اليد العليا للجيش المصري ـ ألكسندر جاديش وشادية نصرالله

اليد العليا للجيش المصري ـ ألكسندر جاديش وشادية نصرالله
حين قتل 55 من المحتجين على عزل أول رئيس مصري منتخب في مواجهة مع الجيش ربما توقع البعض أن تجتمع البلاد على إدانته.
لكن رد الفعل الهادئ وشجب وسائل الإعلام المستقلة الصريح لسلوك المحتجين على عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي يعكس في جانب منه مدى انعدام ثقة معارضي مرسي فيه وفي جماعته الإخوان المسلمين.
وهو يمثل أيضا في الوقت نفسه نصرا لجهاز العلاقات العامة بالجيش الذي تحرك بحسم كي تكون له اليد العليا ونجح في ذلك.
على الجانب الآخر يبذل الإخوان ومؤيدوهم جهودا مضنية لجعل صوتهم مسموعا منذ أن عزل الجيش مرسي يوم الأربعاء الماضي.
وعادت وسائل الإعلام المملوكة للدولة الى سابق عهدها لسان حال للسلطة المدعومة من الجيش. وربما لم يكن مستغربا أن تبدي تأييدا تاما لرواية الجيش الذي قال إن المحتجين المناصرين لمرسي هاجموا دار الحرس الجمهوري وإن الجنود أطلقوا النار دفاعا عن النفس.
وكان العنوان الرئيسي لصحيفة الجمهورية اليوم الثلاثاء إرهابيون حاولوا اقتحام دار الحرس الجمهوري . أما صحيفة الأخبار فنشرت في صفحتها الأولى صورة لجنود يحملون جنديا مصابا وأخرى تبرز بدائرة حمراء محتجا وهو يطلق النار على الجنود.
أما الصحف المستقلة التي كان معظمها معارضا يشدة لمرسي وهو في السلطة فصارت ربما أكثر مفارقة للحياد إذ جاء العنوان الرئيسي لصحيفة المصري اليوم الدم الحرام في رقبة الإخوان وكان عنوان صحيفة الوطن مؤامرة الإخوان المسلحون على الجيش .
ويقول الجيش إن مسلحين هاجموا قواته في المنطقة المحيطة بدار الحرس الجمهوري فجر يوم الإثنين وإن ضابطا قتل في الاشتباكات وأصيب 42 آخرون ثمانية منهم في حالة حرجة.
ومع وقف بث القنوات التلفزيونية المتعاطفة مع الإخوان واحتجاز قياديين بالجماعة وظهور صحيفتها ظهورا متقطعا يسعى مؤيدو مرسي جاهدين لإيصال روايتهم للحادث أن القوات أطلقت النار على المحتجين وهم يصلون الفجر. وجاء في منشور كان يوزع في الاعتصام الرئيسي لمؤيدي مرسي عند مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة لقد أسفر الانقلاب العسكري عن وجهه القبيح بعد ستة أيام فقط…
هل كان المصلون يطلقون الرصاص أثناء ركوعهم للصلاة والسجود لله تعالى في الركعة الثانية من صلاة الفجر؟
ويصعب تحديد الرأي الراجح بين المصريين لكن محاولة الجيش تهميش جماعة الإخوان المسلمين وعزلها ننردد أصداؤها بوضوح في شوارع القاهرة.
قالت سيدة تعمل في بنك سفك الدم شيء مروع. لكن الإخوان المسلمين إرهابيون بالقطع.. هاجموا الحرس الجمهوري .
وقال شاب عمره 22 عاما الإخوان يريدون عودة مرسي بأي وسيلة حتى ولو كان بالعنف. والشعب لا يريد الإرهاب .
وقال موظف يبلغ من العمر 58 عاما إنه يشجب سفك الدماء وأخذ يؤكد هم الذين هاجموا الجيش وليس العكس . وبينما كان يتحدث صاحت سيدة مارة الناس الذين هاجموا الحرس ربنا ياخدهم .
وقالت هبة مورايف مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في مصر إن جهاز العلاقات العامة بالجيش حسن أداءه بدرجة ملحوظة منذ المرحلة الانتقالية التي أدار خلالها المجلس العسكري البلاد بعد سقوط حسني مبارك والتي استمرت 17 شهرا.
واتهم كثيرون آنذاك الجيش بقمع المحتجين والنشطاء بعنف وهو ما دفع الجيش لإبداء ردود فعل لم تكن في صالحه. أما هذه المرة فقد عقد الجيش مؤتمرا صحفيا عرض فيه متحدث عسكري جديد هو العقيد أحمد علي الذي تدرب في بريطانيا موقف الجيش بسلاسة ووضوح مستعينا بتسجيلات مصورة التقطت خلال الاشتباكات لتأكيد روايته. وصفق الصحفيون له حين انتهى من الحديث.
ويعتبر أنصار مرسي عزله انقلابا عسكريا ويقول الجيش إنه لم يتحرك الا تنفيذا لإرادة الشعب بعد أن خرج الملايين في 30 حزيران مطالبين بتنحي مرسي.
وخلال مؤتمر صحفي احتدمت فيه المشاعر أفرغ مؤيدو الرئيس المعزول أكياسا من فوارغ الطلقات وعبوات الغاز على طاولة أمام عدسات التلفزيون وأتوا بطبيب من المستشفى الميداني في منطقة الاعتصام ليطعن في رواية الجيش.
وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان إن سقوط القتلى عند دار الحرس الجمهوري يظهر أن الدولة البوليسية ما زالت قائمة على سابق عهدها أيام مبارك.
وبصوت متهدج قال لرويترز نفس العقلية.. لم تتغير. نفس المجلس العسكري.. نفس الناس على شاشات التلفزيون.. نفس الحملات القمعية . لكن حتى الحداد نفسه بات يدرك الحدود الجديدة.
قال عندما ينتهي هذا سيحاكمون جميعا.. كل متآمر في ذلك الانقلاب . توقف لبرهة ثم أردف أو فلنقل يفترض أن يحدث هذا بما أننا المعارضة الآن.
رويترز
AZP07