الناشطة والشاعرة أمل الجبوري العائدة من قمة الحرية بتايوان لـ (الزمان): مشروع الدولة المدنية متعثر في العراق ولا تستوعبه الحياة الديمقراطية

لندن‭ – ‬الزمان‮»‬‭ ‬خاص‮»‬

اختتمت‭  ‬امس‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬لحركة‭ ‬الحرية،‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬في‭ ‬تايوان،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬ممثلو‭ ‬70‭ ‬دولة‭  ‬واكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وكان‭ ‬الاختيار‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬تايوان‭  ‬مكانا‭ ‬للقمة‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬قضايا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة‭ ‬موجهة‭ ‬للصين‭  ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬باستقلال‭ ‬تايوان‭  ‬وتعتبرها‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الصينية‭ ‬

‭( ‬الزمان‭) ‬في‭ ‬طبعتها‭ ‬الدولية‭ ‬بلندن‭ ‬تابعت‭ ‬الحدث‭ ‬مع‭ ‬الناشطة‭ ‬الحقوقية‭ ‬والشاعرة‭ ‬العراقية‭ ‬امل‭ ‬الجبوري‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الممثل‭ ‬الوحيد‭ ‬للعراق‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬القمة‭. ‬وقال‭ ‬الجبوري‭ ‬عن‭ ‬الاطار‭ ‬السياسي‭ ‬للقمة‭ :‬

‭ ‬المحور‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬الحوارات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والفعاليات‭ ‬هو‭ ‬الديمقراطية‭  ‬كخيار‭ ‬حتمي‭ ‬ووصفة‭ ‬سحرية‭  ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النضال‭ ‬السلمي‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬تحت‭ ‬المظلة‭  ‬الدولية‭ ‬او‭  ‬حتى‭ ‬بدونها‭  ‬مثالها‭ ‬السابق‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬واليوم‭  ‬أوكرانيا‭  ‬التي‭ ‬تحارب‭  ‬منذ‭ ‬اشهر‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأراضيها‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تحدث‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الاوكرانيين‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭  ‬بينهم‭ ‬بعض‭ ‬المعارضين‭ ‬الروس‭ ‬لحكم‭ ‬بوتين‭ ‬وأيضا‭ ‬المعارضين‭ ‬الصينيين‭ ‬لحكم‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭  ‬سفراء‭ ‬الدول‭ ‬الاوربية‭ ‬التي‭  ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬السفير‭ ‬اللتواني‭ ‬قالها‭ ‬بصراحة‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬للامركيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬جملته‭ ‬التي‭ ‬جعلتنا‭ ‬انا‭ ‬والجالسين‭ ‬معي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ننظر‭ ‬الى‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬بصمت‭ ‬لانّ‭ ‬فيها‭  ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭  ‬الإشارات‭  ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬بالضد‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬اللاعنفي‭ ‬والية‭ ‬الحوار،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬للأمريكان‭ :‬‮»‬‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬سلاح‭ , ‬زلنسكي‭ ‬قالها‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬لكم‭ ‬وللعالم‭ ‬لانريد‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬منكم‭  ‬سوى‭ ‬السلاح‭  ‬‮«‬

وأضاف‭ ‬ذلك‭ ‬السفير‭:‬‮»‬‭ ‬انّ‭ ‬ما‭ ‬يقلقني‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬الخارجي‭ ‬للأمريكان‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬باستقلال‭ ‬تايوان‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬تطالب‭ ‬العالم‭ ‬بالاقتداء‭ ‬بالتجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للتايوان‭ ‬فهذه‭ ‬السياسية‭ ‬الخارجية‭ ‬ربما‭ ‬ستسبب‭ ‬في‭ ‬خسارتنا‭ ‬المستقبل‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬عليكم‭ ‬أولا‭  ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬بوتين‭ ‬ونظامه‭ ‬فاذا‭ ‬انجزتم‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬ستساهمون‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬ل50‭ ‬بالمائة‭ ‬لمشاكل‭ ‬العالم‭ ‬اجمع‭ ‬بمجرد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬بوتين،‭ ‬فأننا‭ ‬سنربح‭ ‬المستقبل‭ ‬‮«‬

وأضافت‭ ‬الجبوري‭ : ‬انه‭ ‬انضمت‭ ‬اليه‭  ‬زميلة‭  ‬اوكارنية‭  ‬أيضا‭ ‬لتدعم‭ ‬هدف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬وايقافها‭ ‬عند‭ ‬حدها‭  ‬كان‭ ‬الاتجاه‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاوكرانيين‭ ‬وبعض‭ ‬الحضور‭  ‬يصب‭  ‬على‭ ‬الضغط‭ ‬على‭  ‬الامريكان‭ ‬لكي‭ ‬يضغطوا‭  ‬بالإسراع‭ ‬بقبول‭ ‬عضوية‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬لكي‭ ‬تنضم‭ ‬للناتو‭ ‬،‭ ‬باختصار‭  ‬الاتجاه‭  ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬تصعيد‭  ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الان‭ ‬بين‭ ‬بلدين‭ ‬لتصبح‭ ‬حرب‭ ‬اوربا‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭   .‬

