النشر العشوائي

النشر العشوائي

 

احمد  جبار غرب

 

بغداد

 

في ضوء الندوة التي عقدها نادي السرد في اتحاد الأدباء حول النشر العشوائي في الصحف العراقية وتأثيره على الهوية الإبداعية وماهية السياقات التي يعمل عليها لتلافي السيئ منها وفرز الغث من السمين.. يفترض أن يتدخل الاتحاد ونادي السرد خصوصا ويعطي توصية عن المواد المسموح بنشرها في الصفحات الثقافية في الصحف العراقية واستنادا لمعيار الجودة والمقبولية لدى المتلقي لأنهم جهة ثقافية جديرة بالثقة ولهم خبرة وعليهم أيضا إنذار الصحف التي تنشر مواد غير مستوفية لشروط النشر الثقافي من شعر وقصة ونقد وتحليل  من خلال لجنة محايدة وموضوعية وليس أشخاص محددين وأتمنى أن يكون لكل صحيفة مراقب ثقافي يزكيه الاتحاد لتنقية الشوائب وفلترة المواد المشوهة منها والتي تنشر باسم الأدب والأدباء ولا بأس من إيقاع غرامات مالية على الناشرين حتى لا تتكرر الفعلة ويتعظ من ينشر بشكل سيء خدمة للصالح الثقافي العام واعتماد صيغة عدد الكتب أيضا غير مجدية لان هناك كتباً لا تقرا أصلا وتعتمد  الانضمام للاتحاد وأيضا بالإمكان اعتماد قصيدة واحدة لتزكيتك لعضوية الاتحاد او قصة واحدة وليس إصدارات اذا كانت القصيدة فيها جهداً أبداعياً واضحاً وموهبة قابلة للتطور.

 

 وإذا كان هذا المعيار استجد ماذا نقول للذي قدم خمس قصائد ودخل الاتحاد وتسري على اغلب الإخوة الموجودين ألان هل تسحب عضويتهم لحين تقديمهم إصدارات جديدة من كتب أو مجاميع قصصية أو شعرية حتى يتم قبوله  كنت أتمنى دعوة الصحف المتناثرة هنا وهناك للوقوف على آلية النشر عندها ومناقشة من يقوم بالنشر وليس الصحف التي تمتلك باع في الشأن الثقافي وهم من يعول عليهم في الحفاظ على روحية النصوص المنشورة ومطابقتها لمعيار القبول والجودة وأيضا الدعوة جدا جاءت متأخرة  كان يفترض أن تناقش منذ سنوات للوقوف على هذه الظاهرة ومنع الشطط في النشر وأتمنى ألا تكون الحاجة للتغيير عدم وجود أشخاص يستضيفهم نادي السرد فلجأ الى هذه المناقشة الحيوية والتي تدخل في صميم الواقع الثقافي..من جهة أخرى أتمنى عدم أعطاء أشارة في إغلاق الأبواب  أمام المواهب والقابليات الإبداعية والتي تنتشر بسرعة وتقييد النشر بأسماء محددة وإنما للنصوص التي تستحق النشر والتي تنتشر بسرعة ولا يوجد من يحتضنها ويهيئ لها المناخ الملائم للانطلاق والصيرورة الإبداعية  وهذا دور مهم على المثقف أن يؤديه

 

 وبودي نشر بعض الملاحظات فيما يخص عملية النشر الثقافي وان تكون مراقبة المنشورات لوعي ونضج تام فالشاعر المبتدئ قد يفشل في المرة الأولى لكن قطعا سيكون مقبولا فيما لو تدارك الأخطاء التي يقع فيها وهذا مانلاحظه حقيقة في جريدة الزمان التي وضعت صفحة كاملة للمواهب للتعبير عن بوحها في كل المجالات.

 

-ينبغي إفساح المجال أمام الطاقات الشابة واحتضانها وتهيئة مناخ النشر أمامها وليس الصد عنها وتقريعها وتفريغ إبداعها في عملية رسم مساراتها انطلاقا من التفكير النخبوي

 

– علينا أن نتوخى الدقة في الحكم على النصوص  بتشكيل لجان فحص ومراقبة معروفه بنواياها الحسنة ففي واقع متلبد نخشى  تكون الأهداف تسقيطية وحتى لا نفسح بمثل هكذا تصورات مستقبلية

 

-استدعاء كل المسؤولين عن الصفحات الثقافية في الصحف المعروفة وغير المعروفة وباعتبار أن الصحف التي يكون مسؤوليها أعضاء في الاتحاد هم من يحرر تلك الصفحات أما الصحف الأخرى ينبغي أن تستدعى وألا فعلى   ماذا نعمل جلسة لمناقشة هذا الموضوع  وهناك من ينشر على راحته دون مراقبة إبداعية.

 

-حقيقة هناك الكثير من المواهب المدفونة  والتي تحتاج الى رعاية واهتمام بالغ لها لكي تظهر للوجود يستوجب على الصفحات الثقافية أن تدرك هذا الأمر وكذلك الإخوة الذين يهمه الإبداع والموهبة في عملية النشر وانه يجب أن تستمر عملية النشر من خلال الكمية تفرز النوعية.

 

مشاركة