الوصول إلى نجم يلي الشمس

الوصول إلى نجم يلي الشمس

 قد لا يعلم الكثيرون ان شمسنا التي نراها باستمرار هي مجرد نجم لا يختلف عن باقي النجوم التي نراها ليلاً إلا ان الاختلاف الوحيد هو المسافة التي تفصلنا عن كل منهما. فالنجوم الصغيرة اللامعة تبدو لنا كذلك لأنها بعيدة جداً، في حين ان نجمنا (الشمس) اكثر قرباً منا. ومثال على ذلك فان اقرب نجم الينا بعد الشمس يدعى بالفا سينتوري وهو يبعد عنا حوالي 4.3 سنة ضوئية.

والسنة الضوئية ليست وحدة قياس للزمن بل للمسافة، وقد وضعها العلماء لان المسافات بين الكواكب والنجوم يصعب التعبير عنها بالكيلو مترات او الاميال نظراً لسعة حجم الكون. وعندما نقرأ عبارة تقول ان الكوكب الفلاني او الجسم الفلاني في الفضاء يبعد عنا بمقدار سنة ضوئية فمعنى ذلك ان المسافة بيننا وبين هذا الجسم هي 9.5 تريليونات كيلو متر.

ومن أجل الوصول الى الفا سينتوري فأننا بحاجة الى مركبة سريعة جداً وبإمكانها حمل الكثير من الوقود اللازم لقطع كل تلك المسافة. بالنسبة للشرط الاول فان اسرع طائرة تم اختراعها من قبل البشر تحتاج الى 700  الف سنة للوصول الى هذا النجم! اما بالنسبة للشرط الثاني فلا توجد مركبة على الارض مركبة بإمكانها حمل وقود يكفي للوصول الى هذه المسافة. وهنا يأتي دور المشروع الجديد الذي تم طرحه من قبل عالم الفيزياء ستيفن هوكنغ والمليونير الروسي يوري ويشارك في دعمه مارك صاحب شركة فيس بوك، والذي يهدف للوصول الى الفا سينتوري خلال 20 سنة لا اكثر.

خطوات اولى

تكلفة المشروع تقدر بحوالي 5 ـ 10 ملياراً دولار وكبداية فان يوري استثمر 200  مليون دولار للخطوات الاولى من المشروع.

الجدير بالذكر ان الوسيلة التي ستمكننا من الوصول الى الفا سينتوري خلال 20  سنة فقط هي مركبة صغيرة الحجم تسير بسرعة تقدر بـ 20  بالمئة من سرعة الضوء، وبما ان سرعة الضوء هي 300.000 كيلو متر في الثانية فان سرعة هذه المركبة هي 60.000  كيلو متر في الثانية. وهي سرعة مهولة جداً، حيث ستصل المركبة الى القمر خلال دقائق والى المريخ خلال ساعات والى بلوتو في يوم ونصف (بدل 9 سنوات بالنسبة لبلوتو).

وكما بين القائمون على هذا المشروع فان اعتمادهم سيكون على خلاصة ما أنتجه البشر من ثلاثة فروع:

1 ـ الصناعات الدقيقة: من خلالها سيتم صنع مركبة فضائية كاملة بحجم طابع بريد.

2 ـ تكنولوجيا النانو: عن طريق هذه التقنية سيتم صنع شراع بوزن خفيف جداً لتحريك هذه المركبة وحجمه لا يتجاوز حجم الورقة العادية الا قليلاً.

3 ـ تكنولوجيا الضوئيات: ومن خلال هذه التقنية سيتم توجيه أشعة الليزر من قاعدة على الأرض لإمداد المركبة بالطاقة.

وملخص ذلك ان المركبة التي ستنطلق مستقبلا باتجاه الفا سينتوري ستكون صغيرة الحجم وخفيفة الوزن بالإضافة الى وجود محطة من الليزر توجه الى هذه المركبة لتمدها بالطاقة.

حيان الخياط – بغداد

مشاركة