الهواء النقي للأقليات

قيل (الشبعان ميدري بالجوعان ) توقفت قليلا ورجعت الى  الوراء مئات السنين حينما كان ملأ البطن هو المهم لانسان ذلك الزمان ؟ اما الان فقد دخلت امور كثيرة للمقارنة بين الاقلية والاكثرية  والمتخومة والمحرومة ، وفي عراق اليوم حيث اصبح حتى الهواء النقي تتمتع به الاقلية دون الاكثرية كما اصبح المرتوي بالماء النقي والصافي ميدري بحال اللي يشرب ماء غير نقي ونتن وتغيرت صفاته الاساسية التي تعلمناها في المدرسة الابتدائية (عديم اللون والطعم والرائحة) وصار اللي ساكن في دار اوقصر من القصور  الرئاسية او مسؤولي النظام السابق ميخطر على باله الساكن في  اكواخ الصفيح او مقبرة محمد السكران ، واللي يلبس على اخر الزمان بدلة من ارقى البلدان ميشعر بالعريان  ، واللي لابس قندره  ايطالي شعليه من الحفيان ، واللي يركب سيارة مصفحة وحماية ميهمه اللي يموتون ويتعوقون بفعل الجيران ، والمتعافي ميدري بدرد المريض والوجعان ، والدفيان ميحس بحال البردان ، واللي عايش متنعم بالتبريد ميشعر بالمحروك في اب وتموز وحزيران ، واللي راتبه اربعين مليون  دينار وفوق  شعليه باللي مدخوله خمسين الف دينار ، والناقص ميعرف قيمة الكامل ، والشريفة مو مثل العاهر ، والسارق ميهمه ما يحصل للمسروق ، والحرامي يتصور كل الناس حراميه ،  والطائفي يتصور كل الناس طائفية ،والمنحط يتصور كل الناس منحطين ، والخائن يتصور كل الناس خونه ،  والرابح مو مثل الخسران ، والحزين مو مثل الفرحان ، والشيطان عدو الانسان ، والشاطر مو مثل الكسلان ، والفطير ميعرف قيمة الرصين ، واللئيم مو مثل الحنين ، والمتعلم مو مثل الجاهل ، والصاحي مو مثل السكران ، واللي ياكل قوازي وغزلان ما مسؤول عن اللي ياكل راس الدجاجة والرجلان ، واللي يلعب بيها ما له شغل بالنايم بالسجن بدون جريمة بحق اي انسان ، والاغلبية والاقلية لا يعمل بها الا بالدولة العراقية ، والحكومة العراقية مو مثل الحكومات العالمية ، والفساد المالي والاداري ليس له شبيه الا في بنغلادش والصومال والسودان ، ووزارة الدفاع صارت وزارة الهجوم على المخالفين في الرأي وتأييد (السلطان ) ، والسلطة القضائية اصبحت مسيسة مثل البقية ، والدستور الاعرج انكسرت  رجله الاخرى فاصبح معاق وكسيح ، والبرلمان مثل خان جغان والامن والامان هنا اصبح حلم الانسان .

خالد العاني-  القاهرة