بوتين بين نشوة الانتصار ولذعة الهزيمة – لطيف دلو

بوتين بين نشوة الانتصار ولذعة الهزيمة – لطيف دلو

في سياق الحروب التي خاضتها روسيا اخيرا كانت الحرب الاولى مع الشيشانيين المطالبين الاستقلال بمساندة مجاميع اسلامية من اقطار مختلفة في آب 1999 ودخلت القوات الروسية اراضي الشيشان في شهر اكتوبر من تلك السنة ودارت بينهما معارك ضارية ودمرت معظم المدن الشيشانية وفرضت سيطرتها عليها في شهر مايو 2000 بينما استمرت المقاومة الانفصالية في القتال والحقت خسائر جسيمة بروسيا داخلها وفي الشيشان ولكن نجحت روسيا بنقل الحرب الى اقتتال بين الموالين لها و الانفصالين في منتصف عام 2000 وسحبت قواتها من ارض المعركة تدريجيا واناطت المهمة الى الشرطة المحلية والموالين لها واستمر الحال الى عام 2009 عندما امر رئيس الانفصالين بتوقف القتال لتجنب ابادة الشيشانين فيما بينهم وكسبت روسيا الحرب وخرجت منها كالشعرة من العجين كما يقتال .ان نشوة انتصار روسيا في تلك الحرب بنجاحها في نقل القتال الى ما بين الشيشانيين انفسهم وسحب قواتها من ساحة المعركة وبالتالي السيطرة على جميع مناطق الشيشان وولوع الرئيس الروسي بوتين بالنصر لربما قد دفعتاه إلى تفعيل تلك التجربة في اوكرانيا بتكليف قواته مهاجمتها عام 2014 واحتلت شبه جزيرة القرم وضمتها الى روسيا بالاعتماد على الانفصاليين الموالين لها وفي 24 شباط 2022 هاجمت قواته على نطاق واسع تلك الدولة لاحتلالها وضمها الى روسيا لتحقيق مآربه في استعادة امجاد الاتحاد السوفياتي السابق وكل اقواله وتحركاته قد تشير الى ذلك وعندما شعر ببطأ تقدم قواته وصدها من قبل المدافعين الاوكرانيين بشراسة وتعاطف العالم معهم ، لوح باستعداد القوات الردع النووي للدفاع عن طموحاته وهذا يعني اصراره على احتلالها وضمها الى روسيا  ، وفي حالة فشله في هذه الحرب لا يستبعد استخدامه الاسلحة النووية واحداث حرب واسعة تشمل الدول السوفياتية السابقة لاستعادتها ان لم تكن عالمية في اعقاب خسارته في هذه الحرب حسب مؤشرات حياته السياسية والوظيفية وتصرفاته في ادارة الرئاسة  ، لانه لايقبل ان تلذعه نار الهزيمة مهما تكلفه الاحداث  .

مشاركة