انا وعمتي – شادية السعيد

انا وعمتي – شادية السعيد

لم يخلو الزمان من وصال الارحام كنت عمتي  الأقرب إلى قلبى وهى كذلك تزوجت ولم تنجب ومات زوجها فى سن صغيرة وهى كانت تعيش معنا اتحضنت  قلبى كانى ابنتها  التى لم تنجها  وانا كلى حب اليها فهى تعتبر امى فكانت  أحن على من امى فى يوما ما  تذكرتك عمتي صلة الارحام وبما العيد غدا عليها بمواصلة الزيارة إلى كل قريب وكان هناك شاب من الفرع الاخير بالعائلة  وكان مريض عزمت عمتي على زيارته والسؤال  عليه خاصة انه مريض جدا ولم يفلح  اى دواء لعلاجه تفقدت عمتي اخواتى وقالت من  يذهب معى إلى هذه القرية البعيدة للزيارة والاستجمام والفسحة وتغير الجو الكل هرب منها واختفى فى زحام العيد بالمدينة  ولم أجد غيرى اقول نعم اريد السفر معك للنزهة  ورؤية المناظر الطبيعية بتلك القرى وبما انها قرية غير موجودة  بالخريطة وانها مكتوبة  باسم قرية العميان

جهزت عمتي الحقائب  واشتريت اشياء  كثيرة  لزيارة اموات أحياء فى ظل سواد العقول تحركت بنا السيارة لم أرى شي غير فأر  يركض بالطريق وثمة ثعبان ياكل دجاجة حية وذباب يعم الطريق وبعوض يقرص وجهك ويخرج بالدم من اللحم  ضحكت وقلت هذه طبيعة القرى وبعدها نرى جمال الفراشات والقمح يغطى السنابل ونرى المزارع  الخضراء فى غيوم القمر

لكن لم يحدث هذا رأيت حيوانات تشرب من الترع وتتبول بالماء الذى يشرب منه الناس والعجيب ان الأطفال تستحم بالنهر اليابس والنساء ترمى الفضلات أيضا ثم تعود تغسل به الاوانى وتلقى به القمامة وتملاء الجرار منه لأجل الشرب  وعمل  الاكل والخبز    وقهوة الصيح والشاي بالمساء

اغضمت عيى قليلا وصلت بنا السيارة وذهبنا إلى القريب المريض الذى اصابه الجنون ولا علاج له سوى الدجل والشعوذة وقراءه  البخت والبعض منهم يقول انه كان يستحم بالنهر  يوميا وكانت هناك جنية تسكن النهر احبته فجعلت منه مسخ مجذوب ومجنون حتى لا يتزوج ولم يعرض على طبيب متخصص  انزعجت من المنظر ولم اتكلم  ولكن كنت اتألم من داخلي  الييت مثل القبر ظلام وبخور يكتم الأنفاس لاحظت قريبة لنا انى اخاف وقلبى ينتفض  اخذتني إلى بيتها وعرضت على الطعام رأيت  مشهد يشقعر  منه البدن  ذباب على الاكل  أطفال تقومة بالبصق و  بالسعال قرب  فرن الخبيز وهناك من عنده اسهال تقوم المرأة بتنظيف الطفل ثم تعود لعمل الاكل كنت ارجع من القى وهذا النمظر  الذى يسد عن معدتي شهية الاكل تظهرت بالشبع وحرمت الاكل والشرب

قالت انا نظيفة لماذا عدم الاكل هل أصابك القرف منى حلفت بالكذب انى لا اكل كثيرا

وفى الصباح قالت لما خذلتني  بعدم الاكل والشرب هناك زير اشربي منه هويقوم بترسيب  الشوائب  وطرد الأوساخ

سأحضر لك بعض السمك واقوم بالشواء حتى ترتاح معدتك

حمدت الله انه سمك وانه معمول امامى

قلت سأذهب إلى رؤية القرية واجلس بجوار النهر قليلا وأعود إلى اكل الاسماك

وعند وصولى إلى النهر سمعت صراخ وعواء ونحيب من البيوت المشكلة  بالبناء المرصوص  على  جانبى النهر

 صراخ وعويل   وسيدات تقوم بلطم الخدود وشق الثياب

وفى الناحية الأخرى فرح وغناء ورقص وعرس وطبل

يا الله  هنا ميت وعزاء والجانب الاخر  فرح ورقص

نعم شاب قتل اخته ذبحا  بعد أن علم انها حملت سفاحا من شخص عن طريق الحرام

قام بقتل اخته وذبحها بذات النهر

وقبض عليه بتهمة القتل وربما  يعدم

والشاب الذى أقام علاقة غير شرعية مع اخته يحتفل بالزواج من أخرى

هى ماتت واخوها من الاموات أيضا غير العار الذى يظل يلطخ سمعة اهل البنت ولن اقول انها ضحية سؤ التربية ولكنه الحرام الذى يسول للناس حب الشهوات

أكاد اموت من العطش  والدماء تملأ  النهر

غريب هذا المجتمع يظل الجانى اعمى ولايرى الضحية

رجعت إلى عمتي وقلت لها لابد من السفر الان إلى المدنية ولن اظل فى هذا المستنقع  للصباح لم اكل ولم اشرب لم أرى غير الدماء تملأ  النهر والحزن هو حال الجهلاء لما كل هذا الاستخفاف  بالبشر والتطوال على الطبيعة لاوجود للنهر لكن توجد دماء ولا توجد مناظر طبيعية  توجد حشرات وقناعة تملأ قلوب المساكين

لم نجد سيارة  بالليل فهى قرية معزولة  عن العالم

توصلنا إلى سيارة خاصة باجرة مضاعفة ورجعنا إلى المدنية فهى  نفس رايحة الطين والتراب لا تفرق شى عن القرى نفس البشر بكل مكان وزمان

تم شفاء الشاب المريض بعد عرضه على الأطباء وتزوج وانجب  العديد من الأطفال

ماتت عمتي ولم يعزى احد  فيها حتى ذلك الشاب المريض لم يسأل حتى عنها وانقطعت صلة الارحام بين القريب والبعيد

ومن يومها تعودت ان اكون صاحبة القرار ولا اقول نعم من أجل ارضاء الآخرين

مشاركة