‭-‬وهل‭ ‬ترون‭ ‬في‭ ‬قراءتكم‭ ‬للاحداث‭ ‬ان‭ ‬تنزل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ثقلها‭ ‬لمواجهة‭ ‬روسيا؟

‭- ‬ما‭ ‬اظن‭ ‬الولايالت‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬تجربتي‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق‭ ‬ان‭ ‬تتجرأ‭ ‬وتدخل‭ ‬حروبا‭ ‬مباشرة‭ ‬وترسل‭ ‬جيوشها‭ ‬طالما‭ ‬نجحت‭ ‬إستراتيجية‭ ‬حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭  ‬الإدارة‭ ‬الامريكية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭   ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالحها‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬صنفته‭ ‬كدول‭ ‬راعية‭ ‬للارهاب‭ ‬او‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشق‭ ‬عصا‭ ‬الطاعة‭  ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬الامريكية‭ ‬لادارة‭ ‬العالم‭ ‬ضمن‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬شرق‭ ‬اوسط‭ ‬جديد‭ ‬ولكن‭ ‬عالم‭ ‬محكوم‭ ‬بقطب‭ ‬واحد‭ ‬ومفاهيم‭ ‬عالمية‭ ‬واحدة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬وسكانه‭  ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬واديانهم‭ ‬وعاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬رؤيتهم‭ ‬لنظام‭ ‬وشكل‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البلدان،‭ ‬حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭  ‬شعوب‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬لا‭ ‬دستوري‭ ‬أي‭ ‬عبر‭ ‬مؤسسة‭ ‬الحكم‭ ‬المطلق‭ ‬للاسر‭ ‬المالكة‭ ‬او‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلطة‭ ‬الحزب‭ ‬الواحد‭ ‬اوالاسر‭ ‬الحاكمة‭ ‬ولا‭ ‬تتيح‭  ‬شراكة‭ ‬حقيقية‭ ‬لشعوبها‭ ‬في‭  ‬شكل‭ ‬إدارة‭ ‬الحكم‭  ‬واجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬تتشكل‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭  ‬سلطة‭ ‬شرعية‭  ‬لتحقيق‭ ‬اهداف‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تمثيلية‭ ‬تنهي‭ ‬دور‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬تنتخب‭ ‬ممثليها‭ ‬ثم‭ ‬تنفرد‭ ‬الكتل‭ ‬الفائزة‭ ‬وحتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تخسر‭ ‬الانتخابات‭ ‬،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكتل‭ ‬الحزبية‭ ‬عبر‭ ‬ممثليها‭  ‬تنفرد‭  ‬باتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬وعمل‭ ‬التحالفات‭ .‬

‭-‬كم‭ ‬شغلت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وشبح‭ ‬توسع‭ ‬حرب‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموتمر‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬قرب‭ ‬حدود‭ ‬الخصم‭ ‬الاخر‭ ‬لواشنطن‭ ‬وهي‭ ‬الصين‭ ‬؟‭ ‬

‭-‬أوكرانيا‭  ‬هي‭ ‬نجم‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬جهة‭  ‬لتحشيد‭ ‬راي‭ ‬عالمي‭ ‬يمهد‭ ‬لاسقاط‭ ‬حكم‭ ‬بوتين،‭ ‬وهي‭ ‬المحور‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬كما‭ ‬عبر‭ ‬أعضاء‭ ‬وفدها‭ ‬انها‭ ‬تحارب‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ( ‬هنا‭ ‬تذكرت‭ ‬جماعتنا‭  ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬2003‭  ‬قادة‭ ‬العراق‭ ‬يقول‭ ‬اننا‭ ‬نحارب‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬ولا‭ ‬افهم‭ ‬لماذا‭ ‬نحن‭ ‬بالذات‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نموت‭ ‬ونحارب‭ ‬ونخسر‭ ‬وندمر‭ ‬من‭ ‬اجل‭  ‬سلام‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬تفريخ‭ ‬معامل‭ ‬الأسلحة‭ ‬وشركات‭ ‬الرسمالية‭ ‬التي‭ ‬هما‭ ‬بحاجة‭ ‬مستمرة‭ ‬الى‭ ‬وقود‭ ‬الحروب‭ ‬لكي‭ ‬تستمر‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬التي‭ ‬ومن‭ ‬طرف‭ ‬اخر‭  ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭  ‬تايوان‭  ‬بديمقراطيتها‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬العدو‭ ‬والخطر‭  ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬وحدة‭  ‬الصين‭                                      .‬‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ ‬ص2

مشاركة