تحرير ستين مواطناً من سجن داعش وأولى ضحايا القوات المشتركة ثمانية من البيشمركة … إردوغان:لسنا مسؤولين عن نتائج عملية لا تشترك فيها تركيا
المقاومة الموصلية تشتبك مع مقار التنظيم الارهابي وتكبده قتلى
شرق الموصل – بغداد – الزمان
(رويترز)
كسرت الضربة القوية الاولى معنويات تنظيم داعش وتهاوت دفاعاته في جنوب وشرقي الموصل بسرعة امام اندفاع القوات العراقية المشتركة تحت الغطاء الجوي الامريكي ، حيث
بدأت القوات العراقية هجوما تدعمه الولايات المتحدة فجر الاثنين لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل في معركة لاستعادة آخر معقل كبير للتنظيم الارهابي في العراق. فيما اعلن جيش رجال الطريقة النقشبندية النفير العام لقتال تنظيم داعش وقال في بيان تسلمت الزمان نسخة منه انه قتل العديد من عناصر داعش واستولى على سلاحهم وحرر اكثر من ستين سجيناً من السجن المركزي بالموصل . وقال الاهالي لمراسلي الزمان ان الجيش نفذ عددا من الانزالات حول ضواحي الموصل وفتح ثغرات في الدفاعات فيما خسر داعش عشر قرى في سهل نينوى وتقهقر نحو برطلة وقرة قوش كما اندحر داعش في خط الصد الاول له في قرية الحود في جنوبي الموصل وتكبد اكثر من مائتي قتيل بحسب مصادر عشائرية تحدثت هاتفياً الى الزمان امس .
وبعد عامين من سيطرة الارهابيين على المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وإعلانهم دولة خلافة إسلامية جديدة على أراض من سوريا والعراق بدأت قوة من حوالي 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية الهجوم لإخراجهم منها. وتقاتل داخل الموصل الان ضد داعش كتائب مقاومة تعمل منذ سنتين منها كتيبة أولياءالموصل التي اعلنت عن عملياتها في تصفية عناصر داعش بالاسماء في موقعها على تلغرام ،
وأطلقت طائرات هليكوبتر نيرانها وترددت أصداء الانفجارات على الجبهة الشرقية للمدينة .
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين إن وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة القريب من الموصل يضمن عدم وقوع هجمات في تركيا.
وقال إردوغان في إشارة للحدود التركية مع العراق «لدينا حدودا بطول 350 كيلومترا ونواجه تهديدات قادمة عبر هذه الحدود.»
ويشارك نحو ثلاثة آلاف من القوات العراقية دربتهم تركيا في معسكر بعشيقة في شمال العراق في عملية تقودها الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل. وفي وقت سابق قالت مصادر عسكرية لرويترز إن نحو نصف الذين دربتهم تركيا يشاركون في العملية والنصف الآخر قوات احتياط. وقال إردوغان «آسف لكننا لسنا مسؤولين عن النتائج المحتملة للعملية التي لا تشارك فيها تركيا.» لكن تركيا أكدت الاثنين استعدادها لاستقبال مئات الألوف من اللاجئين من الموصل إذا أشعلت الحملة التي تهدف لطرد داعش من المدينة عنفا طائفيا. وقال نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش «إنهم (اللاجئون) سيكونون تعساء ومنهكون وتركيا هي المكان الوحيد الذي يمكنهم الذهاب له. تركيا مستعدة لهذا لكننا ننبه المجتمع الدولي لضرورة منع مرور هؤلاء بهذه المعاناة.»
وقالت تركيا مرارا إن السماح للمقاتلين الشيعة الذين سبق واعتمد عليهم الجيش العراقي بالمشاركة في الهجوم على المدينة التي تسكنها غالبية عربية سُنية قد يؤجج العنف الطائفي. وقال قورتولموش خلال مؤتمر صحفي في أنقرة «إذا أُديرت عملية الموصل بشكل سليم فلن تكون هناك موجة لاجئين إلى تركيا.» واعلنت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء «عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي في منطقتي الكوير والقيارة جنوبي الموصل كمرحلة اولى لعملية تحرير الموصل من ايدي ارهابيي داعش».
