عقلية الرجل تراوح في مكانها (1)
النظرة إلى المرأة
الكل يعلم ان المرأة نصف المجتمع.. صحيح ان المرأة قد تقدمت والقوانين في المجتمع ايضا تطورت.. لكن الرجل لايزل يراوح في مكانه وينظر الى المرأة نظرة فوقية لا يقبل بها ان تقارعه او تتفوق عليه.. لماذا كل هذا يا رجال متى يعترف الرجل بهذا الواقع..
التقيت بالسيدة فوزية تقول يخشى الرجل من تقدم المرأة ويغار منها حين تعلو عليه شأنا حيث يقف في طريقها ويحاربها ويمنعها ويحطمها..
ونرى المرأة تطلق صرخاتها بوجه الرجل تصارح بها المجتمع المتآكل بعنجهية الرجل الذي قد يوافق على مضض حديثها واستقلاليتها عنه والتقدم بمسيرته على جميع الاصعدة.. ولكن لا الى حد التميز عليه هل مازالت نظرة الرجل الى المرأة تراوح في مكانها..؟ وكأنه قدر لها ان تكون انسانة من الدرجة الثانية..؟ لم يقبل الرجل بوجود المرأة في بعض المناصب الوظيفية العليا لم يسعى الى تحجيم قدرها لكي لا تتجاوز الحدود التي يرسمها لها ويحول من دون ان تتجاوزها؟ وكيف يعطي لنفسه الحق في الارتقاء والنجاح والفوز ويحرم كل هذا عليها الا بشروط.. شروطه هو؟
وهنا تلملم السيدة حمدية انكسارها المؤلم فتتقوقع في الاريكة التي تجلس عليها ترجع رأسها الى الوراء وتعلق نظرها الى الثريا التي تتدلى من سقف غرفة الجلوس سوف استقيل اذا كان يريحك؟ تقول لزوجها الذي يصرخ بوجهها ويشرد فكره هذا يريحه ولكن لا يريحني وتعود من شرودها تسمعه يرد هذا افضل لكلينا هذا افضل تقوله حمدية لنفسها وقد تشعبت اسئلة كثيرة في ذهنها.. هل يغار زوجي من مركزي كمديرة لشركة من كبريات الشركات العالمية بينما هو مجرد موظف بسيط ام يخشى من سفراتي المتكررة والتقائي برجال اعمال مرموقين ان يعني بالفعل رغبته في انجاب الاطفال وبقائي معهم في البيت للاهتمام بهم..؟ تسمر نظرها في الثريا من جديد تنهمر دموعها فلا تدري اذا كانت دموعها هي السبب او سبب ذلك الضوء الشديد ام بسبب غصة انكسار تتملكها لتغمض عينيها وتتمتم يجب ان استقيل بالفعل ولكن من حياتي الزوجية انا احب زوجي كثيرا لكنه لن يكون عائقا بيني وبين طموحي لن اتخلى عما بنيته في اعوام وإذا فعلت فكيف افسر لاولادي في المستقبل انكساري وخضوعي وتراجعي؟ لن انعم بالسلام الداخلي لو واصلت حياتي مع رجل يرغب في مديرة منزل لا اكثر.. وهنا انبرت السيدة (وصال) تقول لا نستغرب من قصة السيدة حمدية وتعلق قائلة هذا هو نمط الرجل العربي الطبيعي.. للأسف هو مازال نمطا تقليديا يعود بالمرأة الى القيود وليجد من تقدمها عليه وتهز السيدة وصال رأسها مستنكرة وتعلن لا يرى الرجل في مجتمعنا المرأة الا في البيت في مكانها الطبيعي يحسبه وينجح لتحقيق هذه الغاية بالعادات والتقاليد وان تطورت القوانين لمصلحة المرأة فالخسارة هي ان المرأة لن تتمكن من الخروج من شرنقة الرجل مجتمعنا العربي لا يحبذ وجود المرأة في الاماكن