المغرب والسعودية.. استراتيجية للتعاون عسكري

الرباط – عبدالحق بن رحمون

العلاقات المغربية السعودية تشهد تطورا ملموسا في مختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والعسكرية، ولتعزيز هذا التعاون العسكري بين الرباط والرياض يقوم الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، بزيارة عمل إلى السعودية ، التي توجت تمت بمناقشة مختلف أوجه التعاون العسكري الثنائي، وزيارة لمقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، حيث اطلع على المهام وكذا أساليب التنسيق والتعاون بين جميع الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، والذي يروم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعقد في هذا الصدد المسؤول العسكري المغربي أثناء هذه الزيارة للرياض الممتدة ما بين 16 و21 آذار (مارس) اجتماعا مع الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، حيث تم الوقوف بالمناسبة بمستوى علاقات الصداقة والتعاون الجيد القائم بين القوات المسلحة للمملكتين السعودية والمغربية وكذا بالحصيلة الإيجابية التي حققها تعاونهما الثنائي المثمر.

وتروم هذه الزيارة، إلى تعزيز التعاون العسكري الثنائي وكذا بحث السبل الكفيلة لتعميق هذا التعاون ليشمل الميادين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

على صعيد آخر، وفي إطار التعاون العسكري الدولي، استقبل بالرباط مسؤول مغربي الوزير المنتدب لدى رئاسة الكاميرون، المكلف بالدفاع، جوزيف بيتي أسومو، رفقة وفد هام.

من جهته، تطرق الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، خلال هذا الاجتماع إلى الجهود التي تبذلها الرباط لتعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي. من جانبه، أبرز بيتي أسومو طابع الأولوية القصوى للشراكة مع المغرب.

وأبرزت إدارة الدفاع الوطني المغربية أن هذه الزيارة، تندرج في إطار تعزيز وتنويع التعاون الثنائي بين المغرب و الكاميرون، تميزت بالتوقيع على الاتفاقية المتعلقة بالتعاون العسكري.

وتتمحور هذه الاتفاقية، التي تكرس مرحلة جديدة في التعاون العسكري، بالأساس، حول مجالات التكوين، والتداريب والتمارين العسكرية، والصحة العسكرية والمساعدة التقنية.

في موضوع آخر، وبأديس أبابا، أكد الثلاثاء، المغرب على ضرورة العمل على استعادة جنوب السودان للاستقرار والسلم والازدهار الذي يستحقه. واعتبر دبلوماسي مغربي أن جنوب السودان يجد نفسه في لحظة حرجة تتطلب اتخاذ قرارات على الطريق المؤدي إلى انتقال سلمي وديمقراطية دائمة.

وأكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، الذي ترأس اجتماعا افتراضيا لمجلس السلم والأمن حول الوضع في جنوب السودان، أن دعم شعب جنوب السودان يجب أن يظل ثابتا.

وقال الدبلوماسي عروشي إن “الوضع في هذا البلد الإفريقي لا يزال هشا على الرغم من التقدم المحرز. ولهذا السبب يجب أن يظل دعمنا لشعب جنوب السودان ثابتا.ويشار أن المغرب يتولى رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لشهر آذار (مارس).

على صعيد آخر، وفي مجال الاقتصاد، قرر مجلس البنك المركزي المغربي، الثلاثاء خفض سعر الفائدة الرئيسي، للمرة الثانية على التوالي والثالثة منذ حزيران (يونيو) من العام الماضي، بما قدره 25 نقطة أساس إلى 2,25 في المائة. من جهة أخرى ، كشف مسؤول أن مؤسسة بنك المغرب خلقت لجنة خاصة تشتغل على مشروع الدرهم الرقمي.

وقال رئيس بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب أنه أعد مشروع قانون حول العملات الرقمية وأرسله لوزارة المالية.

وتابع أن وزارة المالية أحدثت لجنة للإنكباب على المشروع، وفي نفس الوقت ينكب فريق داخل بنك المغرب على الاشتغال على الدرهم الرقمي . وسجل الجواهري أن مشروع الدرهم الرقمي بلغ مرحلة متقدمة و أصبح اليوم أولوية بعد الانتهاء من إعداد مشروع قانون العملات المشفرة.

من جهة أخرى اعتبر أنه من الصعب تقييم انعكاس الدرهم الرقمي على السياسة النقدية منذ الآن ، مضيفا أن الهدف الأساسي بالنسبة لبنك المغرب هو خلق قيمة مضافة و إنهاء التعامل بالكاش.

وأشار مجلس البنك المركزي إلى أن توقعات التضخم لا تزال مثبتة، حيث يرتقب خبراء القطاع المالي في الفصل الأول من سنة 2025 تسجيل متوسط 2,2 في المائة بالنسبة لأفق 8 فصول و2,4 في المائة في أفق 12 فصلا.

وقال عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين أودعوا أموالهم في البنوك في إطار عملية التسوية الضريبية، فعلت ذلك في الاسبوع الأخير من شهر كانون الأول (دجنبر) 2024.

وأضاف أن البنوك وبنك المغرب استقبلت ما يناهز 35 مليار درهم ، فيما وجهت 6 ملايير درهم لخزينة الدولة. كما أن المصالحة الضريبية يجب أن تتحول إلى عملية استثنائية جدا، مؤكدا أن ذلك ما عملت عليه الحكومة.

 

 

مشاركة