاوكراني الانتقالي الاربعاء حل القوات الخاصة لمكافحة الشغب بيركوت التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد.
وكتب الوزير ارسين افاكوف على صحفته على فيسبوك ان بيركوت لم تعد موجودة مضيفا لقد وقعت المرسوم رقم 144 بتاريخ 25 شباط»فبراير 2014 المتعلق بحل وحدات الشرطة الخاصة بيركوت .
وكانت هذه الوحدة رأس حربة القمع ضد المعارضين في اوكرانيا ونشرت لها صور وهي تطلق الرصاص الحي على الحشود.
وكان من السهل التعرف على عناصر هذه الوحدة بسبب بزاتهم المختلفة عن بقية وحدات الشرطة والتي كانت عليها شارة نسر ابيض بيركوت تعني النسر الملكي بالاوكرانية .
وقتل 82 شخصا على الاقل بينهم عشرة شرطيين في مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين الاسبوع الماضي في كييف، في حمام دم ادى الى اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفتيش بعد ثلاثة اشهر من حركة احتجاج، ووصول المعارضة الى السلطة.
وسيعقد البرلمان جلسة جديدة صباح الخميس. وفي مؤشر الى صعوبة التوصل الى تسوية، ارجأ البرلمان الى الخميس تعيين الحكومة الذي كان مقررا الثلاثاء وقال الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف متوجها للبرلمان يجب اتخاذ القرار الخميس لا يمكن الانتظار اكثر .
والشخصيات التي ترد اسماؤها بشكل متكرر لمنصب رئيس الوزراء هم المصرفي وزعيم الحركة الاحتجاجية ارسيني ياتسينيوك والثري المعارض بيترو بوروشنكو ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو.
غير ان تيموشنكو اعلنت من قبل انها غير مهتمة بالمنصب وتستعد للتوجه الى المانيا لتلقي العلاج.
اما بطل العالم السابق للملاكمة فيتالي كليتشكو الذي اصبح من قادة الاحتجاجات فاعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المبكرة في 25 ايار»مايو.
كذلك اعلن حاكم منطقة خاركيف الموالي لروسيا ميخايلو دوبكين ترشيحه للرئاسة.
وانطلقت الحملة الانتخابية الثلاثاء وامام المرشحين مهلة حتى 30 اذار»مارس لتقديم ترشيحاتهم.
وسعى الغربيون والروس الثلاثاء لخفض التوتر بشان اوكرانيا حيث تكافح السلطات الانتقالية لانقاذ البلاد من الافلاس والتصدي للنزعات الانفصالية في الجنوب والشرق.
وبعدما طعنت موسكو الاثنين في شرعية القيادات الجديدة في اوكرانيا مشككة في امكانية التعامل مع حكومة منبثقة عن تمرد ، عادت موسكو وخففت من حدة لهجتها.
واذ اعرب وزير الخارجية سيرغي لافروف عن معارضته لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، قال انه سيكون من الخطير وغير المثمر ارغام اوكرانيا على الاختيار اما ان تكونوا معنا او ان تكونوا ضدنا .
وفي واشنطن ادلى وزير الخارجية جون كيري بموقف مماثل قائلا ان المسالة ليست لعبة .. الامر يتعلق بشعب اوكرانيا وبخيارات مستقبل للاوكرانيين .
من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون اننا نعرض الدعم وليس التدخل في وقت وصل مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز بعد ظهر السبت الى كييف.
وكانت روسيا اعلنت في كانون الاول»ديسمبر عن قرض بقيمة 15 مليار دولار لم تصرف منه سوى 3 مليارات حتى الان، وتخفيض كبير في اسعار الغاز لاوكرانيا غير انه من المستبعد ان تواصل تسديد باقي القرض على ضوء التوتر بين العاصمتين.
وبحسب وزير المال في الحكومة الانتقالية الاوكرانية يوري كولوبوف فان كييف بحاجة الى 35 مليار دولار على سنتين وهو يعول على عقد مؤتمر للمانحين الغربيين، العرض الذي لقي استجابة من الاوروبيين.
من جهة اخرى دعا الرئيس بالوكالة الى وضع حد فورا للمظاهر الانفصالية الخطيرة بدون ان يذكر حالات محددة. وفي سيباستوبول وسيمفيروبول في شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا، جرت تظاهرات تاييد لموسكو الثلاثاء شارك فيها مئات الاشخاص.
ولا يخفي الغربيون منذ عدة ايام مخاوفهم على وحدة اراضي اوكرانيا وهم يخشون ان تكون ازمة الاشهر الماضية عمقت الهوة بين الشرق الناطق بالروسية والمؤيد لروسيا الذي يمثل الغالبية في البلاد، والغرب القومي الناطق بالاوكرانية.
من جهة اخرى صوت البرلمان الاوكراني بغالبية كبيرة على قرار يطلب من محكمة الجنائية الدولية ملاحقة الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش في سياق تحقيق بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية
AZP01