المواطن السياسي
اصبح المواطن العراقي من اهم المحللين السياسين حيث باتت غرف الانتظار سواء عند الاطباء او في الدوائر الحكومية مكانا للتحليلات السياسية و اصبح المواطن العراقي اكثر ثقافة واطلاعا وفهما للوضع الراهن واصبحت السياسية والاوضاع الامنيية شغلهم الشاغل فعندما تدخل الى غرفة الانتظار عند طبيب او في دائرة حكومية او حتى تركب سيارة اجرة تجد الاشخاص يتكلمون فيما بينهم عن ما يدور في البلاد بالرغم من انهم لايعرفون بعضهم وتجد كل شخص يطرح وجهة نضره تجاه الواقع السياسي ويحلل الوقائع والاحداث حتى في بعض الاحيان يطرح حلولاً ربما تكون مهمة ويمكن ان تؤخذ بعين الاعتبار لو وجدت من يسمعها ويطبقها وهذا يدل على وعي المواطن العراقي فهو لم يعد ذلك الشخص الذي لا يعبر عن ارائه خوفا من المحاسبة والعقاب بل نجده متمسكا بوجهة نضره ويقولها بكل شجاعة واصرار ويحاول اقناع الاخرين بها .
يقول احمد عبد الهادي سكرتير احد الاطباء انه عندما يكون جالسا بانتظار ادخال المرضى الى الطبيب يسمع العديد من المناقشات السياسية بين المواطنين وانتقادات عديدة للوضع الامنى ويؤكد قائلا حتى انا اشارك معهم النقاش لاخرج مافي داخلي من اراء ووجهة نظر التي لا اجد من يسمعها سوى المرضى وليس المعنين بالشأن.
بينما يرى الدكتور احمد جاسم باحث نفسي ان الشعب العراقي لم يعد شعبا منغلقا لا يعلم مايدور حوله كما في السابق بل اصبح شعبا مثقفا متفتحا قادراً على ان يرى الصح من الخطا حيث تجده فاهما حتى اكثر من الساسة الحاكمين واكبر دليل على هذا هو المضاهرات الشعبية التي تبين رفضهم الشديد للاحداث الواقعة .
بينما ييقول حسام ماجد مواطن يعمل سائق (كية) عندما يركب الموطنون في السيارة سرعان مايبدون تذمرهم من الوضع الراهن ويبدا الجميع بالتفاعل والمشاركة حيث تتحول السيارة الى حلقة نقاشية او استوديو للتحليل السياسي.
كما يقول الاستاذ عمر سالم مدرس انه كان في احدى الدوائر الحكومية يقضي معاملة وفي وقت الانتضار بدا النقاش حول سوء الاجراءات الروتينية في الدوائر ثم تحول الى مشكله الموصل وداعش ثم انتهى بالوضع الامني في بغداد ويرى ان الجميع كان يتفاعل مع من يجلس جنبة وتراهم يتحدثون بنفس المواضيع ويؤكد قائلا اتمنى لو يتم الاستماع الى وجهات النظر هذه ليعلم الساسة مدى وعينا وفهمنا وليستفادوا من هذه الاراء التي تكون معضمها بناءة خالية من الطائفية جميعها تصب في مصلحة العراق فقط لا لمصالح شخصية.
والان ما علينا سوى ان نقول لساستنا ان المواطن العراقي لم يعد متفرجاً فقط بل اصبح فاهماً بكل مايجري حوله ومتفاعلا معه ويمكن ان نرى ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والجلسات والتجمعات فلا تحاولوا استغبائنا او الاستخفاف بنا فنحن شعب ذكي ومستوعب للوضع السياسي جيد جدا.
عذراء علاء