اليوم الأهم من 11 سبتمبر

اليوم الأهم من 11 سبتمبر
فاتح عبدالسلام
الحادي عشر من سبتمبر عنوان له منذ 11 سنة رمزية كبيرة ومؤثرة في الولايات المتحدة وعلى نحو أقل في أجزاء مهمة من العالم. لكن السؤال هو، إلى متى يبقى هذا الرمز يحتل الأولوية في سلم الأيام المثيرة لاهتمام شعوب وأمم وحكومات؟ وهل من صالح الأمريكيين أن يبقوا على هذا اليوم إلى ما لا نهاية الأكثر أهمية في حياتهم من حيث استعادة ذكراه.
أسئلة من الصعب أن يدرك الأمريكيون إجاباتها في ظل سنوات خاضوا فيها حربين مدمرتين في أفغانستان والعراق، حيث لا تزال الحرب الأولى مشتعلة ليس لها نهاية، في حين ظل الأمريكيون يلوون عنق الحقيقة في ذكر أسباب أدت بهم إلى خوض حرب العراق الخاسرة من دون أن يستقروا على سبب واحد مقنع لهم قبل سواهم، فكانوا مثل القرود يتقدمهم سيء الصيت جورج دبليو بوش يتقافزون فوق حجة أسلحة الدمار وحجة الخطر الإقليمي وحجة العلاقة بين العراق والقاعدة ثم حجة الحاجة إلى نظام ديمقراطي في هذه البقعة المهمة من الشرق الأوسط، وهم يعون أنهم قاتلوا أوهاماً ودفعوا دماء حقيقية حتى استقر الوضع في العراق في يد نفوذ إيران التي أرادوا عزلها بسبب مفاعلها النووي فناورت معهم في لعبة القط والفأر طوال فترة احتلالهم للعراق قبل أن ينسحبوا ويخلوا الساحة لطهران.
من صالح الأمريكيين بعد أكثر من عقد من الزمن أن يقللوا انشغالهم بحدث الحادي عشر من سبتمبر مهما كان حجمه وتأثيره، لأن مصير الأمم لا يتوقف عند تواريخ معينة في حين أن الحياة مستمرة لكي لا تغيب عنهم حقائق مهمة جديدة.
لقد انتهى صدام حسين وأسامة بن لادن من معسكر الأعداء وانتهى معمر القذافي وحسني مبارك وزين العابدين بن علي من معسكر الحلفاء من دون أن تتحقق مكاسب استراتيجية كبرى للولايات المتحدة على صعيد أمنها وثرواتها ودولارها وسمعتها.
إنهم يستندون إلى مقولة إن العالم بدون أولئك الزعماء المثيرين للقلق سيكون أفضل وهي مقولة حق يراد بها باطل.. لكن لا يزال العالم يتوافر على مزيد من زعامات فاشلة وقاتلة وإرهابية ضد شعوبها والأمم الأخرى. بيد إنَّ كلّ شيء مجمّد ولا يخص حقوق الإنسان والديمقراطية ما دامت الأجندة الأمريكية رهن انتخابات رئاسية لم يعد فيها ما يغري في السياسة الخارجية، حيث يبدو الرؤساء الأمريكان جامدين عند مقولات محنطة أثبتت فشلها.. ولعلهم متورطون بها لكن لا بديل لهم عنها، ازاء ملف السلام في الشرق الأوسط وأحداثه في إيران وسوريا ولبنان وقبل ذلك في العراق. ثمة يوم أهم من يوم الحادي عشر من سبتمبر على الأمريكيين أن يتطلعوا إليه دائماً.
/9/2012 Issue 4301 – Date 11 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4301 التاريخ 11»9»2012
AZP20