المغنية الأمريكية لانا دل راي تطوي بجديدها صفحة الانتقادات القاسية

باريس‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬تمكنت‭ ‬المغنية‭ ‬الأميركية‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬نفسها‭ ‬كمؤلفة‭ ‬أساسية‭ ‬وغزيرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬موسيقى‭ ‬البوب‭ ‬بفضل‭ ‬ألبومين‭ ‬ناجحين‭ ‬أصدرتهما‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬بعدما‭ ‬تعرضت‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬لانتقادات‭ ‬قاسية‭. ‬

وبين‭ ‬ألبومي‭ “‬نورمان‭ ‬فاكينغ‭ ‬روكويل‭!” ‬و‭”‬كمتريلز‭ ‬أوفر‭ ‬مانتري‭ ‬كلوب‭” ‬الصادر‭ ‬حديثاً،‭ ‬أصدرت‭ ‬الفنانة‭ ‬الأميركية‭ ‬ديواناً‭ ‬شعرياً‭ ‬بعنوان‭”‬فايولت‭ ‬بنت‭ ‬باكوراردس‭ ‬أوفر‭ ‬ذي‭ ‬غراس‭” ‬أرفقت‭ ‬قصائدها‭ ‬بالموسيقى‭. ‬

و‭”‬كمتريلز‭” ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬عن‭ “‬بوليدور‭/‬يونيفرسال‭”‬،‭ ‬يمدد‭ ‬المفعول‭ ‬السحري‭ ‬الذي‭ ‬أحدثه‭ “‬نورمان‭” (‬2019‭)‬،‭ ‬وكلاهما‭ ‬أُنتِجا‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬جاك‭ ‬أنتونوف،‭ ‬مهندس‭ ‬الصوت‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إضفاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الرونق‭ ‬على‭ ‬حزن‭ ‬المغني‭ ‬وكاتبة‭ ‬الأغنيات‭.‬

وفي‭ ‬أسطوانتها‭ ‬الجديدة،‭ ‬تأسر‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬المستمع‭ ‬فوراً‭ ‬بأغنية‭ “‬وايت‭ ‬دريس‭” ‬التي‭ ‬تؤديها‭ ‬بصوت‭ ‬صافٍ‭ ‬على‭ ‬بحّة‭ ‬جميلة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تقفل‭ ‬الأغنية‭ ‬الرئيسية‭ “‬كيمتريلز‭”‬على‭ ‬وقع‭ ‬طبول‭ ‬رتيب‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الألبوم،‭ ‬تؤدي‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬أغنية‭ “‬فور‭ ‬فري‭” ‬للمغنية‭ ‬جوني‭ ‬ميتشل‭. ‬

وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تتسم‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬التي‭ ‬تعتزم‭ ‬إصدار‭ ‬ألبوم‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2021‭ ‬بغزارة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬هي‭ ‬مقلّة‭ ‬في‭ ‬المقابلات‭ ‬الإعلامية‭. ‬

ويعود‭ ‬تحفظها‭ ‬الإعلامي‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬النقدي‭ ‬القاسي‭ ‬على‭ ‬ألبومها‭ ‬الضخم‭ “‬بورن‭ ‬تو‭ ‬داي‭” (‬2012‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬قوبلت‭ ‬بالتهكم‭ ‬بسبب‭ ‬لجوئها‭ ‬إلى‭ ‬الجراحة‭ ‬التجميلية،‭ ‬فيما‭ ‬اعتبر‭ ‬بعض‭ ‬النقاد‭ ‬أن‭ ‬نجوميتها‭ ‬صنيعة‭ ‬الاستوديوهات‭.‬

وقالت‭ ‬المغنية‭ ‬لمجلة‭ “‬موجو‭” ‬الموسيقية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وهي‭ ‬وسيلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬أدلت‭ ‬بحديث‭ ‬فيها‭ ‬بمناسبة‭ ‬صدور‭ ‬ألبوم‭ “‬كمتريلز‭” ‬الجديد‭ “‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬أعطِيَت‭ ‬عني‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ومفادها‭ ‬أنني‭ ‬أتظاهر‭ ‬بالإحساس‭ ‬والعواطف،‭ ‬لم‭ ‬تعجبني‭ ‬حقاً‭”. ‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬رأت‭ ‬الصحافية‭ ‬ومؤلفة‭ “‬غيرلز‭ ‬روك‭” (‬دار‭ “‬نيل‭”) ‬صوفي‭ ‬روزمون‭ ‬أن‭ “‬حالة‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬ري‭ ‬تعبّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تُعامَل‭ ‬بها‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الموسيقى‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ + ‬يدّعين‭ + ‬أن‭ ‬لديهن‭ ‬حداً‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭. ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬شديدة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأزيائها‭ ‬وتستثمر‭ ‬جاذبيتها،‭ ‬تكوّن‭ ‬عنها‭ ‬انطباع‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تفعل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تصفّح‭ ‬مجلة‭ +‬فارايتي‭+‬،‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تقرأ‭ ‬كثيراً‭”.‬

