اياد العناز
بناء المجتمع ورسوخ أدواته الإصلاحية وتعزيز بنيته الإنسانية والفكرية، تحتاج إلى وسائل فاعلة تواجه بها جميع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتساهم في بناء المرتكزات الإيجابية والأسس المتينةذز
وأهم أداة هي وجود هوية وطنية جامعة تحتضن التماسك المجتمعي وتسعى لمسايرة التطورات الإنسانية لبناء مجتمع متطور وبأفاق مستقبلية مشرقة وحياة حرة كريمة، أساسها العمل المتواصل ورسوخ التكافئ وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء صرح الحياة وتعزيز البنى التحتية للتنمية المستدامة وتحقيق الأهداف والغايات الإصلاحية التي تمثلها دولة متماسكة يستظل فيها جميع أبناء الوطن على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، ليست دولة قائمة على أسس عنصرية وطائفية وتحتكرها قوى مسلحة بديلة عن شرعية الدولة، وإنما دولة مدنية حديثة يسودها القانون وينظم حياتها الشرائع والأنظمة القائمة على احترام حرية الإنسان وتعزيز الفكر المجتمعي في توحيد الرؤى واعتماد مبدأ المساواة المجتمعية وتعميق روح المساهمة في بناء صرح الوطن، بإعداد الخطط الاستراتيجية وإقامة المشاريع العملاقة وبناء المصانع والمعامل الإنتاجية واعتماد أدوات الاتصال والمواصلات الحديثة، دولة قوامها العمل المتواصل والبناء الفاعل والإصلاح المستمر.
عند الحديث عن الدولة لايعني التمسك بالشعارات والأحاديث العامة ، وإنما هي هدف مجتمعي صادق يضم جميع التنظيمات السياسية والاجتماعية وتكون للسلطة السياسية شرعية البناء وافاق التنمية وتحقيق المنجز الكبير الفاعل الذي يقود إلى تعزيز الهوية الوطنية والدفاع عن وجود واستقلال وكيان الدولة، عبر اقتصاد متين مستقل يستخدم جميع موارد الدولة من الطاقة والثروات المعدنية لتنمية المجتمع وتقدمه وتعزيز الإصلاحات والبناء فيه وفق أهداف وطموحات تستند على التمسك بعُرى الوحدة الوطنية ومنع أي استغلال للتيارات المعادية في مواجهة مبادئ وأسس الإصلاح والبناء الفكري الإنساني وتحقيق التعايش السلمي المشترك، بما يؤمن سلامة وبقاء الدولة والحفاظ على أمنها الوطني ومنجزات ومكتسبات مواطنيها.
تحتاج عملية بناء الدولة لقيادات ذات أفق استراتيجي قريبة من أبناء شعبها، مخلصة في أيدائها، وفية في عهودها، صادقة في أهدافها.