الوسام الأولمبي – سامر الياس سعيد

الوسام الأولمبي – سامر الياس سعيد

لم يكن الملاكم العراقي المغترب  جوناثان منصور معروفا لدى الاوساط الرياضية الى ما قبل اسبوعين  حيث ابرزته وسائل الاعلام  وبالخصوص اعلام اللجنة الاولمبية العراقية لدى لقائه برئيس اللجنة  الدكتور عقيل مفتن  حيث ابرزه ذلك اللقاء وعرفه لدى مشهد الرياضة العراقية والى هنا فالامور تبدو  واقعية الى ما قبل تصريح رئيس اللجنة الاولمبية بشان وعده للملاكم المذكور  بجائزة مالية قدرها مليون دولار اضافة الى  نصب يجسده في قلب العاصمة بغداد مقابل تحقيقه للوسام الاولمبي  خلال مشاركته وتمثبله للعراق في الدورة الاولمبية المقبلة .

ويثير تصريح رئيس اللجنة الاولمبية الكثير من التساؤلات عن جدوى مشروع البطل الاولمبي وامكانية  انجاب بطل عراقي بمواصفات اولمبية  اضافة الى سقف المصاريف والتكاليف المادية التي يمكن انفاقها  في ذلك المشروع  لاجل انتاج بطل يمكنه تحقيق الميدالية الاولمبية الثانية بعد ان عصى مثل ذلك الطموح على رياضيي العراق منذ ان احرز الرباع البصري عبد الواحد عزيز لميداليته البرونزية في اولمبياد عام 1960 . وحقيقة يسازر العراقيين الامل طيلة الاربع سنوات الفاصلة بين دورة اولمبية واخرى ويمكن ان نفصح اننا بحاجة لمعرفة الابطال ممن تسنح لهم الفرصة بالمشاركة والاطلالة على جداول وبرامج اعدادهم المعد لهم سواء من خلال مدربيهم او الاتحادات المعنية بهم  وكيفية سير مثل تلك البرامج فلكل بطل اولمبي حكاية  تستحق ان تروى في شان برامج الاعداد المعدة لها وقد الفتت السينما الامريكية الى تلك المناهج الاعدادية التي جعلت من ابطال امريكا في الشان الاولمبي بمثابة تجارب غنية بالكثير من التحدي والارادة لتحقيق  الوسام الاولمبي ومنافسة ابطال العالم في مختلف الالعاب من اجل ان يلمع على صدورهم الق الوسام الاولمبي الذهبي وليس معدن اخر من تلك الاوسمة .

وباستثناء جوناثان الذي تم استقطابه من مغتربه  ليحمل على اكتافه حلم العراقيين بالحصول على الوسام الاولمبي الثاني يعاد صيغة التساؤل عن جدوى اعداد التعدادات  ومثلها ما جرى في  العام الماضي  دون ان نشخص من هم ابطالنا الحقيقيين ممن يمتلكون ارادة الفوز وتحقيق المستحيل  فهل  من الممكن ان يعجر رياضيونا المشخصون باستمارات التعداد عن اسعاد شعب قوامه 45 مليون  بوسام اولمبي ثان مثلما حققه قبل عقود عزيز .

ومجددا  نتساءل ما جدوى الرسائل الاكاديمية التي تناقش في اروقة جامعاتنا ومؤسساتنا  الاكاديمية ما دام لم تلتفت عن صناعة البطل وتحقيق الخيارات المتاحة في ظل ابراز موهبة او امكانية عراقية تتمكن  من كسر  حاجز الامكانيات التي طالما يتحجج بها الاخرون لمواراة عجزنا عن تحقيق الوسام الاولمبي الثاني  طالما اننا نمتلك الامكانية المادية التي جاهر بها رئيس اللجنة الاولمبية العراقية  لغرض اغراء بطل عراقي مغترب بامكانية الحصول عليها  مقابل تحقيقه للوسام اغائب عن خزانات الاولمبية منذامد بعيد .

مثل ذلك التصريح الذي انطلق من رئيس اللجنة الاولمبية يؤكد ان اتحاداتنا معنية بضرورة مراجعة حساباتها والبحث عن ابطال حقيقيين بعيدا عن المجاملات لغرض تمثيل الوطن والعودة من الدورة الاولمبية بشي يجسد رياضة حقيقية  بعيدا عن لغة التبرير التي تنطلق بعد كل اخفاق .

مشاركة