بعثة إماراتية تستقبل الأطفال الخُدج في رفح والصواريخ تنال من المستشفى الاندونيسي
القاهرة – مصطفى عمارة برلين -واشنطن -الزمان
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أنه «يعتقد» أنّ التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة بات وشيكاً. وسأل أحد الصحافيين بايدن على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض «هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟»، فأجاب الرئيس الأميركي «أعتقد ذلك».
ووصلت إلى معبر رفح من الجانب المصري الدفعة الأولى من الأطفال الخُدج حديثي الولادة والذي يقدر عددهم 29 طفلا على امل ان يبلغوا 35 رضيعا، والذي تم ترحيلهم من مستشفى الشفاء في غزة بواسطة سيارات إسعاف مصرية واستقبلتهم مستشفى ميداني اماراتي. فيما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الاثنين مقتل 12 شخصا على الأقل في ضربة إسرائيلية على المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، فيما وصل 29 طفلا خديجا من الذين تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء الى مصر عبر معبر رفح، على وقع استمرار المعارك العنيفة في القطاع المحاصر.
ودان رئيس الاتحاد الإفريقي الإثنين الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على أراضي الدولة العبرية، معتبراً أن «لا عذر» للقصف المكثف على قطاع غزة.
وقال رئيس الاتحاد غزالي عثماني إن ما قامت به حماس «مدان… لكن رد الفعل لا عذر له». وأضاف خلال مؤتمر صحافي في برلين «تخيّلوا الطفل الذي رأى أمه أو والده يُقتلان… هذا يولّد التطرف». وأكد رئيس الاتحاد الإفريقي في حديثه على هامش مؤتمر مجموعة العشرين «كومباكت ويذ أفريكا 2023» الذي يهدف إلى تشجيع الاستثمارات الخاصة في إفريقيا أنه «طالما ليس هناك دولتان بحسب ما طالبت به الأمم المتحدة فلن يكون هناك سلام في هذه المنطقة».
وأطلقت ألمانيا مبادرة «كومباكت ويذ أفريكا» عام 2017 خلال فترة توليها رئاسة مجموعة العشرين.
وأعلنت إسرائيل الاثنين «توسيع» عملياتها البرية في قطاع غزة حيث يعيش السكان والنازحون في أوضاع مأساوية. بالتوازي، تتواصل بعيدا عن الأضواء المباحثات الهادفة إلى الإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس في مقابل هدنة في المعارك.
ووصل الاثنين 29 طفلا خديجا تمّ إجلاؤهم من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الى مصر عبر معبر رفح الحدودي، وفق ما أفادت قناة «القاهرة نيوز» المصرية الإثنين. وتم إجلاء الأطفال الخدج من الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، بعدما أمر الجيش الإسرائيلي الذي اقتحمه وفتشه بدقة ودمّر بعضا من اقسامه، وفق أطباء ومسؤولين كانوا فيه، بإخلائه. وكان مدير المستشفيات في قطاع غزة أكد الأحد لوكالة فرانس برس إجلاء 31 طفلا خديجا من المستشفى، لم يعرف بعد سبب وصول 29 منهم فقط الى مصر.
وكانت منظمة الصحة العالمية التي شاركت في إجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء في مدينة غزة في اتجاه المستشفى الإماراتي في رفح في جنوب القطاع قالت الأحد إن «11 طفلا في وضع حرج»، وجميعهم «يعانون من التهابات خطيرة». وكان طفلان توفيا السبت قبل تنفيذ عملية الإجلاء. واقتحم الجيش الإسرائيلي منذ الأربعاء مستشفى الشفاء بعد معارك طاحنة في محيطه بينه وبين حركة حماس. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات كمقار لها، والانطلاق منها في عملياتها وتخزين أسلحة فيها. وتنفي حماس هذه الاتهامات. وتتصاعد المخاوف من تعرض المستشفى الإندونيسي للمصير نفسه، كمستشفى الشفاء. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الاثنين مقتل 12 شخصا جراء غارة إسرائيلية على المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن الجيش الإسرائيلي «يحاصر» المستشفى، و»نخشى أن يكرّر ما فعله بمجمع الشفاء» الذي أخلي بعد دخول القوات الإسرائيلية إليه. وأشار القدرة إلى وجود «نحو 700 شخص بين طواقم طبية وجرحى داخل المستشفى الإندونيسي وأعلن الجيش الاثنين إنه يواصل «توسيع عملياته في مناطق جديدة بقطاع غزة»، خصوصا في قطاع جباليا. وقال الجيش إن عدد الجنود الذين قضوا في غزة منذ بداية الحرب وصل إلى 65.
