الوقت الضائع – جاسم مراد

الوقت الضائع – جاسم مراد

سوريا تخطت الازمة ،وتلاعب القوى الاحتلالية بالوقت الضائع ،ماهو إلا تعبيرا واضحا للعقلية الاستعمارية ،فاصرار واشنطن وانقرة بتحريك مابقي لهما من ادوات الارهاب في الشمال السوري ،هو بالضرورة محاولات التأثير على الانجاز التام للنصر السوري على الارهاب . لقد طرحت مؤخرا بعض الانشطة السياسية الامريكية ،مشروعا للدستور السوري مماثلا للدستور العراقي ،وهذا الامر يعتبر تدخلا فاضحا بارادة السوريين ،فكل المواثيق الدولية تؤكد بان الدساتير الوطنية هي من اختصاص الشعوب ودولها الحاكمة ،ولايحق لأي طرف  التدخل بصياغات إرادة الشعوب ،خاصة الشعب السوري خاض حربا ضروس قدم خلالها الاف الشهداء على مدى سبع سنوات ضد اعتى هجمىة عالمية شرق اوسطية تعرض لها بلدا في العالم ،وحقق انتصارات باهرة ،وهو الاقدر فعليا على صياغة مايحتاجه من تعديلات على دستوره ،ولايحق لأي طرف في المعمورة أن يرسم خارطة طريق دستورية،لبلد مثل الشام عمقها التاريخي سبعة الاف عام . إن الدستور العراقي الذي كتب بعجالة وفيه الكثير من النواقص والالغام المتفجرة،القابلة لتشظية البلاد في اية لحظة يتفق فيها مجموعة من الانفصاليين ،منها اتفاق ثلاث محافظات على اعلان الاقليم الفيدرالي يمكنها فعل ذلك ،ويمكنها في الخطوة الثانية اعلان استقلالها عن الدولة الام ،وهذا مافعله اقليم كردستان برئاسة السيد مسعود البارزاني ،ولولا فعالية رئيس الوزراء السابق السيد العبادي وموقف دول الاقليم ايران وتركيا لتحقق الانفصال ،وتبعه انفصالات مذهبية اخرى . وليس هذا وحده في الدستور العراقي ،بل هناك اشكاليات اخرى بحاجة لصياغات تعديلية جديدة تحترم العلاقات الوطنية المجتمعية العراقية ،وتستجيب للتنوع العراقي الذي شكل عبر التاريخ الحديث والقديم ضمانة لقوة الدولة الجامعة وللعلاقات الانسانية بين مكونات المجتمع ،ونقصد به خليط المدن من العرب والكرد والتركمان والمجتمعات الاخرى المتأخية ،التي حولها الدستور الجديد بقصدية لافتة الى مدن متنازع عليها ،وهذه التسمية تستهدف خلق الصراعات بين المتأخين ،وانتقال المدينة من وحدة التأخي برعاية الدولة العراقية،الى حزب أو قومية حزب يتصرف بها على وفق اديولوجيته القاسية .

وبالتأكيد سوريا لم ولن تقع في مثل هذه الخوانق اللغمية،فشعبها وقواه الوطنية والعروبية على اختلاف منابعها العروبية والكردية والوطنية قادرة على تطوير دتستورها على وفق مصالح البلاد ووحدة اراضيها واستقلاليتها ،وهذا الاجراء هو من اختصاص الشعب السوري حصريا ،فامريكا ومن معها من السابحين بدماء الشعب السوري ،لايمكنها بعد الانتصارات العظيمة التي حققها الشعب والجيش والقيادة السورية ،ومعهما الحلفاء الخلص روسيا وايران وحزب الله وكل المقاومين البواسل والدول المحبة للسلام أم تخضع للوقت الضائع الذي تحاول بعض الاطراف الاستفادة منه . فالشمال السوري سيعود ،والمحتلين سيرحلون،ولم يبقى في هذه الارض سوى اهلها والمدافعين عنها برغبة الدولة السورية ،ولعل اعترافات  ميكن ممثل الادارة الامريكية في سوريا ،بانه ليست هناك نية في اسقاط النظام السوري أو تغيير هيكلية النظام هو بمثابة اقرار بانتصار سوريا على ثمانون دولة غربية واقليمية شاركت وساعدت وتدخلت في الحرب الكونية على سوريا ،وستبقى سوريا هي قاعدة العروبة ومنطلقها ،وان دول الجامعة العربية التي اخطأت،لانقول اكثر،ستعود الى سوريا طالبة الحضور في حضرة الباشا العربي الاصيل..

مشاركة