الوسطية مشروع العدل والإطمئنان – مارد عبد الحسن الحسون

الوسطية مشروع العدل والإطمئنان – مارد عبد الحسن الحسون

يتفق الخبراء والمتابعون للشؤون الاجتماعية على ان الوسطية تعني الاعتدال والتوازن  والعدل والكف عن  الافراط والتفريط لصالح ترشيد المواقف وادامة القيم الضامنة لتحقيق الأهداف  التي يتطلع اليها مجمع ينشد السلم والأمن والحياة الكريمة

وفي القرآن الكريم ،هناك اربعة ايات تصب لصالح قيم الوسطية ، الآية 143 من سورة البقرة ( وكذلك جعلناكم أمةً وسطا ) ، والاية الكريمة 34 من سورة فصلت (ادفع  بالتي هي احسن كأن الذي بينك وبينه عداوة ولي حميم ) ، وكذلك قوله تعالى في سورة الشورى الآية  40 ( فمن عفا  وأصلح فاجره على الله) ،والآية الكريمة 237من سورة البقرة،( ولا تنسوا الفضل بينكم )

 إن القيمة التطبيقية المستمدة  من هذه الآيات الكريمة الاربعة  على صعيد الأفراد والجماعات  تدعو الى الحث على جعل  السلوك الانساني في منأى من التطرف وبمعزل من الغوايات والعزل والتغييب وتجعل من الاقتراب الاجتماعي بين الناس سلوكا لا يمكن التفريط به مهما كانت الاسباب المعارضة له

  • لقد أشتغلتُ على مبدأ الوسطية في حياتي العامة وجعلته وظيفة لي اثمرت والحمد لله منزلة اعتز بها لي  ولعائلتي وعشيرتي  ،واعطتني فسحة مهمة من العلاقات المتوازنة  لا يجوز لي التخلي عنها تحت أي طارئ مهما كان مؤثراً .

لقد عملت بهذا الاتجاه  ايضاً في  علاقات عشيرة بني عارض  مع العشائر  الأخرى ، وقد مكنني ذلك في اكتساب الثقة  والمداومة عليه ضمن نهج سبقني  والدي الى اعتماده حيث لم يخرج عنه  بالرغم من إغراءات  الزعامات الفارغة فكان يعطي الكثير من وقته ووقت بني عارض الى هذا الهدف.

انجازات معنوية

ان البعض فسر هذا  الموقف ضعفاً   بينما الحقيقة انه مصدر قوة  اعطتني نتائج باهرة  خصوصا خلال المشاغل التي خضتها لأصلاح ذات البين تخص عشائر عديدة ، احتكمت إلى وساطتي لتفكيك الخصومات بينها خلال مسؤولياتي مديراً لشؤون العشائر في وزارة الداخلية  وكذلك من خلال مسؤولياتي الاستشارية اللاحقة والحالية  ضمن لجان مجتمعية تم تكليفي بها ، وقد حققت انجازات معنوية كبيرة اعتز بها  لانها حقنت دماء وافشلت خصومات.

  • إن الحرص على رعاية السلوك الوسطى بات الآن حاجة عراقية في كل المجالات التي تصون مكانة البلاد سواء أكان ذلك على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فهو مسند قوي يضمن الاعتماد عليه مهما كانت التحديات .

لقد فقد العراق الكثير من معالمه الحضارية والاعتبارية عندما ركب النظام الجائر السابق موجة مزاعم القوة التي لا يمكن ان تُقهر ، وزين لنفسه أنه قادراً على املاء شروطه  التسلطية في ادارته للدولة داخليا ، وفي علاقاته الإقليمية والدولية ، وانتهى برأس النظام الى حفرة صغيرة  لاذ بها هرباً وخوفاً  فلقى مصيره المذل والمخزي .

لقد عرّض البلاد الى كوارث كبيرة دفع فيها ثمناً باهظاً من الشهداء الأبرار  ، ومن الخسائر الجسيمة  ومن الفقر والتشرذم والحصصية والإرهاب والتهجير .

  • ان الوسطية البر بعينه ، إذا تم أستخدام آلياتها بالمزيد من الثقة والاعتبار والصيانة  والإصرار .
مشاركة