وتتحدّث إسرائيل عن وجود مراكز قيادية تابعة لحماس تحت مبنى المستشفى الإندونيسي، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول حركة حماس إن اسرائيل تشن «حربا ضد المستشفيات». وعرض الجيش صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر فيها قاعدة إطلاق صواريخ يقول إنها لحماس موجودة على بعد أقل من 100 متر من المستشفى. وبحسب الحركة، فإن عشرات الدبابات والآليات المدرعة منتشرة حول المستشفى وتطلق نيرانها باتجاه المنشأة الصحية. وسبق أن تعرض محيط المستشفى أواخر الشهر المنصرم وبعد أوامر إخلاء إسرائيلية، للقصف، وفقا للأمم المتحدة. وقالت حماس في حينه إن القصف خلّف 30 قتيلا في المستشفى. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية التي أرسلت فريقا لتقييم الوضع في مستشفى الشفاء، لا يزال هناك 250 مريضا في المكان و20 من مقدمي الرعاية.
وأعلن الجيش مساء الأحد العثور على نفق طوله 55 مترًا يستخدم «من أجل الإرهاب» تحت مستشفى الشفاء. واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة. وتوعّدت الدولة العبريّة بـ»القضاء» على حماس وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف ردا على الهجوم، تسبّب بمقتل 13 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق أرقام أدلت بها حكومة حماس مساء الأحد. وبين القتلى أكثر من 5500 طفل.
وشدّدت إسرائيل كذلك الحصار على قطاع غزة ومنعت إمدادات الوقود والمياء والكهرباء والمواد الغذائية. وتدخل عبر معبر رفح شاحنات مساعدات محدودة توافق إسرائيل مسبقا على حمولتها. وأعلن مسؤولون في قطاع الصحة في غزة الاثنين وصول أول مستشفى ميداني أردني منذ بدء الحرب مع طاقم طبي لتقديم الخدمات الى آلاف المصابين والمرضى في ظل خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب الدمار أو انقطاع الوقود. وأكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أن المستشفى الميداني سيقام «في محيط مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين». ودخلت 40 شاحنة محملة معدات وأجهزة طبية للمستشفى برفقة طاقم مؤلف من 17 شخصا. وقال زقوت «من المتوقع وصول مستشفيين ميدانيين من الإمارات وقطر».
وتساقطت خلال اليومين الماضيين أمطار غزيرة في قطاع غزة. ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الوضع في أماكن النزوح بأنه «غير قابل للعيش».
ونزح أكثر من 1,6 مليون فلسطيني داخل القطاع منذ بدء الحرب يتكدسون تحت خيم في الهواء الطلق أو في مدارس او مستشفيات، أو في شقق مكتظة. واتجه مئات آلاف النازحين جنوبا بعد إنذارات إسرائيلية بإخلاء الشمال. لكن مناطق جنوبية عدة تتعرض للقصف أيضا.
في بكين، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين أمام وفد يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف «الكارثة الإنسانية» في غزة.
وقال وانغ «فلنعمل معا لتهدئة الوضع في غزة سريعا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت».
ورأى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأحد أن «الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة تفوق التصور».
وحذّر من أن «مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المدارس التي أصبحت ملاجىء، وفرار المئات للنجاة بحياتهم من مستشفى الشفاء، وسط استمرار نزوح مئات الآلاف الى جنوب غزة، هي أفعال تتعارض مع الحماية الأساسية التي يجب توفيرها للمدنيين بموجب القانون الدولي».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن «عدد الضحايا المدنيين كبير جدًا» في قطاع غزة، مذكرًا إياه «بالضرورة المطلقة للتمييز بين الإرهابيين والسكان»، على ما أعلن قصر الإليزيه الأحد.
في عمان، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الإثنين مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى «العمل بشكل مكثف» من أجل «وقف الحرب» و»فك الحصار» و»ضمان إيصال الغذاء والدواء» الى غزة، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وحذّر الملك من «الآثار الكارثية جراء الحرب البشعة الدائرة التي يذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين العزل».
