برنامج الصدمة.. العراق بخير

 برنامج الصدمة.. العراق بخير

 لم يصدمني مارأيت من مشاهد في العراق….. ان كان مشهد الوالد او الوالدة او اخرها بالامس مشهد الحرشة……

لكن الذي صدم من برنامج الصدمة ……هو العالم الخارجي …..

وليس انا او اي عراقي يعيش بالداخل……

الذي صدم العالم العربي القريب منا والبعيد……

ذهل المشاهدون العرب بما شاهدوه من مشاهد داخل العراق …..

وما خرجت من هذه المشاهد من انفعالات عفوية تعكس طبيعة المواطن العراقي……

لماذا صدم العالم العربي والغربي من برنامج الصدمة في العراق حصراً؟؟؟؟؟

لأنهم اي المواطنيين العرب كان في مخيلتهم ان بغداد والعراق ساحة حرب مستمرة…. وقتل …ودمار…. وانهيار كامل في كل مرافق الحياة ……وبالتالي انهيار كامل للقيم والاخلاق والعادات……

وعندما عرض البرنامج ولغاية حلقة يوم امس اختلفت الصورة كلياً عند البعض خاصة من ليس لديهم متابعة لقنوات عراقية او اتصالات مع عراقيين…….

انه تعود منذ سنوات ان يرى بالاخبار في قنوات بلاده…..

انفجار مفخخة في سوق شعبي ادت الى مقتل كذا عراقي….

انفجار جامع…. هدم حسينة ..

خطف مواطنيين عراقيين….

قتل… دمار ….خطف …معارك …داعش

هذا مايسمعه بالاخبار ولهذا تكونت لديه رؤية كاملة لما موجود داخل بغداد والعراق ان البلد انتهى وشعبه تدمر…..

وان كانت هناك حياة فهي لاتطاق ابدا…….

بالاضافه الى كم هائل من العراقيين الذين يعيشون خارج البلاد لايقلون خسة ونذالة عن الغرب والقتلة والمجرمين…..

عندما يستميلون عواطف من هم لديهم لاجئون….. ليكذبوا ويكذبوا ويكذبوا على الناس…… ليوهموهم ان العراق مات…..

امات الله قلبوهم واصاب عيونهم العمى…..

ينقلون صورة سوداوية لكي يكسبوا بعض الدراهم او يكسبوا بعض الحنان والانسانية

حتى وصل الحال ببعض النواقص والعارات

يقول انا استحي اقول اصلي عراقي…..

هذا ما انطبع في عيون العرب والغرب عن العراق …….

حتى صدم العرب ببرنامج الصدمة….

حتى قال احدهم بتغريده على تويتر….

الصدمه بما داخل العراق فعلاً صدمة…..

اخر يقول:

تفأجأت عندما رأيت الفواكه والاسواق فيها كل شي …..وكنت اظن ان البلد ساحة حرب

اخر يقول:

العراق مصنع للغيرة والحنية والبطولة…..

اخر يقول:

العراق رغم ماصابه من اذى لاتزال قلوب ابنائه سليمة لم يصبها الاذى……

اخرى تقول:

في شي صدمني ببرنامج الصدمة ان العراق بخير…..

فيه سوبرماركات وصيدليات ومطاعم وفيه ناس لابسين حلو….

وقالت مواطنة خليجية بتغريده لها

العراقيين رياييل والله رياييل……

وتغريدات كثيرة وتعليقات كثيرة

على تويتر والفيس…..

هذا البرنامج ارسل رساله للعالم كله

اننا لازلنا احياء ولازلنا موجودين ولازال شبابنا يحمل نفس الغيرة التي يتوارثها بالفطرة من اجداده…..

ولانزال سريعي الانفعال كما سريعي الدمع والاستجابة والفزعة…..

لم استطع ان امسك دموعي امام اولادي عندما شاهدت البرنامج في حلقة عقوق الام والتفاح

كيف انبرى العراقيون كلهم نساءً ورجالاً لشراء تفاح للمرأة…..

تسبقهم دموعهم قبل نقودهم

فسقط دمعي رغم تمسكي به……

وبالامس كيف الشباب قاتل لاجل بنت عراقية اشتكت بالشارع من المعاكسة هذا العراق…

لن يموت هذا البلد ولن يموت شعبه .لن تموت موروثاته …..ولن تتلاشى غيرته او طيبته او دموع ابنائه…..

ليموت كل عار ….وكل نذل …وكل خائن …باع الوطن وباع اهله ….

حتى لا يرى ما ابعد من قدمه….

بالامس عندما قلت لزوجتي وزعي مواعين الباجه على الجوارين وقت الفطور…..

احدى الاخوات من فلسطين عزيزة وصديقة على الفيس تقول لي….

هل لازلتم تحافظون على هذه العادة

وكأنها تقول لم يعد غيركم يحافظ على موروثاته الا انتم ايها العراقيون……

في برنامج الصدمة

العراقي الوحيد الذي عندما يقولون له انها كامرا خفيفة….

بدل ان يضحك يجهش بالبكاء وتفيض عيونه بالدمع…..

لأنه لم يدرك بداخله قساوة المشهد او يتحمله ولهذا يعبر عن رفضه لهذه المشاهد بدموعه….

ايها الناس انقلوا دائما الصورة الراقية الحلوة عن بغداد وعن العراق

انقلو الحياة بجانبها المفرح المشرق البهي

انقلوا الافراح والموسيقى والمطاعم والشوارع ودجلة والنوارس…..

لا تستمعوا الى العراقيين الذين يعيشون بالخارج اغلبهم ينقل الصورة السيئة عن العراق حتى لايطردوهم…..

لانهم ان قالوا العراق بخير وجميل وفيه كل شيء سيقولون لهم اذن ارجعوا اليه .. ولهذا هم دائما يبكون العراق ويقتلوه .. قاتلهم الله

عاش العراق عاش العراق ..

يزي قهر

احمد ثامر الجبوري- بغداد

مشاركة