الناشطة المصرية بثينة كامل لـ الزمان
الإعلام الرسمي بلا شفافية وحل أزمات مصر في تشكيل مجلس رئاسي
حاوره مصطفى عمارة
في سابقة تعد الاولى من نوعها أحال وزير الاعلام مقدمة البرامج الاخبارية في التلفزيون المصري بثينة كامل
إلى التحقيق بعد أن وصفت نشرة الاخبار التي تقدمها بأنها نشرة الاخبار الاخوانية احتجاجا على ما ادعته من محاولة الإخوان اخونة المؤسسات الإعلامية وتكميم أفواه المعارضة، وعن ملابسات تلك القضية ووجهة نظرها في الاوضاع السياسية الراهنة اجرت الزمان هذا الحوار معها
ما رد فعلك بعد احالتك على التحقيق بعد وصفك نشرة الاخبار بانها نشرة أخبار إخوانية؟
ــ سوف اخضع للتحقيق ولكن سوف استعين بمجموعة من الاصدقاء من الاعلاميين الدوليين لتوضيح الحقائق والتي جرى تشويشها والحقيقة ان الاعلام المصري لم يتغير لأننا تعودنا على إعلام الحاكم الواحد كما كان يحدث في عصر حسني مبارك، كما كلفت عدداً من المحامين برفع دعوى قضائية ضد وزير الاعلام لاتهامه بنهب المال العام لأنه يستخدم الضرائب المحصلة من المصريين في الترويج لمصالح الجماعة.
ولكن ألا ترين أنك خالفتي قواعد المهنة عندما وصفت نشرة الاخبار على الشاشة بأنها نشرة أخبار إخوانية؟
ــ إن أي إعلامي ذا ضمير حي ويريد أن يحيا كريما في مجتمع حر ويريد أن يشعر أن له قيمة ورسالة ودوراً يساهم به في رفعة بلده لا شك أنه سوف يجد نفسه في صدام مع نفسه إذا ما وجد إعلامه الرسمي بعيداً كل البعد عن قيم الشفافية والأمانة في نقل المعلومة للناس. ومما لا شك ان أقسى ما يمكن أن يمر به إعلامي شريف هو أن يخالف قناعاته وأن يتحول إلى مجرد بوق لأشخاص آخرين وخادم لمصالحهم من دون صالح هذا الشعب، وهو يعلم أن ما ينقله للناس ليس أمينا وإنما هو مجرد عملية ترويج، إعلان مدفوع الأجر، لفئة دون غيرها ولو بغير الحق، وهو اختيار يترتب عليه عبر التكرار والسنين ترسيخ لفساد القيم ولعبة التبرير التي تنتهي بانهيار أخلاقي لا يليق بإعلام مصر الذي كانت له الريادة والذي كان مرجعا محترما يستمع إليه عربيا ودوليا من المحيط إلى الخليج وفي كافة بقاع الأرض بحرفية ومهنية عالية وأمانة وحياد في نقل المعلومات والأخبار للناس.
ومن هنا يتعرض الإعلامي لصدام مع نفسه قبل الغير ويمر بأزمة أخلاقية قد تدفعه لاتخاذ هذا الموقف أو ذاك خروجا عن المألوف تعبيرا عن أزمته في عدم اتساقه مع نفسه ما بين قيم يؤمن بها وأخبار يتلوها وهو يعلم كل العلم أنها تسبب تلفا للوطن كله في الوقت الذي يجاهد فيه أبناءه ويقدمون أغلى التضحيات من أجل أن يقف ذلك الوطن على قدميه، فيظهر الإعلام الرسمي في قلب كل ذلك وكأنه جزيرة منعزلة تجاوزها الزمن لا تعنيه سفينة الوطن بل تمارس عملها المعتاد في الترويج للحكام حتى ولو أوردوا البلد للمهالك تماما كما يحدث اليوم وفي هذا الساعات الصعبة على وجه الخصوص، بوقا للمغالطات ولي الحقائق وحالات الإنكار المكشوفة، ولا أدل على ذلك وبالأمس القريب فقط عشية أحداث ماسبيرو من دعوة الشعب صراحة للفتنة وقتل بعضه بعضا.
إن الإعلام الحقيقي يجب أن يكون دوما هو إعلام المحكوم وليس الحاكم، وللأسف الشديد أن الإعلام الرسمي المصري قد نذر نفسه لحكامه كتقليد تواتر وتراكب عبر الزمن، ولطالما سخر هذا الإعلام نفسه لتسويقهم أيا كانوا، وعدو الأمس هو حاكم اليوم والكل في خدمته في ابلغ دليل على تراجع في القيم وعدم مبالاة بالشفافية والأمانة في نقل المعلومة.
