الوعود السياسية إلى أين؟
الوعود تشبه الى حد كبير الالتزام اذ ان الوفاء بها واجب لا مستحب وبذا يكون لزاما على من قطع وعدا ان يلتفت الى نواحي عديدة اهمها القدرة على الوفاء اي امتلاك الوسائل التي تساعده على تنفيذها وسواء كان الوعد صادرا من شخص او مؤسسة او حكومية تبقى هذه الوعود واجبة التنفيذ.
اردت ان اقول بأن هذه الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان والمؤكدة في الاعراف الدينية والاجتماعية وكذلك الدولية قد تستغل من السياسيين ولاسيما اثناء الحملات الانتخابية وذلك من اجل كسب الاصوات وهي وسيلة ديمقراطيبة صحيحة الا في حالة استخدمها الساسة فقط لخداع الآخرين ويبدو هذا جليا في المجتمعات اكثر تخلفا والاقل التزاما فلا تعود هذه الوعود الا كذبة يراد منها تحقيق غرض اني وقد لا تظهر امارات الخجل او التوتر على اولئك السياسيين بسبب ادمانهم هذه الممارسات في حياتهم اليومية والمهنية وقد يتحججون في ذلك بسبب ضعف الذاكرة الاجتماعية او التستر والتخندق خلف مصالح طائفة معينة وتسويغ هذا السلوك وفق قاعدة يعرفها كل السياسيين هي مقولة ميكافيلي: الغاية تبرر الوسيلة وفي بلدنا اليوم تجسيد هي لهذا السلوك المشين حتى صار من الصعب علينا تصديق وعود السلطة او رجل السياسة.
ان غياب الرقابة والمحاسبة وضعف الضمير يطلقان العنان لهذه الظاهرة حتى صارت امرا عاديا بل وشيئا لازما للنجاح ولم يعد غريبا ان يكذب المسؤول او يغفل عن وعود قطعهما ما دام ليس هناك من يحاسبه او يفضحه.
في العراق اليوم حكومة بنيت على اساس توافقي يعوزه الانسجام وتداخلت فيها مصالح الفئة والشخص حتى غلبت على المصلحة الوطنية وهذا الحال افرز تخبط وفوضى في ادارة شؤون البلاد لذا نجد المسؤولين يطلقون وعودهم ثم سرعان ما ينسونها ان غياب الهم الوطني قاد اطراف الحكومة الى الاحتراب ومحاولة افشال الآخر لذا علينا الانتظار لحين نضوج فكرة الحكومة الوطنية وبناء المؤسسات الرقابية…
عبد الصمد بلال – بغداد
/4/2012 Issue 4179 – Date 21 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4179 التاريخ 21»4»2012
AZPPPL