ويتزايد الضغط في إسرائيل على الحكومة من أجل الإفراج عن قرابة 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وترفض إسرائيل حتى الآن أي وقف لإطلاق النار هو شرط من شروط حماس للإفراج عن رهائن. وستلتقي الحكومة الإسرائيلية مساء الاثنين عائلات الرهائن.
وأكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الأحد أن إنجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس يتوقف على قضايا «بسيطة» و»لوجستية».
وفي الأيام الماضية، ربطت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بين وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس.
في لندن، قال توماس هاند لوكالة فرانس برس إن ابنته إميلي المحتجزة لدى حماس أتمّت عيد ميلادها التاسع السبت.
وقال الوالد الإيرلندي المولد «لم تكن تعرف حتى أنه كان عيد ميلادها. إنها لا تعرف اليوم ولا التاريخ». وأضاف أن تركيزه الوحيد ينصب على «مواصلة المضي قدما لحين استعادتها».
وفي تصريحات خاصة أكد د. خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان المصري أنه سوف يتم نقل هؤلاء الأطفال إلى المستشفيات المصرية ،وأشار إلى أنه تم تجهيز سيارات الإسعاف والحضانات على معبر رفح من أجل استقبال هؤلاء الأطفال واضاف أن نقل الاطفال في هذه المرحلة لا يقل صعوبة عن الحفاظ عليهم في المستشفيات نظرا لأنّ سيارات الإسعاف يجب أن تكون مجهزة بالحضانات ونقلهم من خلال الحضانات إلى مستشفيات في شمال سيناء او في المحافظات المجاورة إلا أن هناك تحديا كبيرا في نقل هؤلاء إلى المستشفى لأنّ كل دقيقة تمر على هؤلاء تعرضهم للخطر. واضاف أن هناك تنسيقا بين مصر ودول أخرى لعلاج المرضى من الأطفال اذ خصصت الإمارات مستشفى ميدانيا عند معبر رفح لاستقبال الاطفال خاصة حديثي الولادة تمهيدا لنقلهم للعلاج بمستشفى الإمارات، كما تم الاتفاق مع تركيا لعلاج الاطفال المصابين بالسرطان في المستشفيات التركية ، وفي السياق ذاته أوضح مصدر أمني للزمان أن رفض مصر فتح معبر رفح لعبور الأفراد من غزة يهدف إلى إحباط المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تكريس مخطط توطين الفلسطينيين في سيناء حيث أنه من المنتظر في ظل الحصار على المدنيين في قطاع غزة أن يتدافع السكان للهروب من الأوضاع التي يعانيها القطاع إلى مصر واضاف المصدر أن التظاهرات المطالبة بفتح معبر رفح لها أغراض سياسية وليست متعلقة بالجانب الإنساني لأن مصر حريصة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وأن ما يعرقل وصولها هو الجانب الإسرائيلي الذي يصر على تفتيش تلك المساعدات قبل دخولها ويمنع البعض الآخر خاصة فيما يتعلق بالمواد البترولية ، ومن جانبه أوضح د. ايمن الرقب القيادي بالتيار الإصلاحي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس للزمان أن هناك محورين في معبر رفح أولهما مخصص للأفراد ومصر تخشى فتح للجميع حتى لا تحقق اسرائيل هدفها بخروج أعداد كبيرة جدا من الفلسطينيين وترك أرضهم بقطاع غزة.
وأكد الرقب أن مصر معنية ببقاء الفلسطينيين داخل القطاع والحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني أما المحور الآخر فهو الخاص بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع إلا أن الجانب الإسرائيلي يعمل على عرقلة دخول تلك المساعدات إما بمنعها أو تعطيل دخولها خاصة فيما يتعلق بالمواد البترولية وبالتالي فإن الهجوم على مصر ليس له ما يبرره.
واتفق معه في الرأي العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات مؤكدا أن القطاع حاليا ليس تحت سيطرة حماس أو الفلسطينيين وان فتح معبر رفح من الجانب المصري لا يعني دخول الشاحنات أو المركبات لأن ذلك يتطلب تنسيقا مع الجانب الإسرائيلي وهو الذي يحدد عبورها أم لا وتخضع للتفتيش على بعد 50كم من معبر رفح تحديدا في معبر العوجة .