الميسر والأزلام

الميسر والأزلام

 الميسر مصدر ميمي من يسر ييسر قال يسرته اذا قمرته ،والاصل فيه ،اما من اليسر لانه أخذ مال الرجل بيسر وسهولة بغير كد ولاتعب ،او من البسار لانه سلب يساره،قال الواحدي :من يسر الشيء اذا وجب ،وفي تفسر القرطبي قال الازهري:الميسر الجزور الذي كانوا يتقامرون عليه ،سمي ميسرا لانه يجزأ الى اجزاء فكأنه موضع التجزئة ،وكل شيء جزأته فقد يسرته ،والياسر :الجازر ،لانه يجزئ لحم الجزور،وفي الصحاح : ويسر القوم الجزور أي اجتزروهاواقتسموا اعضاءها .وكان الميسر من مفاخر العرب لانهم يفعلونه ايام الشدة وايام الشتاء ، والايسار جمع يسر وهو صاحب الميسر ،(والمغالق) سهام الميسر سميت بها لانها بها يغلق الخطر وهو السبق الذي يراهن عليه ،وصفة الميسر :اجتماع الفتيان وذوو اليسار ويشترون الجزور ويدعون الجزار واسمه (القدار) فينحرها لهم ويجعلها عشرة اجزاء ، ثم يجتمعون على الميسر ويؤتى القداح وهي عيدان مستوية في الطول من النبع والنبع شجر للقسي يصنع منه الاقواس ينبت في قلة الجبل ،يقال لها الازلام والاقلام وهي عشرة نظم اسمائها علي بن محمد الهمداني القائل:

يلي الفذ منها توأم ثم بعده—رقيب وحلس بعده ثم نافس …ومسلبها ثم المعلى فهذه السهام التي دارت عليها المجالس.. فاذا حضرت الاقداح يأخذ كل واحد منهم قدحا ،ثم يدفعونه الى رجل يقال له(الحرضة) قال صاحب الصحاح الجوهري: الحرضة :وهو الذي بضرب للايسار بالقداح ، وكان اجتماعهم للميسر في الليل ويوقدون نارا ،ثم يأخذون ثوبا شديد البياض ويسمى الثوب عندهم (المجول) ويلفون الثوب على يد (الحرضة) الرجل الذي بضرب الاقداح.

والهدف من الثوب الابيض تشويش بصر الحرضة ،حتى لايعرف القداح ليجامل احدا ،ثم توضع الاقداح في الربابة، والربابة بكسر الراء،شبيهة بالكنانة تجمع فيها سهام الميسر ،وربما سموا جميع السهام ربابة، ويجلس خلف الحرضة رجلا يقال له (الرقيب) ومهمة الرقيب مراقبة الحرضة واخبار القوم باسماء الاقداح ، وبعد ان يخرج الحرضة الاقداح يناولها للرقيب من دون ان ينظر اليها فيدفعه الرقيب الى صاحبه،فياخذ صاحب القدح الجزء الذي خرج له من الجزور ، قال ابن السكيت: وكنتم كعظم الريم لم يدر جازر-على أي بد أي مقسم اللحم يوضع…والريم هو العظم من الجزور ..قال تعالى (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما)فمن منافع الميسر التي كانت ان الاثرياء كانوا يتقامرون في شدة البرد وايام القحط فاذا قمر احدهم جعل اجزاء من الجزور للفقراء ولذوي الحاجة منهم

الاستقسام بالازلام …….كانت العرب في جاهليتها اذا اراد احدهم سفرا او تجارة اوغير ذلك يقصدون (هبل) وهو اعظم اصنامهم وكان موضعه في الكعبة ،ويعطون صاحب القداح مائة درهم ،وكانت الاقداح أي الازلام سبعة محفوظة عند سادن الكعبة ومكتوب علي كل واحد منها العبارات الاتي:

1- امرني ربي

2- نهاني ربي

3- منكم

4- من غيركم

5- ملصق

6- العقل

7- والاخيرة أي السابعة لاشيء أي بلا كتابة … واذا ارادو ان يعرفوا الخير والشر في عواقب الامور يأتي لهم صاحب القداح بقدحي الامروالنهي ،مكتوب على الاولى (نعم) وعلى الاخرى (لا )فاذا ظهر قدح نعم مضوا في عملهم واذا ظهر لهم قدح لا توقفوا عن هذا العمل…. اما الاقداح التي فيها (بمنكم،ومن غيركم،وملصق) فالغاية منها منازعة النسب ،فانهم كانوا اذا ارتابوا في نسب احد قدموه للقداح فاذا خرج عليه (منكم) أعزوا واحترموه غاية الاحترام ، واذا خرج (من غيركم) نفروا عنه وتجنبوه ،واذا خرج (ملصق) يبقى الرجل مجهول النسب عندهم، واما امر (بالعقل والغفل) فانهم كانوا يحضرون المتهم بالقتل ويستقسم له فان خرج سهم (العقل) تحمل دية القتل ،وان خرج سهم (الغفل) اجالوه …ويروى ان امرأ القيس لما خرج ليثأر لابيه استقسم الازلام وخرج له مايكره فسب الصنم ورماه بالحجارة وقال ::لو كنت ياذا الخلص الموتورا –لم تنه عن قتل العداة زورا ،، ،وياذا الخلص لانهم كانوا يستقسون عند موضع (ذي الخلصة).

 عباس عدنان مالية – خانقين

مشاركة