الرباط – عبد الحق بن رحمون – الزمان
– أعلن المغرب حدادا وطنيا لمدة ثلاثة ايام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة ليلة الجمعة مخلفا في حصيلة أولية أكثر من ألفي قتيل معظمهم في مناطق جبلية جنوب مراكش، فيما كشفت مصادر ميدانية لمراسل (الزمان) الدولية، عن أن المغرب تلقى تعازي الدول، لكنه لم يطلب المساعدات الخارجية، او الطلب الى الدول في التدخل في عمليات الانقاذ.
وقال مراسل “الزمان” ان فرصة الناجين، تحت الانفاذ صعبة واحيانا شبه معدومة، فيما عمليات الانقاذ التي يقوم بها الجيش والاهالي والمتطوعون بوسائلهم الخاصة، مستمرة في المناطق التي تضررت كثيرا، حيث دمرت المنازل وأصبح الوضع كارثيا مشيرا الى آلاف الجرحى وآخرين تحت الأنقاض.
وأكد مراسل “الزمان” على ان الذين طمروا أحياء لم يعلن عن عددهم، فيما عمليات الانقاذ مستمرة حتى في الليل، مشيرا الى ان تصريحات الخبراء تؤكد عدم امكانية استخراج الاحياء الباقين تحت الانقاض، لان المنازل الطينية مبنية من التراب والقش ما يعجل من اختناق المحاصرين بخلاف المباني الاسمنتية.
وافاد مراسل “الزمان” الى ان المغرب الى غاية الان يعتمد على امكانياته الذاتية في الإنقاذ حيث يقوم بها الجيش والوقاية المدنية ومتطوعون من المجتمع المدني وأهالي المناطق بعمليات الانقاذ.
واضاف ان الجيش والوقاية المدنية لديهم الامكانيات الكافية فضلا عن استعمال طائرات هيلوكبتر للوصول الى المناطق النائية واحصاء المناطق بالتصوير الجوي، مشيرا الى ان مساعدات الدولة الى الاهالي هي عبارة عن اغطية وخيام للمبيت وأغذية وماء صالح للشرب.
وأعلن الديوان الملكي المغربي مساء السبت، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام وﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم ﻓوق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ، عقب الزلزال الذي ضرب المملكة وراح ضحيته أكثر من 1000 شخص.
وقال الديوان الملكي إن اﻟﻣﻠك ﻣﺣﻣد اﻟﺳﺎدس، ﺗرأس ﺑﻌد زوال يوم اﻟﺳﺑت ﺑﺎﻟﻘﺻر اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑﺎﻟرﺑﺎط، ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال اﻟذي وﻗﻊ يوم اﻟﺟﻣﻌﺔ 8 سبتمبر وﺧﻠف ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ كبيرة وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ العديد ﻣن ﺟﮭﺎت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ.
من جهة أخرى ظهرن المذيعات في التلفزيون المغربي وهن يقدمن تغطيات مباشرة من الأستوديو مرتديات الأسود من دون ماكياج تعبيرا عن الحداد والتضامن مع ضحايا الزلزال.
واﺳﺗﻌرض اﻟﻣﺳؤوﻟون اﻟﺣﺎﺿرون آﺧر اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻌﻣﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣﺗﺿررة وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻌض اﻟمناطق اﻟﺗﻲ ﺗﻌذر اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ ﻟﯾﻼ واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﮭﺎ واﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﻘﺎذ بها عند مطلع النهار.
وضرب زلزال بقوة 7 درجات عدة مناطق في المغرب، كان مركزه منطقة الحوز ومراك
وبلغت حصيلة هؤلاء حتى منتصف يوم السبت 1037 قتيلا و1204 جرحى، من بينهم 721 في حالة حرجة، بحسب وزارة الداخلية.
وأحصي أكثر من نصف هؤلاء القتلى في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321) اللذين يضمان العديد من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
وعرضت قنوات التلفزة المحلية مساء السبت مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماما، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية.
كما أظهرت المشاهد مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ.
واستيقظت المملكة السبت على هول الصدمة والهلع غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيرا إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
ومن بين القرى التي تكاد تكون دمرت تماما قرية تفغاغت الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش. ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.
وأوضح المكلف بقسم عمليات الإنقاذ في المديرية العامة للوقاية المدنية الكولونيل هشام شكري للتلفزيون المغربي العمومي “نحن أمام حالة طارئة ولكن في الوقت نفسه اسثتنائية لأن لا أحد من السكان كان يتوقع حدوث زلزال في هذه المنطقة”.