بجعات برية.. رواية المأساة المتكررة

فاضل الچــالي

تعكس الدراسة المقارنة بين رواية بجعات برية وبين الواقع، ما عايناه وصادفناه وأثر فينا وتعرضنا فيه للمضايقة وإطلاق الرصاص على كل ذي لب او رؤية مختلفة.
وكلما توغلت بعيداً في صفحات البجعات الثلاثة، الجدة والام والراوية كلما مرت احداث الحقب المتلاحقة أمام ناظري وكأنها شريط سينمائي، خصوصاً ما يتعلق بثورة ( الزعيم ماو) الثقافية، وهول ما جرى فيها على شعب التنين، كلما قارنت بعض احداثها فيما جرى ويجري على العراقيين امس واليوم.
أتاح ماو للتلامذة ان يحبسوا اساتذتهم ويكيلون الاتهامات وتصل عمليات الصبية او ما يسمى بالجيش الأحمر الى حد تنفيذ احكام الإعدام بكل مشتبه به كبرجوازي حتى ولو كانوا من أعضاء حزب ماو.
أتذكر الانفلات الأمني وسهولة اطلاق الشبهة وكيف ينال المشتبه به عقوبة الاعدام في شوارع بغداد والمحافظات العراقية.
يبس ريقي وانا مستمر بقراءة ما جرى على الصينين وكأنه سيناريو مستمر في كل اصقاع الأرض سواء أكان بنظام حكم شمولي ديكتاتوري او الحقبة الزمنية اللاحقة حين تضعف الدولة وحكوماته.
قبل أيام تكرر هذا المقطع الزمني امام عيني كيف ان جماعة تلبس السواد تتشاجر مع جماعة أخرى من نفس الفصيل على ارض نصبت فيها مولدة كهربائية قد اغتصبتها الجماعة الأولى. تأتي الجماعة الثانية ومن جماعتهم الخاصة لتطرد الأولى حتى تستحوذ هي وتضع يدها على الايراد والأرض.


في عهد ماو حطموا كل اثار الجمال واقتلعوا أشجار الورد. وقامت جماعة داعش بتحطيم الاثار وسرقتهافي الموصل وأنا تسنى لها ذلك.
ويبدو انه الامر يتناسل ولا ينتهي ربما الكل يتكلم بالإصلاح والثورة على الفساد والكل غارق فيه حتى النخاع، والمخالف وصاحب الرأي الذي يصب في صالح دولة المواطنة متهم وجاهز للحكم عليه بالردة والخيانة عند جماعة او عميل السفارات الأجنبية او تصرخ جماعة أخرى بالمناداة بوطن يبحثون عنه وقد مارسوا أبشع انواع الانفلات وتعطيل معاقل العلم والدرس عن أداء واجبها المناط بها.

للأسف الشديد بقدر ما شدتني تلك الرواية (الوثيقة)، بما يجري وما جرى كلما غصت بالحزن وصور البنوك العراقية التي تكسر اقفالها بعد ٢٠٠٣، و كلما تطاول الزمن كلما سيطر أمراء الحرب والأموال على مقاليد اتباعهم الذين يعبدونهم.
الزعيم ماو برأي جمهوره انه إله ويزعم جمهورنا ببعض امراء الحرب انهم دون الالهة بل هم قاب قوسين او ادنى.
يالها من رواية مستمرة.

 

مشاركة