النركيلة أو الأركيلة سموم تقتل أبناءنا

النركيلة أو الأركيلة سموم تقتل أبناءنا

انتشرت في الآونة ألأخيرة كثرة استخدامات الناركيلة كما يسميها العراقيون او الأركيلة كما تسمى في بيروت والبلاد العربية الاخرى وشهدت اقبالآ ملفتآ للنظر من قبل الشباب والمراهقين.ويلاحظ استخدامها في مدن وشوارع البلاد خصوصا في  المناطق السياحية والشعبية حيث انتشرت في الساحات والارصفة والحدائق العامة ودون أي رقابة صحية او قانونية انتشر من يحضر هذه الآفات ويبيعها للمراهقين خصوصآ في الأماسي الجميلة..حيث يدخن المدمنون على الآركيلة تبغآ مطعمآ بنكهات مختلفة (فواكه.علكة.نعناع. تفاح) ويدخنها الشباب بمفاخرة وتباهي وقد تستغل الاركيلة احيانا ليوضع فيها سموم اخرى كالحشيش والأفيون وغيرها..

في السابق كانت الآركيلة تحتوي على التبغ الصافي الذي يوضع فوقه الجمر مباشرة ثم تطور لتضاف اليه بعض المطيبات والنكهات المستخرجة من الفواكه والذي فيما بعد اصبح يسمى ((المعسل)) وهو مادة مخلوطة من (التبغ وقشور الفواكه والعسل والجلسرين) اذ توضع على فنجان الفحم مادة السليفون ومن ثم يوضع الفحم .مما دعا الى تهافت الشباب عليها واصبحت موضه لديهم تدخين الناركيلة ,حيث كانت في السابق حكرآ على الكبار فقط..

يعتقد البعض للوهلة الاولى ان تدخين الاركيلة متعة تتيح للمدخن استنشاق انفاس عميقة بنكهات متعددة وانها اكثر من مجرد تدخين فحسب ما يعتقدون خطآ بانها تساعدهم على الأسترخاء وتمنح الذهن مزيدآ من الصفاء في ظل زحمة هموم الحياة ((واهمين بذلك)) بل اني رأيت في بيروت ودمشق وعمان النساء اكثر من الرجال تدخينآ للآركيلة بل ان في بيروت حتى الفتيات اقل من (18 سنة) يكثرن من تدخين الاركيلة خصوصا في الآماسي الجميلة على شواطيء بيروت الغناء.

ان هنالك اعتقادآ خاطئآ لدى الناس ان مضار تدخين الاركيلة اخف او اقل تاثيرا من السكائر حيث يحسبون ان دخان الاركيلة تتم تنقيته بواسطة المياه في الزجاجة التي يمر عبرها الدخان لكن الدراسات العلمية اثبتت ان مضار اركيلة واحدة يعادل مضار (8 ــ 10) سيكارة..

يقول المختصون في الطب ان ((اوكسيد الكاربون وغاز ثاني اوكسيد الكاربون يدخل الى رئة مدخن الناركيلة اسرع من مدخن السيكارة لذلك يكون معرضآ للآصابة بأمراض القلب والشرايين والرئتين)) كما يكون المدخن لها اكثرعرضة للاصابة بقرحة المعدة وتتزايد نسبة الكوليسترول في الدم  والجسم اضف لذلك الشعور الدائم بآلام الرأس والدوران وخفقان القلب وانسداد الشعب الهوائية وامراض الجهاز التنفسي المؤثرة على الرئة ومضاعفاتها الاخرى التي لاتحصى..مع هذا كله فان تناول النساء للاركيلة وخصوصا الحوامل فهي تؤثر على نمو الأجنة وصحة الجنين وقد تحدث تشوهات جراء الكاربون المحترق فضلآ عن ما يؤديه نقص في الوزن عند حديثي الولادة للامهات المدخنات وكذلك الامراض السرطانية من جراء (القطران والمعادن الثقيلة التي يحتويها مثل. الكروم..الزرنيخ..الرصاص) التي توجد في دخان الاركيلة بكميات تفوق دخان السكائر بأضعاف ويؤدي ذلك الى احمرار العينين بسبب الدخان المتصاعد وقد يؤدي الى سرطان الحنجرة …..

لقد اثبتت الدراسات العلمية ان مدخني الاركيلة يحدث لهم ضرر فعلي على عمل الرئتين والقلب وارتفاع ضغط الدم والنبض وانخفاض بنسبة الاوكسجين بالدم ,حيث ان رأس ناركيلة واحد يعادل كمية النيكوتين الموجودة في عشرة سكائر اضافة الى المواد السامة الاخرى حيث ان خليط الفواكه (المعسل) يحتوي على كميات من (الدبس السكري.وهو مجموعة معادن منها الرصاص والزرنيخ وغيرها) وقد تؤدي الى امراض سرطانية شتى …..وقد اشارت الابحاث ان الجمرة التي تستخدم في اشعال الاركيلة مصنعة من مواد كربونية وبقايا مواد صناعية …وان من يعتقد ان للمياه الموجودة في قارورة الاركيلة دورآ في تصفية الدخان فهو واهم ,اذ ان المواد الموجودة في الدخان تدخل مباشرة الى الجسم وتسبب اضرارآ حقيقية تزيد عن مضار تدخين السكائر..

ان هذه ليست دعوة للاقلاع عن الاركيلة والعودة للسكائر بل هي دعوة لترك التدخين نهائيآ ,فأن مضار تدخين السكائر كثيرة.كثيرة كما ذكرت اعلاه وبعشرة اضعافها يكون ضرر الناركيلة.

الحمد لله لك ربي الذي ابعدتنا عن هذه وتلك

الشيخ ابو احسان البديري –  كوت

مشاركة