بائع الزهور 1
في كل يوم كنت اقود سيارتي في هذا الشارع ذاهبة الى عملي بشكل معتاد لا جديد فيه هو نفسه , حتى استوقفي ذلك اليوم مشاهدة محل فتح حديثا” لبيع الزهور ,ففكرت ان ازوره واشتري منه بعض الزهور لجدتي المريضة ,بعدها تركت الامر وذهبت الى العمل وعند العودة مساء” عادت لي الفكرة نفسها , وهنا عدت في السيارة حتى وصلت اليه وتوقفت , دخلت الى محل الزهور كان الجو هادئا لا احد هناك ناديت لكن بلا اجابة انتظرت وانا انظر الى الزهور الجميلة والملونة بأنواعها المختلفة والاشكال الرائعة , وجدت احداً خلفي يقول لي:- تفضلي / آنستي أهلاً بك انا (وسيم ) صاحب المحل ارحب بك وانا بخدمتك وانا كلي انظر اليه بدهشة كان شابا” جميلا ووسيما” اسم على مسمى عيناه زرقاوان صافيتان كأنها البحر وبشرته بيضاء جميلة ,كانت اول مرة ارى بها شابا” وسيما” هكذا في هذا الشارع , حيث الاغلب هم صناع وبسطاء , بدأ يغمز لي لأني لا اتكلم معه ولا اجيب عليه حتى ابتسمت وخجلت من تصرفي واخبرته اني اريد باقة من الزهور لجدتي , فأجاب بابتسامة اذن يعني اقدم لك هدية الافتتاح الى جدتك فانت اول زبونة تأتي الى المحل فأعطاني باقة ورد من القرنفل مع رائحة عطرة ومعها بطاقة المحل فيها كتلوك كامل للزهور مع ارقام هواتف الخدمة ,اخذتها وقدمت له الشكر / بلطفه معي , خرجت وهو يودعني متمنيا” عودتي مرة اخرى حتى وصلت الى السيارة فركبت وغادرت المكان وعينه عليً , وصلت الى المنزل وقدمت الزهور الى جدتي سعدت بها كثيرا” وأعجبتها رائحتها العطرة ,واخبرتها اني سوف احضر لها الزهور كل يوم ,ذهبت الى غرفتي لا ستريح ,نمت قليلا” ونهضت على صوت امي وهي تنادي لأساعدها في اعمال المنزل وتحضير وجبة العشاء لابي فهو مضبوط بتناول العشاء عند الساعة (9) مساء” ,اكملنا العشاء واحضرت جدتي الى المائدة وكنت اطعمها بيدي لأني أحبها جدتي هي من ربتني ,اما ابي يتناول العشاء ومن ثم يذهب الى مكتبه لمتابعة الاعمال ,فهو مدير البلدية في المدينة وعليه اكمال الاعمال حتى بالمنزل لا نكاد نشاهد ابي الا نادرا” ؛ اما امي فهي سيدة منزل ممتازة تهتم بكل شيء من تنظيف وطبخ وترتيب ,هذه هي عائلتي البسيطة واللطيفة ايضا لانهم هادئون ولأشيء جديد , اخذت بعدها جدتي الى غرفتها لتنام وتستريح , وامي اكملت العمل بالمطبخ وتوجهت بعدها لغرفتي وجلست حتى اخذتني نظرة الى حقيبتي ففتحتها واخذت الكتالوج وجلست انظر اليه والى الزهور وانواعها حتى استوقفي رقم الهاتف الموجود وفكرت أن أتصل به , لكن لماذا اتصل في هذا الوقت المتأخر ليلا” لابد من اني مجنونة بعض الشيء ,صباحا” نهضت باكرا” تناولت افطاري مع اهلي وخرجت للعمل ,واخذتني التفاته الى المحل كان مغلقاً صباحاً ” ,اكملت طريقي الى العمل ,مساء” عدت وفي الطريق شاهدت المحل مفتوحاً, انها فرصتي اذن لا ذهب اليه والتقي به ,دخلت وكان هناك زبائن وعندما شاهدني نظر الي وابتسم وتركهم ليلقوا نظرة وجاء الي مسرعا” وقال لي :- اهلا انستي تشرفت بسرعة الزيارة الي وكيف ان الزهور أعجبتك وعدت الي سريعا” , فأجبته نعم جدتي سعدت بها جدا” واريد نوعا” اخر لو سمحت ,نظر الي وقال :- انستي تستطيعين ان تتأخري بعض الوقت فقط لأحضر لك باقة جميلة ,فرحت كثيرا” ووافقت لشيء واحد ان انظر اليه ولجماله ووسامته ؛وجلست امامه وهو يتحدث مع الزبائن حتى انتهى ,وذهب مسرعا” واحضر لي باقة جميلة ؛ دفعت الثمن وخرجت امشي بخطوات بطيئة حتى احسست انه خلفي ينظر الي ونادى عليً وقال لي :- انستي اريد ان اقدم اليك كتالوج المحل لتتعرفي على الزهور وانوعها يسهل عليك الاختيار ,الا كنت ستزورنا يوميا سيكون لك باقة خاصة ,,,ابتسمت واخبرته انه اعطاني كتالوج للمحل ,خجل الشاب واحمرت وجنتيه وطأطأ رأسه على الارض ,فعدلت الموقف واخبرته باني سأكون زبونة دائمة ,فرفع رأسه وابتسم ,وذهبت الى سيارتي لا عود الى المنزل ,وعندما وصلت ونزلت من السيارة كان أبي جالساً في حديقة المنزل وشاهد الزهور وابتسم ,فأخبرته انها لجدتي اشتريتها لها لاسعدها,امسك الجريدة وكانه يقرأ ولم يجب انه صدق كلامي ,غضبت فتركته ودخلت الى المنزل شاهدتني امي ونظرت اليه بابتسامة ودخلت المطبخ ,يا الهي ما بهم لا يصدقون اني اشتريت الزهور لجدتي ,ذهبت مسرعة الى غرفة جدتي واعطيتها باقة الزهور لأتخلص من التهمة ,وذهب مسرعة لغرفتي لا ستريح ,استلقيت على فراشي وانا افكر بذلك الشاب (بائع الزهور) كم هو جميل ولطيف بالتعامل معي ,رباه ما صوته الرقيق هذا ,ايعقل هو بشر لابد انه ملاك ,وبقيت افكر وافكر حتى نادت علي امي على العشاء انها التاسعة وانا في عالم اخر , جلست على المائدة لاستمع للهمسات بين اهلي ما بهم ياترى لماذا؟ هم ينظرون الي ,لابد انهم يشكون باني متعلقة بذلك الوسيم وانا احدث نفسي ولجميع ينظر الي ويبتسم ,انتهى العشاء وذهبت لغرفتي وانا اقول ليعرفوا اني معجبة به ,انه يستحق ان افكر به ,مرت الايام وانا على هذا الحال اذهب واشتري الزهور لجدتي حتى ملئ منزلنا بالزهور واصبح حديقة جميلة ورائحة عطرة تزهو بالمنزل ,تطورت العلاقة واصبحت الاعجاب عبر رسائل الهاتف كل ليلة ونحن نتبادل الحديث ,تعرفت عليه وماذا يحمل من شهادة ,حيث اخبرني بانه خريج كلية القانون ولم يجد وظيفة فقرر ان يفتح هذا المحل بعد ان حصل على قرض المشروعات الصغيرة من البلدية ,سعدت بكلامه لان والدها هو من اعطاه القرض اكيد فهو مدير البلدية ,العلاقة بدات تتعمق والحب اصبح اقوى وكانا لا نتحدث عندما اذهب اليه الى محل الزهور لان الزبائن هناك كثيرون بل حديثنا كان في الهاتف ليلا” حتى الصباح ,في احد الصباحات وانا ذاهبة الى العمل تعطلت سيارتي امام محل وكان سبباً لأكون مع (وسيم ) بينما اتصلت به ان يأتي فاذا ابن عمي يمر عليً بسيارته ويقف ليسأل عن سبب توقفي هنا وانا يجب ان اذهب الى العمل ,لكن سوف يأتي (وسيم) كيف هو الحال معه جاء وسيم مسرعاً الي واذا بابن عمي (مراد) يرمقه بنظرة حادة مرعبة ,وسألني من يكون هذا ولماذا جاء ,و(سيم) نظر الية بدهشة واشار الي وشعر بارتباك ,انا تدخلت واخبرته بأن (وسيم) صاحب محل الزهور واستنجدت به لأني احد الزبائن عنده , لم يستقر ابن عمي رغم ذهاب (وسيم) الى محله عائدا” النظرات تبادلت بين الطرفين ,من اخذني (مراد) ليوصلني بسيارته للعمل بعد ان احضر الميكانيكي ليصلحها ,ما اقلقني صمت ابن عمي طوال الطريق حتى وصلنا الى مكان عملي نزلت وتركني وذهب بلا كلمة وداع ,مساء جاء الي واخذني الى منزلنا وبالطريق طلبت منه ان انزل امام محل الزهور لا شتري لجدتي الزهور كما اعتدت كل يوم ,رمقني بنظرة حادة ولم يقف ولم ينطق بكلمة حتى وصلنا الى المنزل ,شاهدنا ابي حيث كان يجلس في الحديقة وسلم عليه وشكره واخبره بان الميكانيكي احضر سيارتي بعد التصليح الى البيت .
عرفات اليوسف – البصرة