انتقادات لتخويل الرئيس المصري اتخاذ قرار الحرب
القاهرة ترفض عقد لقاء ثلاثي يجمع أوباما ونتنياهو ومرسي في واشنطن
القاهرة ــ مصطفى عمارة
كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى عن ان الولايات المتحدة اجرت مؤخرا اتصالات مع القيادة المصرية لاقناعها بعقد لقاء ثلاثي في الولايات المتحدة يجمع بين مرسي واوباما ونتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الا ان الولايات المتحدة لم تتلق حتى الآن ردا على هذا الطلب والذي يمكن ان يرفع اسهم اوباما في الايام القادمة من سباق الانتخابات الامريكية.
واستبعد المصدر قبول الرئيس مرسي هذا الطلب في ظل الظروف الداخلية التي تجتازها مصر حاليا واضاف المصدر ان الرئيس مرسي لن يقدم على خطوه كهذه الا اذا حدث تغير جذري في الموقف الاسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية.
من ناحية اخرى رفض خبراء عسكريون ما نتهت اليه لجنة نظام الحكم بالجمعية التأسيسية للدستور امس الاول ان يكون قرار اعلان الحرب بيد الرئيس وبعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني دون اشتراط موافقة المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
وقال اللواء سامح سيف اليزل ــ الخبير العسكري ــ ان اخذ راي المجلس العسكري في قرار الحرب لابد ان يتم وضعه في الحسابات قبل الدخول في الحرب ولكن دون الزام مضيفا ان القوات المسلحة تقدم النصح والمشورة وابداء الرأي قبل اتخاذ الحرب الذي يرغب الرئيس في اعلانه ضد أي دولة لأنها هي التي تقوم بتنفيذ العمل العسكري على ارض الواقع.
ووصف اللواء حسام سويلم ـ الخبير العسكري ــ ان ما انتهت اليه الجمعية التأسيسية امس الاول بانه كلام فارغ ولا يصح لان قرار اتخاذ الحرب للرئيس في ظل حكم الاخوان ورئيس اخواني من الممكن ان يجرنا الى حرب مع اسرائيل من اجل حماس او ايران او حزب الله وكلها قوي تابعة لايران.
في حين رفض اللواء محمد على بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج ايام غزو الكويت ما انتهت اليه الجمعية التأسيسية بمنح الرئيس منفردا حق اعلان قرار الحرب.
متسائلا كيف يوافق اعضاء الجمعية على تضمين الدستور الجديد الذي من المفترض به تقويم الدولة المصرية على هذه المهزلة.
موضحا ان قرار اعلان الحرب لا يستاثر به الرئيس وانما لابد من موافقة الشعب على القرار ممثلا في البرلمان وموافقة المجلس الاعلى للقوات المسلحة مشيرا الى ان القرار الذي يتوقف عليه مصير الامم لا يصدر من شخص الرئيس وانما يتم بحثه على نطاق واسع وبمشاركة جهات سيادية.
وفي السياق ذاته ايد علي عبد الفتاح القيادي بحزب الحرية والعدالة اتفاق لجنة نظام الحكم بالجمعية التأسيسية على منح الرئيس ومجلس الشعب اعلان حالة الحرب مشددا على ان اخذ راي القوات المسلحة في ذلك ينبع من كونها الجهه ذات الشأن وهي التي ستحدد موقف الجيش ومدى استعداده لخوض الحروب وقال ان كون راي القوات المسلحة سيكون استشاريا لا يعني اهمالة موضحا ان قرار الحرب من القرارات المهمة التي يجب ان يكون الشعب طرفا اساسيا فيها لانه هو من سيدفع الفاتورة ولذلك فان الممثلين عنه في هذه الحالة هم من يحق لهم البت في تلك القرارات.
ووصف اتفاق لجنة نظام الحكم على قصر مناقشة ميزانية القوات المسلحة على اعضاء مجلس الدفاع الوطني وعرض الرقم الاجمالي على مجلس الشعب بأنه منطقي يهدف الى حفظ اسرار القوات المسلحة مشيرا الى ان مثل هذا الاجراء لن يكون مؤثرا في ظل معرفة دول خارجية بميزانية الجيش المصري خاصة الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها المصدر الأساسي للتسليح.
وقال يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور كان من المهم ان يكون لمجلس الشعب رأي في قرار الحرب حتى لا ينفرد الرئيس بذلك القرار خاصة انه تم توريط مصر في حروب كثيرة من قبل بسبب هذه القرارات الخاطئة مثل حرب اليمن والعراق مؤكدا ان راي القادة العسكريين مهم جدا لمعرفة مدى استعداد القوات المسلحة لهذه الحروب من عدمه.
وفي المقابل رفض نادر شمس عضو حركة شباب 6 ابريل جعل قرار الحرب في يد الرئيس ومجلس الشعب مطالبا بجعلها في يد المجلس العسكري بدلا من البرلمان موضحا ان قرارات الحروب سياسية وليست شعبية لان المواطن العادي يهتم بالدرجة الاولى بالامور المعيشية وقال ان رئيس الجمهورية والمجلس العسكري يعرفون مدى استعداد الدولة للدخول في حروب مؤكدا ان استبعاد رأي مجلس الشعب لا يعني اهمالة مطالبا بأن يتضمن الدستور نصا لمناقشة مجلس الشعب لقرارات الحروب بشكل استشاري وليس ملزما.
غير ان شمس يؤيد مناقشة ميزانية القوات المسلحة في مجلس الدفاع الوطني ثم عرضها على مجلس الشعب لاقرارها، مؤكدا انه بذلك تتحقق الرقابة الشعبية عليها كمؤسسة وطنية رافضا في السياق ذاته ان تكون القوات المسلحة مؤسسة كغيرها من مؤسسات الدولة مطالبا بالتشاور مع مجلس الدفاع الوطني قبل اقرار مجلس الشعب أي تشريعات بخصوصها.
/9/2012 Issue 4292 – Date 1 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4292 التاريخ 1»9»2012
AZP02
