الموتى يسيرون بلا ضمير
حين تتابع ما وصل إليه العلماء و الباحثون في علوم الطب ترى العجب وتُذهل للأمكانيات العقلية التي أحاطها الله بالكثير من الدراية و التفكير لتصل الى ما وصلته في يومنا هذا من الأختراعات و الأبتكارات و أعتماد التكنولوجيا الجديدة . وهذه العقول مستمرة بالعمل المضني و تسهر الليالي بجدٍ لخدمة الأنسانية .
و آخر ما توصل لهُ علماء وباحثون في مجال الطب الى أبتكار قلب صناعي قادر على أعادة الأموات الى الحياة في تطور علمي هائل هو الأول من نوعه في تاريخ البشرية .
قادني الفضول للتوغل في الموضوع و التعرف على كل ملابساتهِ , ففي اليابان وكوريا الجنوبية هو مستخدم في أنقاذ ضحايا السكتات القلبيه الذين يتم أحياؤهم بعد أن يكون قد بدت عليهم أعراض الوفاة لكن التطور العلمي الجديد الذي تم إدخاله على هذا النظام يجعل من هذا القلب الصناعي أصغر حجماً و أكثر فعالية و يتضمن نظاماً أعلى و أفضل من حيث الدقة و القدرة على أنقاذ المريض أو إعادة الميت الى الحياة و لو لفترة أطول تصل الى سبع ساعات و يقوم الجهاز بعمليات ضخ و تدوير الدم في جسم الأنسان كبديل للقلب كما يقوم بعمليات تنفس صناعي الخ الخ من الأمتيازات التي يحملها هذا الجهاز لأنعاش الشخص المريض و إعادة تدفق الدم ومدهِ بالحياة .
وهنا ذهب تفكيري بمقارنة بين ما وصلت إليه الدول الأجنبية والحال التي وصلت إليها بُلداننا العربية و شتان بين الأثنين ! ..
وسَرحت لحال بلدي الذي لا أسمع فيه عن مبدع ينهض ألا و يؤد .. أو عالم يبزغ ألا ويهرب .. أو مفكر يَصدح إلا و يُعزل .. وتهميش لكل الأمكانيات . ففي زمن الثلاث عشرة بعد الألفين بلدي أصبح بلد الأشباح و الموت فأين تولي وجهك كل شيء قابلٌ للأنفجار حتى المشاعر تخشى الخروج الصمت هو لغة الكلام .
في زمن الزيف والخداع و القهر الأنساني و تأرجح الحق بين ضبابية الأدعاءات و التصريحات إنه زمن الأنحطاط في جميع المستويات و القيم شعارات ترفع دون تطبيق بلدي أصبح مأوى لوطاويط الليل وسُجان الحريات و أقفالٌ ومتاريس لا تحمي أصحابها .. لا الشارع يحميك لا البيت يحميك و لا القانون .. لا قانون في بلدي كُلنا نسير في دهاليز مظلمة .. نسير بقدرة الجليل العزيز .. فكلنا مجرمون و التهم جاهزة و تُسيرنا أجندات خارجية .. قوائم و كتل و كيانات و سياسيون و قادة لأحزاب و الكل هياكل لأموات تسير بلا ضمير…
فأردت أن أوجه دعوة أو ألتماس أو توسل سمهِ ما شئت لكل العقول في العالم من العلماء والباحثين و المخترعيين من أكتشاف جهاز مماثل لذاك الذي يحي القلب إلا من جهازٍ لأحياء الضمير ؟ ! …
نحن في العراق نحتاج جهاز لأحياء الضمير لأننا في أزمة وجود ضمير حقيقي .. ضمير يعرف مخافة الله .. ضمير تتجسد فيه مشاعر الأنسانية .. ضمير المحك عنده كلمة الحق و إعلاء الحق …
ضمير يطفيء النار المستعره التي تلتهم الأخضر و اليابس و تذرها رماداً .. ضمير يوقف صراعات الحياة المرة التي تسحق بين رَحاها أبناء أمتي تحت وطأة الطائفية …
ضمير يضرب على الأوتار لحناً يخلدُ إسطورةٍ لزمانٍ قادم يحمل هوية عَرَاقة بلدٍ و ولادةِ أمة …
حذام اسماعيل العبادي – بغداد
AZPPPL