الهيام بالوطن ووهم الوطنية

الهيام بالوطن ووهم الوطنية

 ان من اكثر الاشياء الشائكة هو مفهوم الوطنية ومدى استيعاب الناس لهذا المفهوم وطريقة فهمه وتفسيره وتطبيقه على ارض الواقع.. فماهي الوطنية؟ وهل نحن وطنيون حقاً؟ واذا لم نكن كذلك ، كيف نستطيع استعادة الوطنية او ترميمها.

الوطنية ليست قراراً فردياً بل هو شعور تشاركي وليست كما يصور لها البعض او يستخدمها فقط من اجل مصلحة جهة معينة او جماعة او طائفة ، وبناء هذا الشعور المشترك بين كل ابناء الوطن على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم يحتاج الى قوى فاعلة في المجتمع لبنائه من المؤمنين بشدة بالوطنية ،لان هذا الشعور من المستحيل ان يُبنى بصورته الصحيحة من تلقاء نفسه .

هناك بعض القوى الفاعلة في المجتمع العراقي في وقتنا الحاضر من شخوص سياسيين او رجال دين يبحثون ويجتهدون ليلاً نهاراً من اجل ان تنمو في المجتمع وطنية مزيفة قائمة على اساس طائفي وهم بذلك يقومون بأستغلال افراد المجتمع من خلال بعض الامور التي احترفوا بها ومن ابرزها واكثرها تأثيراً هو استغلال العاطفة الدينية ، وسلب ارادة التفكير وارشاد الناس في التوجه الى العقل النيابي المتمثل برجال دين او قادة سياسين .. لذا فمن الواجب على القناعات الطائفية والعرقية والدينية ان تحترم حدودها، وتمارس وجودها داخل اطار المحددات الوطنية، ولا تضع نفسها في مجابهة لـلوطنية. ولا تغتر بنفسها بحيث تعيد قراءة الوطنية حسب مزاجها الخاص. فأي وطنية بلباس طائفي او قومي او عرقي او ديني ستبقى وطنية مزيف او منقوصة .

احمد سماري

مشاركة