اليونسكو تعدها إرثاً

اليونسكو تعدها إرثاً
مقبرة وادي السلام .. الكبري عالمياً
بمجرد الدخول الي مقبرة وادي السلام في النجف ينقطع التفكير عن كل مايجري في حياتنا اليومية وما يدهش الانتباه فقد تصيبك دهشة وخشوع وخيفة ولكن قد تري نهايتك هنا نعم موقف غريب يصيبك من خلاله الصمت وهو عبرة لمن لم يعتبر انه الموت وهذه هي النهاية نهاية الملوك نهاية الأمراء نهاية الشخصيات نهاية الفقراء الكل سواسية تحت التراب تعلوهم قبور يتراوح ارتفاعها بين 80سم وخمسة أمتار كتب عليها آيات قرآنية أو أبيات شعر اولصقت عليها بعض لصور الموتي المقبرة وان تشاهدها من مكان مرتفع يخال لك أن ملايين الموتي قصدوها من جميع يقاع العالم وهذا ما يميزها عن غيرها بأنها الأقدم في تاريخ العالم . اذ دفن فيها الأنبياء هود وصالح وملوك عرب وفرس ومن بعض دول العالم .فضلا عن قدم المواد التي بنيت بها القبور و تواريخ الدفن المدونة علي الطابوق والحجر.
تقع مدينة النجف 160كم جنوب العاصمة بغداد حيث يتوافد عليها ملايين الزوار سنويا من جميع مناطق العالم الإسلامي .
ومقبرة وادي السلام تمتد من مرقد الإمام علي الي جهة الشمال حيث بدأت مساحة المقبرة تتسع بسبب قيام الشخصيات والمتمكنين ماديا بحجز مساحات من 20 الي 100 متر لدفن موتاهم وبعض هذه المساحات الكبيرة عبارة عن بيوت كما ان المقبرة تضم مدافن الانبياء آدم ونوح وهود وصالح عليهم السلام وهذا يدل علي ان تاريخها يعود الي عصور موغلة في القدم. الغرض من عملية الدفن في النجف والي جوار الامام علي عليه السلام هو التبرك به وبناءً علي ذلك بدأت المدينة تتوسع مبينا وقد تطلب هذا التوسع الي ازاحة المقابر بعيداً عن مرقد الامام وتم احاطتها باسوار عالية جدا تحتوي علي ابواب متعددة كما ان لمقبرة وادي السلام شوارع معروفة منذ سنوات طويلة وكمثال بسيط هنالك (شارع المغتسل الحيدري)(وشارع المركز) كما ان الدفن في مقبرة وادي السلام يتم علي نوعين الاول الدفن في القبور و الثاني الدفن في السراديب التي تختلف عمقها من سرداب لاخر تحت الارض فيما يفضل البعض من اهالي النجف دفنه او دفن أعزائه من ابناء عائلته في سرداب البيت وهذا نظام الدفن في النجف (أي في كل قبو يخصص لعائلة وسعة القبو حسب حجم القبور التي فيه او التي ستحفر في جدرانه وهنالك في بداية مقبرة وادي السلام مكاتب كثيرة لكل دفان مكتب خاص به وبعض من خاصته،
اما نظام الدفن فيوجد هنالك نظام يتبع من من زمن بعيد جدا وهو كل صاحب مكتب دفن لديه عشيرة يقوم بدفن موتاهم ولا يمكن ان يتجاور احد المكاتب علي جنازة تابعة للدفان س مثلا فالنظام الذي نتبعه هو اخلاقي ليس الا اما الان فقد اختلف جزئيا هذا النظام الاخلاقي الذي كان ساري المفعول في السابق اما الان فهنالك بعض المشاكل الكثيرة بوجود بعض الصراعات مابين بعض مكاتب الدفن(الدفن) اضافة الي وجود بعض المعاملات الغير مريحة من قبل الدفانة او وكلائهم مع الاهالي وفرض مبالغ كبيرة جدا مقابل عملية الدفن وبناء قد تصل الي(1000000) مليون ديتا راما عملية البناء والترميم لقبر قديم تصل مابين (200000الي350000) اما اسعار الاراضي الموجودة في مقبرة وادي السلام وخاصة القريبة من مرقد الامام او القريبة من مكاتب الدفانة وخاصة المقبرة القديمة فهي اسعار خيالية وقد يصل ثمنها الي(العشرة او الخمسة عشر مليون دينار). لانعرف فمن خلال هذه الاسعار قديكون الكثير منا عاجز لدفن موتاه وهذه مشكلة لذلك يضطر الكثير من ميسوري الحال من تقسيم سعر الدفن وبناء القبر مابين الاخوة لصعوبة تحملها من شخص واحد كان الله في العون ناهيك عن اسعار اجرة السيارة التي تقل الجنازة .
