براءة مجهولة

براءة مجهولة

أطلقت عليها هذا العنوان لأنها ستبقى مجهولة مدى الحياة..

لم تعد ظاهرة رمي الأطفال الرضّع على قارعة الطريق في علب كرتون، وأكياس النفايات أو وضعهم أمام المساجد والكنائس او حدائق المستشفيات أمرا مستغربا في العراق، فبعد أن كانت تثير الدهشة وتكثر التساؤلات حول ما يمكن أن يدفع الأم إلى رمي فلذة كبدها والتخلّص منه، باتت هذه الظاهرة جزءاً من يوميات العراقيين يتعايشون معها وكأنّها مثل أي خبر سيئ آخر.

من الصعب تشخيص تداعيات الأم لأقترافها مثل هذا الفعل الشنيع ، ولايجوز لوم الأم فحسب ، بل الأب شريك أساسي بهذه الجريمة التي لاتغتفر.

لا أستطيع ان أجزم إن تكرار مثل هذا التصرف يرجع الى سوء المعيشة، أم إلى الفساد الذي بات منتشرا في بلدنا ومخافة الله أصبحت لاتجدي وغير مبال بها ، وفي خبر لاحق إنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي يعد الأحدث تداولاً:

مواطن يعثر على طفلة بعمر 48 ساعة مرمية على قارعة الطريق قرب شركة ديالى للصناعات الكهربائية وبعد تلقي بلاغ من المواطن هرعت قوة من الشرطة لاستلام الطفلة حيث تم  نقلها الى مستشفى البتول (قسم الخدج) لغرض توفير الرعاية الصحية لها بعد تعرضها للدغات وجروح بليغة  اثر رميها بالعراء لمدة يومين.

وفي خبر آخر ولادة طفلة في مستشفى سامراء وبعد يوم من ولادتها تركتهاوالدتها وفرت دون أن تبالي لما تركته .

لو كانت قد فقدت حقيبتها أو حتى سهت عنها لهرعت مسرعة لإسترجاعها، لكنها وبكل أسف تركت طفلتها التي حملتها بين أحشائها، وكأن مدة الحمل وهي9 شهور مدة يستهان بها هذه الطفلة تغذت من غذائك وتنفست أنفاسك ..لا..لا أجد أي تبرير لفعلتك  أوجه أصابع الإتهام نحوك أيتها الأم المجردة من المسؤولية !!

 نعم.. وبكل ..تأكيد.. وإصرار هي مذنبة لكن ليست وحدها فالمجتمع مذنب حين يصمت ؛عن هذه الافعال ويترك الأفراد تتجاوز إلى أن تصل إلى هذا الفعل المقيت ماذنبك طفلتي ؟ إنك ولدتي ولن تكوني مسؤولة عن إختيار عائلتك ولدتي بهذه القساوة ..

بهذا الظلم للطفولة البريئة.. الذنب ليس ذنبك، لكنك ستعيشين مذنبة وإن كنتي لم تكوني فهذه قوانين المجتمع الصارمة بحقك وحق أمثالك ..

ولدتي مجهولة الهوية ..وستعيشين نكرة ..وستموتين كأنك لم تعيشي يوماً ..

همسة السامرائي

مشاركة