بارقة الأمل – قيس الدباغ

بارقة الأمل قيس الدباغ بالرغم من السلبيات التي أحدثتها ظاهرة إنتشار التواصل الاجتماعي، ولكن فيها ايجابيات جمة، اذ يلاحظ المتتبع ظاهرة بداية اتضاح الرؤى، فأصبح بالإمكان لأي متصفح أن يضم نفسه إلى المجموعة التي يرتاح لها وترضي نوازعه، فهناك مجموعات التفاهة في نظر البعض وهناك مجموعة الرصانة أيضا في نظر البعض ،وتتم الهجرة المستمرة بين المجموعات وهناك الدينية وهناك الفوضوية وهناك مجموعات الرداحة وهناك المتمردة على كل شيء، إن كل ما يطرح على السوشيال ميديا بسلبه وايجابه هو عبارة عن آراء حرة خالصة، يتفاعل بعضها مع بعض في حركة دؤوبه، والجميع يظنون أن لايراهم أحد متخفون وراء أسماء وعبارات رمزية، وكأنهم ذلك الإنسان المراهق الذي  يظن أنه في فسحة معزولة فيفعل مايحلو له دون عين تختلس النظر اليه، وإذا حدث وفضح أمره، بسيطة جدا حسابي مخترق مهكر لست أنا، ويتناول من تحت ابطه رزمة من الايمان الغلاظ، ماعلينا(جا موش حرية ) المفرح هو إصرار عجيب من الصفحات التي تحمل عناوين دينية على طرح وجهات نظر بشرية عقيمة وتصر على تقديس تلك الطروحات وأنها من الدين ،فمثلا لازال موضوع شرب بول البعران هو الدواء الشافي لكل الأمراض المستعصية، ولازال موضوعة عدم تهنئة إخوان الوطن بأعيادهم كفر بواح وتقع على مرتكب هذا الذنب، الاغتسال وإعادة التوبه والشهادتين، والمضيء في هذا الطرح العقيم أنه استفز عقول المجتمع وخاصة الشباب منهم، وبدأ التفكير والطرح بحرية، ألم يقل الله في كتابه الحكيم، طعام أهل الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، ألم يشرع جواز الاقتران بالفتيات منهن وتبقى على ملتها، فكيف لايجوز تهنئتهم وبرهم والاحسان لهم، لنقل الحمد لله لتبقى تلك الارهاط تخرج مخزونها القميء إلى العلن ويفضحوا أنفسهم بأنفسهم، ولا نضطر نحن إلى فضحهم والرد عليهم، وندخل في شبهة الارتداد والكفر والإلحاد ثم الشيوعية والماسونية، بدأت العقول تتفتح وتقارن وتميز، وسوف تنتهي تلك الطروحات التي مافتئت تدور حول وتد النكاح مساء صباح، وحول إنما بعثت رحمة(بالسيف )للعالمين ،لا أدري كيف اتت لهم الجرأة على تزييف كلام رب العالمين وإضافة كلمة بالسيف، نسأل الله العزيز الحكيم الهداية للجميع فهداية البعض تسعدنا أكثر بكثير من ازالتهم  وبالعقل والمنطق والمحاورة، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.

مشاركة