بابل أرض العجائب – عادل الذهبي

بابل أرض العجائب – عادل الذهبي

يحار الكلام في تقديمها ولو قدمتها للمرة الألف ، تارة لأنها مهد الحضارات وتارة أخرى لأنها أرض الإبداع والجمال ، بابل اشهر مدن العالم القديمة واكبرها مساحة ، وهي عاصمة الإمبراطورية البابلية آنذاك ، وعدت أسوارها وجنائنها المعلقة من عجائب الدنيا السبع المشهورة بلا منازع ، حيث اكتسبت شهرتها الواسعة وجمالها من جدرانها ومبانيها الرائعة المزخرفة ذات التصميم الفريد ، بالإضافة إلى مكانتها كقاعدة للتعلم والثقافة . حين تمشي في بابل تشعر بطبقات التاريخ المتراكمة في مبانيها وأرصفتها وشوارعها وجدرانها وآثارها التاريخية ، لم يكن بنيان بابل بنيان عاديا ابدا ، فقد حمل أسرارا ومعالم وافكارا لم يستطع أحد من فهمها أو تفسيرها حتى وقتنا هذا ، فوفق لما كانو يمتلكونه من أدوات وأشياء بسيطة وقدرات ، فقد استطاع البابليون من تشييد مدن وأسوار وأبراج وجدران نعجز نحن حاليا من تنفيذها ، فهذا خير دليل على أنهم كانو متقدمين علينا علميا وحضاريا ، لذا تعتبر بوابة عشتار أهم واجمل أثار بابل التاريخية ، وحدائق بابل المعلقة فهي أعجوبة من أعاجيب الزمن فكانت أشبه بالجنة وسط الصحراء القاحلة ومخالفة لكل قوانين الطبيعة ، التي قام ببنائها الملك نبوخذ نصر وأهداها إلى زوجته سمراميس كعلامة حبا واحتراما وإجلال لها حين شعرت بالشوق إلى وطنها ..بابل التاريخ الذي لا ينسى ابدا ، والمدينة التي جمعت بين الروح والجمال وبين الحياة والموت أو بين الجنة والأرض ، حيث حققت إنجازات ذات شأن كبير في الفلك والرياضيات والحساب والطب والموسيقى فهي مدينة زاهرة بفنونها وإبداعاتها ومعارفها وعلومها ….تعتبر بابل الان من اشهر مدن العالم التاريخية بمعالمها وبنائها وتراثها الجميل حيث يرتادها الألاف من السواح من شتى بقاع الأرض لرؤية تاريخها وجمالها وتصميمها الفريد ، فهي الان أرض لكبار الشعراء والزهاد والروائيين والموسيقيين والكتاب والمبدعين …بابل حيث السحر والجمال والحضارة والذكرى.

مشاركة