بالفعل انه مصاب عام مصاب معنوي ومصاب مادي .. اما مايثير في النفس البشرية حزنا ان البعض القليل من الدفانة بالسيطرة علي بعض القبور القديمة والمهدمة كليا ليقوم بمساواتها مع الارض ليبيعها ومن ثم الدفن فيها وهنا سيكون الدفن علي رفات موجودة اصلا في السابق وهذا الاستغلال من قبل الدفان بسبب عدم زيارة القبر لفترة طويلة من قبل ذويه وهذا يشعره بالاطمئنان للقيام بمثل هذا العمل بالاضافة الي كثرة تواجد بعض المرتزقة هؤلاء الذين يستجدون المال ويقومون بالمضايقة من جراء التوسل من الذين يزورون قبورهم
مع العلم بان هنالك إجراءات حكومية وضعتها بلدية النجف تعني بتسجيل الجنائز ولا يمكن ان تدفن جنازة الا وان تسجل في الدائرة الحكومية حيث توجد لدينا سجلات قديمة جدا نحتفظ فيها اذا اراد احد الاشخاص معرفة قبرأجداده والميزة المهمة والتي يشترك فيها الكثير من الدفانة بمعرفتهم بمكان كل من دفنوه وبسرعة مجرد ما ان تعطيه اسم الميت وعنوانه سيرشدك علي مكان قبره حتي ولم مر علي موته خمسون سنة او اكثر هذه ميزة مكتسبة بالنسبة لمكاتب الدفن بسبب الخبرة المتراكمة ووجود السجلات التي اشرنا اليها سابقا… وبعد سقوط النظام المباد وخاصة اتحدث عن فترة مظلمة من خلالها ظهرت مقبرة جديدة وهي مقبرة مجهولي الهوية التي بدات تاخذ مساحة من المقبرة في وقتها بسبب كثرة مجهولي الهوية وخصوصا في اعوام 2005 الي 2007 كانت اعداد كبيرة من الموتي تاتي من بغداد والمحافظات المجاورة لها
كما اننا نود ان نذكر هناك بان مقبرة وادي السلام لم تقتصر علي الطائفة الشيعية بل السنة والمسيحيون وجميع الطوائف العراقية وهذا شيء واضح
اضافة الي ذلك فان مقبرة وادي السلام تعرضت لكثير من الاهمال و التخريب في زمن النظام السابق ففي عام 1991 لجأ اليها المنتفضون وقامت المدفعية والصواريخ والهليكوبترات بقصف المقبرة لقتل من لجأ اليها او إجبارهم علي الخروج وقد نُبشت القبور حتي بان ما تبقي من رفات الموتي كما قام النظام السابق وللسيطرة علي مساحة المقبرة بشق الشوارع وتبليطها ومن جراء ذلك فقد الكثير من الاهالي أي اثر لموتاهم . الحكومة العراقية حاليا وحسب المسؤولين رصدت مبالغ طائلة لانشاء مرافق ترفيه وصحية وإنارة وهذا كله واضح من خلال زياراتنا نحن كمواطنين يوما بعد يوم نري عملية تحسن الخدمات وتحسن جميع الاليات والتي من خلالها يشعر المواطن الزائر بالراحة التامة غير ماكنا نراه من تهميش واضح لتلك المكانات الدينية المهمة وهي محط انظار العالم الاسلامي برمته كما انها تستحق ان تكون عاصمة للدولة الاسلامية بالفعل لما تحويه من تراث ومفكر نعم انها موسوعة العالم الاسلامي بارك الله بكل من يعمل من اجل رفع راية الاسلام الحق وبارك الله بكل الجهود والتي تعمل ليلا ونهار ولكم منا السلام.
علي السباهي- بغداد
/2/2012 Issue 4128 – Date 21- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4128 – التاريخ 21/2/2012
AZPPPL

مشاركة