وليست‭ ‬إليزابيث‭ ‬وولريدج‭ ‬غرانت‭ (‬وهو‭ ‬اسمها‭ ‬الحقيقي‭) ‬أول‭ ‬من‭ ‬عانى‭ ‬القسوة‭ ‬الذكورية‭ ‬لقسم‭ ‬من‭ ‬نقاد‭ ‬موسيقى‭ ‬الروك‭. ‬وذكّرت‭ ‬صوفي‭ ‬روزمون‭ ‬بأن‭ ‬مجلة‭ “‬رولينغ‭ ‬ستون‭” ‬رصدت‭ ‬جميع‭ ‬الرجال‭ (‬الموسيقيين‭ ‬المعروفين‭) “‬الذين‭ ‬واعدتهم‭ ‬جوني‭ ‬ميتشل‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مسيرتها‭ ‬الفنية‭”. ‬

وأُطلِقت‭ ‬على‭ ‬جوني‭ ‬ميتشل‭ ‬الآتية‭ ‬من‭ ‬حي‭ ‬لوريل‭ ‬كانيون‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجليس‭ (‬المعروف‭ ‬بأنه‭ ‬يخرّج‭ ‬المواهب‭ ‬الفنية‭) ‬تسمية‭ “‬كوين‭ ‬أو‭ ‬إل‭ ‬ليه‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬لقب‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬لعبة‭ ‬كلمات،‭ ‬إذ‭ ‬يٌلفظ‭ “‬كوين‭ ‬أو‭ ‬إل‭ ‬إيه‭” (‬ملكة‭ ‬لوس‭ ‬أنجليس‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬يُفهَم‭ ‬منه‭ ‬أنها‭ “‬ملكة‭ ‬المضاجعة‭”.‬

ولم‭ ‬تَسلَم‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬عازفة‭ ‬الغيتار‭ ‬السابقة‭ ‬الشهيرة‭ ‬في‭ ‬فرقة‭ “‬سونيك‭ ‬يوث‭” ‬كيم‭ ‬غوردن‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬سيرتها‭ ‬الذاتية‭ “‬غيرل‭ ‬إن‭ ‬إيه‭ ‬باند‭” ‬أن‭ “‬فتيات‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬يجهلن‭ ‬ماهية‭ ‬النسوية‭ ‬ويعتقدون‭ ‬أنها‭ ‬تعني‭ (…) ‬مضاجعة‭ ‬رجال‭ ‬مقرفين‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭”. ‬

لكنّ‭ ‬صوفي‭ ‬روزمون‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كلام‭ ‬غوردن،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ “‬مفرطة‭ ‬في‭ ‬اللؤم‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭”.‬

ولكن‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬ألبوم‭ “‬نورمان‭”‬،‭ ‬أجمع‭ ‬النقاد‭ ‬على‭ ‬الإشادة‭ ‬بلانا‭ ‬ديل‭ ‬راي‭ (‬35‭ ‬عاماً‭). ‬ولاحظت‭ ‬روزمون‭ “‬أنها‭ ‬تستكشف‭ ‬أكثر‭ ‬أراضي‭ ‬أميركا‭ ‬الشمالية‭ ‬،‭ ‬وتطرح‭ ‬الاسئلة‭ (…) ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬الأبوي‭ ‬وغياب‭ ‬التنوع‭ ‬الجندري‭”. ‬

وتعرف‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬بمن‭ ‬تحيط‭ ‬نفسها‭. ‬في‭ ‬بدايتها،‭ ‬استعانت‭ ‬بمخرج‭ ‬الأغنيات‭ ‬المصورة‭ ‬وودكيد‭ ‬وبمغنين‭ ‬آخرين‭ ‬منهم‭ ‬ذي‭ ‬ويكند‭ ‬وترافيس‭ ‬سكوت‭ ‬وسيلينا‭ ‬غوميز‭ ‬وسواهم‭.‬

وفي‭ ‬استعادتها‭ ‬لأغنية‭ ‬جوني‭ ‬ميتشل،‭ ‬استعانت‭ ‬أيضاً‭ ‬بأصوات‭ ‬صديقاتها‭ ‬المغنيات‭ ‬زيلا‭ ‬داي‭ ‬وويز‭ ‬بلاد‭. ‬وليست‭ ‬جوني‭ ‬ميتشل‭ ‬الوحيدة‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬توجه‭ ‬إليهم‭ ‬تحية،‭ ‬لأن‭ ‬لانا‭ ‬دل‭ ‬راي‭ ‬تعرّف‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬غالباً‭ ‬على‭ ‬أنها‭ “‬فتاة‭ ‬عصابة‭ ‬نانسي‭ ‬سيناترا‭”. ‬وعلقت‭ ‬سيناترا‭ ‬عير‭ ‬مجلة‭ “‬رولينغ‭ ‬ستون‭” ‬قائلة‭ “‬لقد‭ ‬أعطتني‭ ‬هدية‭ ‬جميلة‭ ‬بقولها‭ ‬هذا،‭ ‬وأعادت‭ ‬أعمالي‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭” .‬

مشاركة