اليأس يتسلل إلى العاطلين بتمني إسرائيل مكاناً للعمل

شباب متميز تصادر فرصه  نتيجة المحاصصة والمحسوبية

اليأس يتسلل إلى العاطلين بتمني إسرائيل مكاناً للعمل

بغداد – خولة العكيلي

شكا عاطلون من فقدان الامل بالحصول على فرصة عمل في محافظاتهم بسبب ما وصفوه بالمحاصصة والمحسوبية، متمنين العمل في اسرائل اذا توفر لهم ذلك للتخلص من ضغوطات الحياة. وقالوا لـ(الزمان) امس ان (اقتصار التعيينات على اقارب المسؤولين يدفع البعض الى القبول بالعمل حتى لو كان في اسرائيل اذا اتيحت الفرصة). وقال س.حامد (انا خريج كلية الهندسة جامعة بغداد عام 2007 حصلت على تعيين في وزارة النفط كون تخصصي هندسة نفط لكن جهات حزبية كانت مسيطرة عليها انذاك فوتت عليَّ فرصة العمل). واضاف ان (السبب الرئيسي كان وما زال الطائفية المقيتة التي حرمت ابناء البلد من التعايش السلمي)، متابعاً (انا مستعد للعمل في اسرائيل اذا اتيحت لي الفرصة لاستمر بالعيش افضل من البقاء عاطل واذا طالبت بحقي في ايجاد مورد لابني به حياتي المستقبلية اتعرض للاهانة او القتل)، مطالباً (الجهات المعنية بانقاذ الشباب من الهاوية كون اغلب العاطلين لجأوا الى العمل في مجالات محظورة  للهروب من الواقع المرير الذي فرض عليهم). وقال زهير زيد القادم من الجنوب (بسبب قلة فرص العمل في محافظتي لجأت للتطوع كضابط في الجيش بعد ان دخلت الكلية العسكرية علماً اني خريج كلية الفنون الجميلة / قسم التصميم والان اعمل في منطقة ابي غريب وهي ساخنة بالنسبة لي ولكل القادمين من الوسط والجنوب لكن فرص العمل مقتصرة على ابناء المسؤولين وهذا مؤسف جداً). واضاف ان (الحاجة المادية دفعت الكثير من الشباب للانخراط في سلك الشرطة والجيش دون رغبة منهم فضلاً عن ان البعض لجأ الى طرق غير مشروعة للحصول على المال لينقذ اسرته من الفاقة والعوز). وقال الشاب صالح مهدي ان (سوء ادارة الحكومة تعرضنا لضغوط نفسية تدفعنا للبحث عن اية فرصة عمل حتى وان كانت في اقصى بقاع الارض). واضاف (الى جانب ذلك فان سوء الادارة في الوزارات بشأن ملفات العاطلين واجحاف القطاع الخاص لحقوق العمل يعد سببا في التفكير بالهجرة الى دول اخرى). متابعاً (وما نشاهده في الخارج الاطباء والمهندسين وكثير من الكفاءات وحتى في المطاعم نجد النادل عراقياً). داعياً (مؤسسات الدولة الى احتواء الطاقات الشابة لاسيما ذوي الشهادات العلمية والخبرات التي يجب الافادة منها لدعم قطاع التعليم والصحة والصناعة في البلاد للارتقاء به). ويؤكد لفيف من الشباب الذين اصطفوا في مطار المثنى للتطوع في الجيش لـ(الزمان) امس (على الرغم من ان التعيين في الجيش قد يعرضنا للموت لكننا بحاجة الى المال لاننا عاجزون عن تقديم شيء لاسرنا). مؤكدين (لا خيار لنا فنحن نجازف بحياتنا في معارك لا جدوى منها).

وقال عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية علي كردي ان مشكلة البطالة مشخصة ولا يمكن حلها بغياب القطاع الخاص الذي يعول على امتصاصها واقرار قانون التقاعد الموحد. واوضح كردي لـ(الزمان) امس ان (سوء السياسة افشل تفعيل وتنظيم عمل القطاع الخاص مما ادى الى تزايد عدد العاطلين). واضاف (هناك رغبة من المواطن للالتحاق بالوظيفة الحكومية لان فيها ضمانات)، ملفتاً الى ان (اقرار قانوني التقاعد الموحد والعمل سيوفران فرص عمل للشباب في القطاع الخاص والاستغناء عن العمل في المؤسسات الحكومية لان الحقوق ستكون مضمونة في كلا الحالتين).

مشاركة