
بكاء الوهم – ثائر علوان
دلفت امه الغرفة الساعة السابعة صباحا اقتحمت معها موجة باردة اخترقت غطاءه ارجفته مثل صقعة كهرباء صفد يديه ووضعهما بين فخذيه وانقلب على الجهة اليمنى ايقضته امه كي يتأهب للذهاب إلى المدرسة فتح عينيه الغائرتين متثائبا شعر بجسده شبه متجمد مكث راقدا في فراشه اخذته الغفوة غفلة ايقضته امه مجددا استيقظ مجبرا سار يجر نفسه بخمول إلى صنبور الماء فتحه بتكاسل تردد قبل أن يغتسل لشدة برودة الماء استجمع جسارته ومديديه غسل وجهه الشاحب مفكرا في ايام العطلة يستيقظ مبكرا نشطا وأيام الدراسة بمكابدة انصرف عن هذه الفكرة بفكرة ينبغي عليه أن لايتأخر عن الحضور في الوقت المقرر لرنة الجرس كي يتفادئ ضربات عصا معلمه ارتدى ملابسه الممحية ألوانها التي تفوح منها رائحة الدخان المنبعثة من السراج رتوق الشقوق كأنها سلاسل صغيرة والثقوب المتناثرة عليها مثل ثقوب النمل تناول فطوره الخبز المقلى بالزيت والشاي البائت اعطته امه مصرفه مودعة داعية له في الطريق شاهد زميله يرمي الحجارة على الكلاب السائبة مستمتعا بنبائحها اقترب منه لوح له بيده مبتسما كلمه صديقه اليوم تفتش عن النظافة حدق بوجه صديقه بذهول ارتعد من شدة الخوف كاد أن يفرغ مثانته في سرواله رمق يده خلسة خجل من قشرة القذارة المتلبدة عليها واظافره الطويلة المحشية بالسواد مدها على رأسه سارحا بالنقاط اللامعة البياض المتناثرة على فرة شعره المشعث التي تثير الدغدغدة بين اللحظة والأخرى عاد من شروده مكلما زميله اليوم نتائج الفصل الثاني رد عليه كالديك المتسيد رافعا صدره بزهو انا سأنجح الأول مثل الفصل الأول شعر بالحسد إزاء صاحبه قلقا أن لايكون مثله هذا الفصل سارا معا وقفا خلف سياج المدرسة يراقبان بحذر قفزا داخلها بخفة القطط هرولا إلى الصف هلعين وقفا أمامه زال الخطر ولجاه غير انه ظل هلعا غير واثق من نفسه تبدد التوتر بعد أن غض الطرف عن تفتيش النظافة واستلم نتيجته ناجح من الأوائل تساوت قامته مع صديقه لبث يهرول بالساحة ملوحا بيديه مثل طيور البجع في الدرس الأخير تفعلت غريزة الجوع همس بأذنه صديقه اليوم غداؤنا الرز ومرق السمك واللبن والفاكهة أشتد جوعه وحرص أن يكون فخورا مزهوا بوضعهم الاقتصادي مكث متأملا عشر دقائق وضع فمه في اذن صديقه هامسا اليوم غداؤنا الرز والمرق والدجاج واللبن والخضروات وقف في باب المطبخ مكلما امه ماهو غدائنا إجابة غير ماكان متخيل لبث يصرخ ويبكي اريد الرز والدجاج تحايلت عليه امه غدا اطهو لك الدجاج كي يتناول غداءه اضرب عن الطعام منزويا في الغرفة واضعا رأسه بين ركبتيه والجوع يسحقه يأنف أن يأكل بعدما رفض الطعام



















