بباي
تلك الشخصية الكارتونية التي كنا نتابعها وبشغف كل يوم ولانمل منها حتى لو اعيدت عشرات المرات … كم كانت احداث جميلة حين يركض غريم بباي وراء زيتونة وياتي بباي باللحظة الاخيرة رغم هزل بدنه وضعف حيلته ليشرب علبة السبانخ ويصبح اقوى رجل في العالم ويفك زيتونة من يد الرجل الذي يشبه الطرزان في هيئته ليثبت انه ليس فقط بالجسم او العضلات يستطيع الفرد ان يأخذ مايريد .. كل هذا ونحن صغار ولايهمنا سوى ان نرى بباي وهو يفتح علبة السبانخ وتعطية تلك القوة المهولة ( الباور) ليهجم كالاسد على غريمه ونحن نتابع وبلهفة تلك اللقطة السحرية التي تشبه الخلطة السحرية للسبانخ … ياالله كم نحتاج الى بباي سياسي في زمن كثرت فيه العضلات والمليشيات والاحزاب اللاسلامية وقوى الشر . كم نحتاج الى خلطة سحرية تنقذ العراق من دمار حل به لسنوات مضت ومازالو يطالبون بحكومة الاغلبية والمحاصصة … أي اغلبية وأية محاصصة تريدون ان تدمروا العراق بها ؟ الا يكفيكم ماحصل من تهجير ودمار وأضعاف العراق ومطالبته الدول الكبرى لدعمه وضربهم ابناء بلدهم ؟ فتارة تكون مجزرة في منطقة سنية ويستنكرون الساسة السنة واخرى في منطقة شيعية او حسينية ما ويفعلون ذات الفعلة الساسة الشيعة وهم اعلم الناس ان هذا فعل مشين ولايقبلة العقل والضمير فالجميع عراقيون وبلا تميز والدم عراقي واحد لايفصله شيء. وكل مسؤول يتلفظ بلهجة طائفية يجب ان يعزل فورا لانه يساهم بشكل أو بأخر في دمار هذا البلد ويؤجج تلك الافة اللعينة ( الطائفية) ..
كفانا حروبا وتهجيراً وقتلاً على الهوية.. نريد روحا تسامحية ووطنية وسلاما بين كل الاطياف والمذاهب ولتكن ارواحنا حمامات سلام ترفرف على هذا البلد الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل ان يعلوا صوت العراق حرا أبيا .. نطالب رجال الدين ان يكونوا على اتم المسؤولية ليوصلوا كلمة الحق ويزهقوا الباطل وليذكروا الناس ان دم المسلم على المسلم حرام .. وان ديننا هو دين التسامح ورسولنا محمد (ص) قال جئت لاتمم مكارم الاخلاق … يجب ان نقتدي برسولنا العظيم ونؤمن بان الوطن غال وان مايحصل الان مرفوض بكل المعايير …
لن نتمنى بعد هذا ولكن من المؤكد انه سيبزغ فجر جديد .. وتضيء شمس العراق عالية … وسيرفرف علم العراق بزهو … وسينجلي ليل الظلام وسيأخذ كل القتلة قصاصهم في الدنيا والاخرة فلو دامت لغيرهم لما وصلت اليهم .فدم الابرياء في رقابهم والم الامهات الثكالى هم من يتحملوه وسيحاسبون على فعلتهم ولو بعد حين وان وعد الله حق.
شذى فرج
