الوطن الآخر أسئلة بلا جواب – عكاب سالم الطاهر

صالح سليمان

الوطن الآخر أسئلة بلا جواب – عكاب سالم الطاهر

ولد في سوق الشيوخ ، جنوب العراق ، ونشأ فيها . ومنها انتقل إلى بغداد واستقر هناك . وبدأ العمل في الصحافة بالإضافة إلى ممارسة الكتابة والنقد المسرحي . ينتمي صالح سلمان أو صالح سليمان حمد إلى أسرة العرفج في مدينة بريدة بمنطقة القصيم السعودية ، التي انتقل بعض أفرادها من رجال العقيلات مثل الشيخ علي بن عبدالرحمن العرفج والحاج علي بن ناصر العرفج ، إلى العراق والكويت ودير الزور في سوريا وكذلك فلسطين ومصر . والده هو الحاج سليمان بن حمد العرفج من رجالات العقيلات البارزين الذين غادروا مدينة بريدة وأخوه الشاعر العراقي حمد العرفج وكذلك الخطاط العراقي عبدالكريم العرفج ، ويلتقي مع الروائي والشاعر والباحث في الموروث الشعبي والكاتب الصحافي السعودي المعروف محمد عزيز العرفج في الجدّ الثالث .

من مؤلفاته :

  • السجن الكبير- قصص- بغداد – الطبعة الأولى (1953م) ، الطبعة الثانية – دار الأهالي- (1958م) .
  • الدرب الآخر بلا جدران- رواية- الكويت – 1963م.
  • وطن آخر .. موت آخر – رواية- بيروت – دار الفكر. توفى في 20 مارس 2010م عقب حياة حافلة بالعطاء . وطن آخر ، موت آخر . امامنا الان ،روايته : وطن آخر .. موت آخر. ونقرا فيها : « كان رجال الشرطة يمسكون به ، وهو لم يعي شيئاً .فقد كل شيئ. فقد سيلا. فقد عقله.ومن قبل ذلك فقد وطنه. وانتهت اللعبة. ومجبور ما يزال اسيراً. ينتظر خبز التنور من بغداد … ». هكذا يسدل الستار في نهاية رواية مثيرة ، حفلت بالتساؤلات العديدة. لكنها تركت التساؤلات بلا جواب.. فعلى مدى 96 صفحة في رواية حملت عنوان: وطن اخر.. موت اخر ، للروائي صالح سليمان الحمد ، يلهث القارئ وهو يتابع تحركات شخوص الرواية ، من محطة لاخرى. وكلما تسلل ضوء الى زاوية مبهمة في الرواية ، يقدم الروائي تساؤلات تزيد الابهام والتساؤلات. هل نسي الوطن ؟ لعل ابرز ما في الرواية ، هو التساؤلات.

تاريخ الرشيد

لنقرأ بعضاً منها : « من الداخل لسعته افعى . هل نسي الوطن حقاً. هل نسي مجبور العراق وبغداد. هل نسي شارع الرشيد وجسر الشهداء الذي يعبره كل ليلة في طريقه للفندق الذي ينزل فيه. هل نسي علاوي الحلة والصالحية وتمثال مود . هل نسي مختار ذاك الصوب . هل نسي محطة قطار البصرة….؟؟؟. على نول هذه التساؤلات ، وغيرها كثير ، نسج الروائي العرفج ،رداء شخوص روايته. بخيوط من المعاناة . وربما التجربة المرة. فقدم لنا عملاً يتسم بالاثارة . الواقع والخيال لقد استثمر الروائي ما تتركه التساؤلات ، ووظف ذلك في خدمة الاثارة في روايته. بدءاً من الغلاف الاول. حيث نقرأ : « هي رواية ليس فيها من الواقع ، الا بقدر ما فيها من الخيال. اما شخصياتها فمهما استعارت من وجوه ، ومهما حملت من اسماء ، فان القارئ العراقي سيلقي القبض عليها في كل سطر من سطورها..». هل نفهم من ذلك ، ان الواقع من جهة والخيال من جهة اخرى ، قد اقتسما صفحات الرواية مناصفة ؟. وفي الجواب نقول : ربما. الهجرة من الوطن تتمحور الرواية حول فكرة الهجرة من الوطن ، خاصة لدافع سياسي. ويرى فيها انها هجرة نحو المجهول. ان لم نقل: الحياة المهينة والموت على رصيف الغربة المذلة. ذلك ما نستنتجه ، رغم الضبابية التي يثيرها المؤلف لكي يزيد الاقنعة التي يرتديها ابطال روايته. مجبور .. ومواخير بيروت.. مجبور ، البطل الرئيسي، او بطل الواجهة في الرواية. يحاور نفسه : «  لقد مرت ايام طويلة منذ غادر بغداد فجأة. قالوا له ، مثلما قالوا للاخرين .. اخرج.. اخرجوا .. اتركوا بغداد.. افعلوا ذلك من اجل القضية.. ولم يسأل ماهي القضية.. كان غبياً حين لم يسأل.ترك اصحابه ومدينته.. غادر وطنه. وهاهو يشد الرحال الى بيروت..». هكذا يفصح الروائي بان الغربة الفـــــكرية عن ثوابت الوطن ، تفضي الى غربة جغرافية ( مكانية ) عنه. الرهط الذي بدأ بغربة فكرية ، وانتهى بغربة مكانية ، يعيش العزلة القاتلة .

ويصبح النضال ( الورقي ) ، للتسكع في شوارع الغربة.

نماذج انسانية

عواطف انسانية لقد قدم لنا الكاتب صالح سليمان نماذج انسانية تشكل جزءاً من قاعدة الهرم الاجتماعي، مكشوفون ومستترون. هذه سيلا . فتاة . وهي بيدق في لعبة شطرنج يحركونها. قالوا عنها قبرصية. لم تكن قبرصية حقاً.

ولا هي سيلا. انها سرور الفتاة اللبنانية التي تكافح من أجل لقمة العيش. وهاهي الشبكة التي وضعوها لتصطاد المتشرد مجبور ، القادم من العراق مهاجراً لسبب سياسي. مجبور .. ينتزع التعاطف . حين يتذكر تداعيات الشاعر الغنائي الريفي وهو يقول : يا ذيب ليش اتعوي.. ثم يقفز لترديد ابيات من قصيدة للشاعر نزار قباني .

وجاء فيها : لا مفر.. لن نستطيع خلوصا.. اكل الصدر القميصا.. فهو جمر. ومن الواضح ان الروائي صالح سليمان العرفج ، قدم لنا عملا روائيا.. مثيرا وممتعا.

مشاركة