الوعي مسؤولية الناخب – جواد العطار

الوعي مسؤولية الناخب – جواد العطار

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في العراق ، وانشغال الكتل السياسية بترتيب أوراقها واسماء مرشحيها انقسم الشارع تجاه المرشحين الى قسمين:

الاول – مؤيد للمرشح اما لصلة قرابة او لموقعه في المسؤولية او لمصلحة شخصية وبعضهم لمصلحة وطنية من خلال رؤية قائمة على ان هذا الرجل او المسؤول – المرشح هو المنقذ للعراق والمواطن من أوضاعه المزرية الحالية وهي مرتبطة اصلا بالقيادات السياسية التقليدية او التي في موقع المسؤولية حاليا.

الثاني – رافض وهو الفريق الأوسع مع الاسف الذي اتجه الى الاحجام عن المشاركة في الانتخابات ورفض كل المرشحين والقوائم جملة وتفصيلا باعتبارهم نفس الوجوه او اعادة لسيناريو مجرب؛ والمجرب لا يجرب.

واذا كان الفريق الاول المؤيد لا يؤثر في النتائج لان دوافعه في اغلبها شخصية او قبلية او فئوية او مصالح خاصة وان مساحة مرشحيه محسومة لانهم امتهنوا السياسة ، فان الفريق الثاني وللأسف هو المؤثر وهو السلبي على خيارات بث دماء جديدة في البرلمان القادم والساحة السياسية المقبلة. والسؤال للناخب: اذا قاطعت الانتخابات فمن سيغير؟ ومن سيكون البديل للمتواجدين الحاليين من الوجوه السياسية التي لم تقدم شيئا طيلة الدورات السابقة؟ ولمن ستصوت امام صناديق الاقتراع اذا كان المرشحين هم ذات السابقين؟ انها اسئلة ومعادلة بحاجة الى مراجعة.

ان التغيير مطلوب ومع كل انتخابات هناك جديد في النتائج رغم المحاصصة والالتفاف على إرادة الناخب في بعض الاحيان ، الا ان المتتبع يلمس التغيير الجزئي وعلى مراحل صغيرة وهذا حال الديمقراطية الا ما نستثنيه من مفاجآتها وهي بعيدة في واقعنا السياسي الحالي ، لكن إرادة ووعي الناخب في التغيير اولا؛ اضافة الى عامل الوقت ثانيا؛ قد يكونا كفيلين وبلا شك على ازالة الفاسدين والفاشلين والمخضرمين ، وللأسباب التالية:

  1. ان حقائق الفساد والفاسدين تكشفت امام الملأ ولن تنطلي على الجمهور الواعي مجددا.
  2. ان التفاف الكتل على إرادة الناخب اصبح صعبا جداً مع انفضاح التجارب السابقة ووعي الناخب ، فلا تنفع المؤثرات الطائفية ولا الانجازات الوهمية ولا ينفع المرشح سوى سيرته المهنية ومقبوليته الشخصية ، ولا تنفع القوائم الكبيرة قياداتها التقليدية فحسب؛ بل مشروعها الانتخابي وتطعيم مرشحيها بدماء جديدة ونظيفة.
  3. ان البرلمانيين المخضرمين انتهى دورهم وضاقت حظوظهم ، فلا تنفع زوابعهم الاعلامية وظهورهم المستمر ، لان القياس الحقيقي الان: ماذا قدمت خلال السنوات الماضية لا ماذا ستقدم خلال الاعوام المقبلة؟ ، فاتتهم الفرصة ومن الصعب ان يعيد الناخب التصويت او النظر اليهم مجددا مهما فعلوا.

ان خيارات الناخب الجديد مفتوحة وكبيرة مع فشل التجارب السياسية السابقة ، وقراره سيبقى صائبا على ان يشارك في الانتخابات اولا؛ ويستفيد من مرارة خياره السابق ثانيا.

مشاركة