واوضحت القيادة ان «اكثر من اربعة الاف من قوات البيشمركة تشارك في هذه العملية في ثلاثة محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر» التي يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية. واضافت ان تقدم القوات الكردية جرى بالتنسيق «بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الفدرالية».
وقال ضباط في البشمركة الكردية ان الهجوم هو المرحلة الثالثة من الجهود التي بدأت قبل اشهر لاستعادة قرى سهل نينوى التي استولى عليها التنظيم الارهابي في 2014 وكان يسكنها المسيحيون والطائفة الكاكائية.
وقالوا ان عدد من القرى تم استعادة السيطرة عليها وان قوات البشمركة استقرت الان على حافة بلدتي قرة قوش وبرطلة المسيحيتين التي سقطتا بيد داعش في اب/أغسطس 2014 .
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم إن ما يصل إلى مئة ألف عراقي قد يتوجهون إلى سوريا وتركيا هربا من هجوم الموصل التي يقطنها 1.5 مليون شخص وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية منها دولته للخلافة في العراق وسوريا عندما سيطر عليها في عام 2014. وساعدت حملة جوية تقودها الولايات المتحدة في إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من أغلب الأراضي التي سيطر عليها لكن من المعتقد أن ما بين أربعة آلاف وثمانية آلاف من مقاتلي التنظيم مازالوا في الموصل.
وقال أبو ماهر مشيرا إلى التنظيم «داعش يستخدمون الدراجات النارية في تنقلاتهم وذلك لتجنب تعقبهم من الجو وهناك راكب خلفي على الدراجة يستخدم منظارا لمراقبة البنايات والشوارع عن بعد.» ويعد أبو ماهر وغيره ممن تم الاتصال بهم دفاعات مؤقتة ويخزنون المواد الغذائية تحسبا للهجوم الذي يقول المسؤولون إنه قد يستمر أسابيع أو ربما شهورا. وحجب السكان أسماءهم الكاملة لاعتبارات أمنية ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من رواياتهم.
وتوقعت الولايات المتحدة أن يتكبد تنظيم الدولة الإسلامية «هزيمة دائمة» مع بدء القوات العراقية أكبر عملية لها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.لكن الهجوم الذي يحمل أهمية كبيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما في ختام فترة ولايته محفوف بالمخاطر. ومن هذه المخاطر اندلاع صراع طائفي بين سكان المدينة التي تقطنها أغلبية سنية والقوات الشيعية التي تتقدم لتحريرها فضلا عن احتمال فرار ما يصل إلى مليون شخص من الموصل الأمر الذي يزيد من حدة أزمة اللجوء في المنطقة وعبر أوروبا.وقال أبو ماهر «لقد قمنا بتجهيز غرفة محصنة داخل البيت عن طريق وضع أكياس من الرمل لسد النافذة الوحيدة الموجودة وقمنا أيضا بإزالة كل المحتويات الخطرة أو القابلة للاشتعال.»
وأضاف «لقد أنفقت تقريبا كل ما أملك في شراء الطعام وحليب الأطفال وكل شيء آخر قد نحتاجه.»
وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق إن الجيش أبلغ المنظمة الدولية أنه يتوقع أن يكون أول تحرك كبير للسكان خلال خمسة أو ستة أيام مما يشير إلى موعد وصول الهجوم إلى المدينة نفسها.
وأضافت ليز جراندي أن قوات الأمن العراقية ستنقل المدنيين الفارين الذين سيجري التحقق من هوياتهم لضمان عدم اختباء مقاتلين من الدولة الإسلامية بينهم في أعقاب تقارير للسكان بأن المسلحين حلقوا لحاهم لتفادي رصدهم.
