الرباط – عبدالحق بن رحمون
تطفو منذ أسابيع بوادر خلافات داخل الائتلاف الحكومي فوق سطح الأحزاب المتحالفة في هذا الائتلاف الثلاثي خصوصا ان بينها أحزابا مقبلة على عقد مؤتمراتها وتجديد هياكلها، فيما قال مصدر قريب من رئيس الحكومة اخنوش ان العمل الإداري اليومي يحيل الى خلاف في وجهات النظر العادية التي لا ترتقي الى مستوى الطعن في التحالفات الاستراتيجية . وكشف مراقبون ومحللون من الرباط لـ (الزمان) أن من بين القضايا التي ستشغل الأحزاب المغربية والأوساط الحقوقية والإعلامية والنقابية في بداية انطلاق الموسم السياسي والاجتماعي المقبل هو الطبق الساخن الذي سيفيض بسبب الاحتجاجات من طرف التنسيقيات المهنية والنقابات، اذ لم يتم الحسم في النظام الأساسي الجديد لرجال التعليم ولا الكشف عن تفاصيله ، رغم التعويم في الأخبار والبلاغات ورغم حديث الحكومة والنقابات ذات التمثيلية عن توافقات ، حيث أن هذا النظام الأساسي يشمل كل الفئات التعليمية ،و بالتالي فهو يرهن المستقبل الوظيفي لرجال التعليم . من جهة أخرى، ستعود عما قريب بحسب مراقبين في الشؤون الحكومية والبرلمانية ، حلقة من التفاعلات مع القضايا السياسية الساخنة وأيضا مع موجة جديدة من الجدال حول موضوع الجدية في تحقيق التماسك والانسجام بين الأحزاب الثلاثة المكونة للأغلبية الحكومية والبرلمانية في المغرب، خصوصا أن وزراء من حزب الأصالة والمعاصرة عبروا عن غضبهم وتهميشهم من طرف رئيس الحكومة أخنوش فيما يتعلق بالملفات التي يباشرونها في قطاعاتهم الوزارية ، والتي تتطلب من رئيس الحكومة تدخلات عاجلة وآنية ، وهذا الحيف لا يستهدف ملفات وزراء من حزب التجمع الوطني للأحرار(الحاكم) بحسب ادعائهم. وفي هذا الاطار، عرف الأداء الحكومي منذ شهور انتقادا شديد اللهجة من طرف حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتزعمه عبداللطيف وهبي، الذي يشغل منصب وزير العدل بالحكومة ، هذا الانتقاد كان من طرف وزراء الحزب ،وكشفوا صراحة عن ضعف «وتيرة التفاعل والتجاوب البطيء الذي يبديه رئيس الحكومة مع مطالبهم ومشاريع القوانين التي تهم تدبير الوزارات التي يشرفون عليها» . ومن جديد عاد نواب بالبرلمان من فريق الأصالة والمعاصرة إلى انتقاد وزير الصحة «التكنوقراطي»، اذ وضعوا شكواهم في ضعف خدمات النقل الصحي للمرضى و المصابين، مطالبين في سؤال شفوي بوضع إستراتيجية للرفع من جودة القطاع،. فيما ذهبت تقارير تحليلية الى أن حزب الاستقلال وحزب الأصالة المعاصرة المشكلين للائتلاف الحكومي يهاجمان وزير الصحة من حين لآخر من طرف كوادرهم ونوابهم، ويعبرون وفي بيانات أو تصريحات مسربة عن وجود اختلافات سياسية في الائتلاف الحكومي. ولهذا فإن وزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، معرض هذه الأيام إلى نيران صديقة من طرف حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة، حيث أن هذا المنصب بحسب مصادر نقابية يغري الكثير من أطر الحزبين تلك التي ترغب في خطف كرسي وزارة الصحة عند التعديل الحكومي الوشيك .