الوفد الميداني العراقي الفرنسي يحدّد 6 محطات لمتطلبات إدراج درب زبيدة على لائحة التراث العالمي
بعثة تنقيبية ألمانية تعثر على ثيران مجنّحة كبيرة الحجم في تل قوينجق
بغداد – حاكم الشمري
انهت البعثة التنقيبية لجامعة هايدلبرغ الالمانية أعمالها للموسم الخامس في غرب مدينة نينوى الأثرية.
وقال مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات علي عبيد ان (التتقيب شمل الجزء الشمالي تحت جامع النبي يونس إضافة إلى تنقيب واستظهار إحدى غرف القصر الاشوري في الجهة الشرقية من الجامع).
واكد عبيد ان (أعمال تنقيب ورفع القطع المحطمة في قصر سنحاريب اجريت ضمن تل قوينجق الأثري ونقلها إلى مخزن البعثة لغرض صيانتها واعادتها إلى أماكنها الأصلية).
يذكر ان البعثة المذكورة قدعملت في المواسم السابقة بالتنقيب بعدة أماكن في تل النبي يونس وقامت بتوثيق الانفاق التي استحدثتها عصابات داعش الإرهابية حيث تم العثور على عدة ثيران مجنحة إضافة إلى ثلاثة الواح من الرخام تحوي على أشكال لفتيات وهنالك ملتقطات أخرى تتمثل بدمى وبعض الرقم التي تحمل كتابات مسمارية تتحدث عن تاريخ القصر ومنجزات الملوك تم نقلها إلى مخازن الهيئة العامة للاثار والتراث وان كافة الأعمال جرت بإشراف موظفي مفتشية آثار وتراث نينوىوترأس شلغم الوفد الميداني العراقي – الفرنسي المشترك لدراسة وتقييم متطلبات إدراج محطات درب زبيدة (طريق الحج البري الممتد من الكوفة إلى الديار المقدسة في مكة والمدينة) على لائحة التراث العالمي كمشروع مشترك بين العراق والمملكة العربية السعودية بإشراف دولي.
وقال شلغم ان (الفريق بدأ رحلته من منطقة الرهبان خارج الحدود الجنوبية لمدينة النجف الأشرف والتي تلي بحر النجف إلى عمق الصحراء وقطع مسافة أكثر من 300 كيلو متر وصولاً إلى الحدود الدولية مع المملكة العربية السعودية.
خلال رحلة الفريق تم المرور بعشرات المعالم الأثرية التي كانت تعتبر محطات استراحة لملايين الحجيج الذين سلكوا هذا الطريق في السابق والتي كانت تؤمن لهم الاستراحة والمبيت والتزود بالمياه والطعام والمؤن والمستلزمات الأخرى لهم وللحيوانات التي كانت تستخدم كواسط للنقل فيما مضى، حيث تم الوصول إلى آخر محطة على الطريق من الجانب العراقي وتسمى بطن العقبة وتبعد10 كم عن الحدود الدولية).
واشار شلغم الى ان (الفريق اختار أهم ست محطات فقط والتي تحمل قيم استثنائية حضارية سوف تضيف نقاط قوة لملف الترشيح وستزودنا بمعلومات إضافية عن باقي المحطات على طول الطريق في العراق أو تلك التي تقع ضمن الجانب السعودي، حيث أبدى الخبراء الفرنسيون دهشتهم حال رؤيتهم تلك المحطات وأخبرونا بأنها في حالة أفضل من نظيراتها في المملكة العربية السعودية من ناحية الأصالة والحفظ والعمران واستغلال الطبيعة وبطون الأودية لتخزين المياه في بحيرات وخزانات كبيرة جدا مشيدة بالحجر مع وجود نظم للتنقية والسيطرة والتوزيع لتلك المياه المخزنة، وكذلك الحال بالنسبة لمئات الآبار التي تم حفرها ولأعماق قد تتجاوز 200 متر).
واكد شلغم ان (الفريق قام بتدوين كافة الملاحظات والوصف والتقاط الصور لكل محطة وتم توجيه كوادرنا في مفتشية آثار وتراث النجف الأشرف موقعياً بإعداد كشوفات لتسييج تلك المعالم ومخاطبة السلطات المحلية لإيقاف التجاوزات على تلك المحطات إن وجدت.
سيتم التهيئة للعمل الميداني وتأمين التخصيصات المالية من أجل قيام كوادرنا بأعمال المسح التفصيلية بطائرات الدرون والمسح الأرضي الضرورية وفق معايير منظمة اليونسكو وكذلك صيانة وتنظيف وإعادة تأهيل وتسييج المحطات والهياكل البنائية، وسيتم التنسيق مع وزارة الموارد المائية لتخصيص فريق عمل من قبلهم يرافق فرق عمل الهيئة العالمة للآثار والتراث لصيانة وإعادة تأهيل الخزانات والبحيرات والآبار ونظم التصفية والتوجيه والسيطرة والتوزيع لمياه لتلك المحطات). واضاف شلغم (سيتم مخاطبة الجهات العليا لغرض حشد الجهد الوطني لإكمال طريق الحج الكوفي المحاذي لهذه المحطات والذي بدأ بتنفيذه منذ أكثر من خمس سنوات والذي يتطلب عدة سنوات أخرى لإكماله بسبب أهميته القصوى في إحياء هذا الجزء المهم من البلاد والذي سيتيح الفرصة للسائحين من كافة أنحاء العالم والزوار للوصول إلى هذه المناطق بسهولة وبالتالي إلى انعاش النشاط الاقتصادي والسياحي والتواصل الاجتماعي والمكاني والتعايش السلمي بين مدن العراق والمملكة العربية السعودية وهذه الأماكن، إضافة إلى كونه طريق مختصر ومنفذ آخر مهم للحج إلى الديار المقدسة وطريق مهم لتبادل السلع والبضائع بين البلدين).
واعلن شلغم ان (الفريق ضمّ من الجانب العراقي موظفين من مقر الهيئة وموظفين من مفتشية آثار وتراث النجف الأشرف، ومن الجانب الفرنسي كلا من د. جيسيكا جيراود و د. ستيرين لاماكوير ممثلتين عن الجانب السعودي).
ورافق الفريق موظفين من ديوان محافظة النجف الأشرف والجهات الأمنية ممثلة بحرس الحدود الذين قدموا كل الدعم والتسهيلات لإنجاح مهمة فريق العمل.