باول ..أنت كاذب

 

د. فاتح عبدالسلام

بدا شكل كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق مضحكاً ومقرفاً يقطر زيفاً ،وهو يتحدّث عن الكذب في اقوال الرئيس ترامب  في الحملة الانتخابية الرئاسية، في حين انّ العالم كله يشهد انّ باول هو صاحب أكبر كذبة في التاريخ ، قادت الى حرب العراق المدمرة ،التي لا تزال منطقة الشرق الاوسط تعاني من تداعياتها السيئة . 

ترامب ردّ ببساطة على باول وذكّره بأنه زعم بوجود أسلحة دمار شامل في العراق وجرّ الولايات المتحدة الى حرب كبرى ولم يكن هناك أية أسلحة . 

حرب دفعت امريكا رسمياً خلالها خمسة آلاف قتيل من خيرة جنودها مع خسارة مئات المليارات من الدولارات، فضلاً عن اشعال فتيل الارهاب وتشظي منظماته التي لم تعد محصورة بالعراق وامتدت الى سوريا وعموم المنطقة.

لو كان تصريح ترامب يصب في مصلحة أية دولة في العالم ماعدا العراق ، لرأينا انّ الاصوات ارتفعت في اكثر من عاصمة تطالب الولايات المتحدة بدفع ثمن غلطتها الجنائية في ارتكاب الحرب تحت أسباب كاذبة واستناداً الى شهادة من رئيس حالي لها . وبالمناسبة لم يكن بين تلك الاسباب المُساقة اقامة نظام ديمقراطي مثلاً، ولا حاجة بنا الى التذكير بالنتائج التي آلت اليها أوضاع العراق حتى اللحظة. وكيف كانت زيف الديمقراطية أبلغ أذىً من حقيقة الديكتاتورية التي كانت قائمة.

من حق أي مواطن عراقي أن يحتفظ بحقه الشخصي والوطني في المطالبة بالتعويض المناسب لما لحق به من دمار في الأموال والأنفس والثروة البشرية والطبيعية والاقتصادية بسبب قرار حرب خاطيء. لاسيما انّ اصحاب ذلك القرار ومنهم باول لم يقدموا خطوة حسنة واحدة لتصحيح المسار بعد ان انتهت الحرب وعيّنوا حاكماً مدنياً امريكياً أكمل خطة تفتيت البناء العراقي بترسيخ مفاهيم المكونات  المتناقضة التي فتحت ابواب اراقة الدماء ونهب الثروات سنوات مديدة ، والتي بات يعرف بها العراق اليوم أكثر من اسمه الحقيقي .

رئيس التحرير – الطبعة الدولية

مشاركة