العامة مثل السينما او المقهى ولا حتى في الوظائف جعلت حكرا على الرجل فقط بحسب ما تقول حمدية التي ترى ان الصحيح هو ان يترك للمرأة حق الاختيار وفي المقابل ينبغي على الرجل ان يقف الى جانبها في كل مكان قائلة ليت العقلية في مجتمعنا تتغير ويتغير اسلوب الرجل مع المرأة فيشجعها على التقدم بدلا من ان يحارب نجاحها ويحطمها ويدمر طموحها بإبتسامة عريضة تستقبل فاتن سؤال وتجيب.. ان هذا الامر يعتمد على الرجل ومدى ثقافته فهناك من الرجال من يقبل بالمرأة الناجحة والمتفوقة عليه.. وهناك من يعيش في العصر الحجري.. اما الاهم في المسألة كلها وبحسب ما تقول (فاتن) فهو الا تترك المرأة اي رجل على الارض يكسرها وتشرح موقفها موضحة ان بعض الازواج يضعون زوجاتهم الناجحات تحت الامر الواقع يقبلون منهن الاستقالة من الوظيفة او مزاولة مهن بسيطة عادية لا يتقدمن من خلالها على الصعيد الوظيفي ويتحججون لاقناعهن بأن البيت والاولاد اهم ولا يدركن انهم بضغطهم هذا انما يكسرون المرأة ويخذلونها ويقضون على طموحاتها وتتابع للاسف نجد ان بعضاً او معظم النساء يخضعن لهذا الامر الواقع المر لكي لا يخربن بيوتهما ضاربات عرض الحائط ما طمحن اليه في يوم من الايام تبتسم السيدة فاتن من جديد وتقول ساخرة اعرف رجالا لا يأتون لزوجاتهم بهواتف خلوية متقدمة تقنيا عن هواتفهم الخلوية الشخصية وهذا طبيعي في مجتمع ذكوري متأخر متسلط حيث تعتبر المرأة تأتي في الدرجة الثانية بعد الرجل نسي ان المرأة هي نصف المجتمع مكملة للرجل وتضيف السيدة فاتن متساءلة بسخرية لماذا امثال هؤلاء الرجال ينظر الى فتاة تقود دراجة نارية بطريقة سلبية الا يحق لها ان تستقل هذه الوسيلة مثل الرجل تماما ربما لكي تهرب من الازدحام او حتى مجرد رغبة في نفسها لا اعرف ما العيب في ان تقوم المرأة بأمور هي ليست عيبا على الرجل.. ماتزال نظرة الرجل الى تقدم المرأة في مكانها تتراوح لا تتقدم الى الامام ولو عدة خطوات وهنا تنطلق السيدة ماجدة موظفة متزوجة لتطرح قائلة ان الرجل الشرقي والعربي لا يحب ان تتقدم المرأة عليه في اي مجال وهو اذا رآها ناجحة ومستقلة بشخصيتها عنه يغار منها لا شعوريا وليس بعيدا ان يحاربها والمشكلة لا تتوقف بحسب ما تقوله السيدة ماجدة عند هذا الحد اذ تتابع بالقول لو كان الرجل متزوجا بأمرأة متفوقة عليه وظيفيا تبدأ المشكلات بينهما وتتطور الى حد بعيد لا لسبب الا لكونه يراها افضل منه وهذا لا يريحه لكونه يرفض الا ان تسير خلفه وتكون اقل منه لتبقى دائما تحت رحمته قائلة السيدة (ماجدة) وتأخذ نفسا عميقا وتكمل بحماسة هناك لدى الرجل التحكم في حرية المرأة ويندر ان تجد رجلا يساند زوجته ويشجعها على الارتقاء الى مركز يعلو مركزه وهو ولو ساعدها مكرها فأنه سيغار من نجاحها في وقت لاحق ما يفتح فجوة بينهما لا تلبث ان تكبر وتكبر حتى تبتلعها معا.
صائب عكوبي بشي – بغداد