وبثت قناة الجزيرة لقطات لما وصفته بأنه قصف للموصل بدأ بعد كلمة ألقاها رئيس الوزراء حيدر العبادي ظهر فيه إطلاق صواريخ وزخات من الطلقات الكاشفة في سماء الليل ودوي إطلاق نار. وقال العبادي في كلمة عبر التلفزيون الرسمي اليوم الاثنين «أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش.»
وأضاف العبادي وحوله كبار قادة القوات المسلحة «يا أبناء شعبنا العزيز يا أبناء محافظة نينوى الأحبة لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل.
«وإن شاء الله قريبا نلتقي في أرض الموصل لنحتفل جميعا بتحريرها وبخلاصكم.»
* مقاتلون أكراد
قال اللفتنانت جنرال الأمريكي ستيفن تاونسند قائد قوات التحالف المناهض للدولة الإسلامية في بيان «هذه العملية التي تستهدف استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية ستستمر أسابيع على الأرجح وربما أكثر.» وإذا سقطت الموصل ستكون مدينة الرقة السورية أكبر مدينة مازال التنظيم المتشدد يسيطر عليها. وقال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في بيان «هذه لحظة حاسمة في الحملة لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية.»
وتابع «إننا واثقون أن شركاءنا العراقيين سينتصرون في مواجهة عدونا المشترك وتحرير الموصل وباقي العراق من كراهية ووحشية تنظيم الدولة الإسلامية.» وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية في التراجع منذ نهاية العام الماضي في العراق حيث يواجه الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وقوات كردية بالإضافة إلى فصائل شيعية مدعومة من إيران.
لكن في ضربة للحملة المناهضة للدولة الإسلامية سحق مقاتلو التنظيم المتشدد الأسبوع الماضي تمردا كان يخطط له داخل صفوفه في الموصل بهدف تسهيل عملية استعادة المدينة.
وقالت القيادة العسكرية لأكراد العراق إن 4000 من قوات البشمركة سيشاركون في العملية لتحرير عدة قرى من قبضة التنظيم على الجبهة الشرقية في هجوم منسق مع تقدم وحدات من الجيش العراقي من الجبهة الجنوبية .
وقال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق شبه المستقل إن العملية التي قال إنها تمثل المرة الأولى التي تقاتل فيها قواته مع القوات العراقية معا ضد الدولة الإسلامية انتزعت السيطرة من المسلحين على نحو 200 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية والقرى إلى الشرق من الموصل في اليوم الأول.
وقال مراسل لرويترز إن عمودا من الدخان الأسود كان يتصاعد من أحد مواقع المتشددين على الجبهة الشرقية للمدينة وهو ناتج فيما يبدو عن احتراق وقود يستخدم لقطع الطريق أمام تقدم الأكراد وحجب الرؤية عن الطائرات.
وذكر مقاتل كردي شاب يرتدي زي المعركة بينما كان يستكشف السهل الواقع شرقي الموصل من موقعه على قمة جبل زيرتيك «نحن المسلمون الحقيقيون. داعش ليسوا بمسلمين لا يقر أي دين ما فعلوه.»
وبينما كان يتحدث مرت سيارة همفي وكتب اسم روج افا أي كردستان سوريا على برج مدفعها الرشاش.
وقال الميجر شيبان صالح أحد المقاتلين الذين كانوا يستقلون السيارة «كل هذه كردستان» وأضاف «عندما ننتهي من الأمر هنا سنلاحقهم إلى الرقة أو أينما كانوا» .
وقال إن نحو 450 من المقاتلين الأكراد السوريين يشاركون في القتال شرقي الموصل وتمكنوا من استعادة تسع قرى خلال اليوم
وقال العبادي «إن القوة التي تقود عملية التحرير هي قوات جيش العراق الباسلة مع قوات الشرطة الوطنية وهم الذين سيدخلون مدينة الموصل لتحريرها وليس غيرهم.»
وكان ساسة محليون من السنة ودول تقطنها أغلبية سنية في المنطقة مثل تركيا والسعودية قد حذروا من أن السماح بمشاركة فصائل شيعية في الهجوم قد يؤدي إلى أعمال عنف طائفية.