وفي ظل كل ذلك يطلب من الإعلامي ما لا يطيقه بشر، وهذا الأمر يتجاوز كل معايير المهنية، بل ويدمر صورة الإعلام المصري ويصل به إلى درجة الكذب وسوء السمعة خروجا عن كل قواعد المهنية والحرفية التي تلتزم المبادئ ليجد الإعلامي نفسه متهما من هذا الإعلام ذاته بذات الاتهامات التي يتحمل هو وزرها إلى حد يدفع أي إعلامي شريف لحد التبرم إذا ما وجد نفسه مضطرا لاتخاذ موقف يريد به إعلاما وطنيا ناجحا إذا ما عبر عن ذلك بكلمة يضيفها هنا أو هناك إبراءا لذمته أمام ضميره الإعلامي وأمام بني وطنه وما هو إلا غضبة للنفس ولإعلام كان يوما يستمع إليه ولم يعد فإذا به يجد نفسه معرضا للصلب مساقا للتحقيقات وكأنه قد خان الوطن.
يجب على الإعلام الرسمي أن يفهم أن الثقة بينه وبين مستمعيه قد انهدمت على مدار سنوات طوال، ويجب عليه أن يعمل اليوم قبل الغد على إعادة بناء الثقة والمصداقية بينه وبين شعب مصر.
إن المصريين يستحقون الحقيقة كما هي، ولا نريد أن نكون أبواقا بالتخصص لحكام تلو حكام، لأن ذلك هو عين الخيانة لأحلام شعب وآماله وكفاحه من اجل غد أفضل، غد نرى فيه شعبا حرا يحتضنه إعلام حر.
باعتبارك احد الناشطات السياسيات التي شاركت بفاعلية في ثورة يناير وما بعدها، كيف ترين كيفية الخروج من المأزق الحالي الذي تمر به مصر حاليا؟
ــ أرى انه بعد أن سالت دماء المصريين في التحرير والاتحادية وغيرها من المناطق الأخرى اصبح مرسي وجماعته مسؤولين عن إزهاق دماء المصريين ولذا فإنني أرى ان الحل الأوحد رحيله بالقوة ومحاكمته وتشكيل مجلس رئاسي يدير البلاد خلال فترة انتقالية.
وما تقييمك لموقف القوى السياسية المعارضة؟
ــ لا يوجد قوى سياسية بالمعنى المفهوم لان تلك القوى تفضل الادلاء بتصاريح عبر الشاشات وفي الغرف المغلقة وتترك الشباب يضحي بدمائه وعلى القوى السياسية إن كانت جادة بالفعل في مواقفها ان تنزل إلى قلب الاحداث وتضحي مثلما يضحي هؤلاء الشباب.
وهل تعتقدين ان هناك طرف ثالث يقف وراء تلك الاحداث كما يروج بعض لذلك؟
ــ اعتقد انه اذا كان هناك طرفاً ثالثاً كما يروج البعض لذلك فإن من المرجح ان يكون الاخوان هم الطرف الثالث من خلال مليشياتهم الذين استخدموها منذ بداية الثورة في اشاعة القتل والبلطجة وهو ما كشفه ثروت الخرباوي احد قادة الاخوان المنشقين في كتبه سر المعبد الذي تحدث عن التاريخ السري للإخوان وتخفيهم تحت شعار الدين.
وما رؤيتك لإبعاد الدور الخارجي في تلك الاحداث؟
ــ لا شك ان كلا من امريكا واسرائيل راضية عن سياسة مرسي ووجود عصام الحداد مسؤول العلاقات الخارجية وعصام العريان في الولايات المتحدة يعطي دلالة واضحة على ان الولايات المتحدة أعطت الضوء الاخضر لمرسي لتنفيذ سياسته والتي تسهم في تفكيك الدولة وتحويلها الى أقليات وطوائف كما نجح مرسي في الوصول الى تهدئة في غزة رغم فشل مبارك في ذلك بالرغم من قوة علاقته بالولايات المتحدة.
وما توقعاتك بالنسبة الى سيناريو الاحداث المقبلة؟
ــ مما لا شك فيه ان الاحداث تشير الى احتمال حدوث حرب اهلية وهي نتيجة طبيعية لسياسات الاخوان ومخططات بعض القوى الداخلية والخارجية لتشويه صورة ثورات الربيع العربي والتي لاشك انها هزت عروش بعض الحكام العرب.
في النهاية كيف تفسرين الغاء الحوار الذي دعت اليه القوات المسلحة للقوى السياسية كافة؟
ــ إلغاء الحوار تم مباشرة بأوامر من المرشد لانه الحاكم الحقيقي لمصر وليس الرئيس مرسي.
AZP02