المغاربة يستهلكون 15 مليار سيجارة سنوياً
تحذير منظمة الصحة العالمية من تصنيف السجائر الألكترونية كمنتج تبغ
الرباط ــ عبدالحق بن رحمون
في المغرب مقاهي لا يمكن الجلوس فيها ،لذا تبقى حكرا على المدخنين لاغير، بالرغم من أن مالكي هذه المقاهي يضعون يافطة على الجدران مكتوب عليها ممنوع تدخين الحشيش ، مما يعني أن مرتادي هذه المقاهي، ممكن تدخين التبغ الغير المحشو بالحشيش، وبذلك يتكدس
وبذلك يعد قانون منع التدخين بالأماكن العامة بالمغرب أصبح متجاوزا، لأن المراسيم التطبيقية لم تخرج للوجود، ما يجعله قانونا غير شامل، هذا ويذكر أنه في عام 1991 صدر في المغرب قانون منع التدخين، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ إلا في عام 1996 . واليوم وبعد 18 سنة يأتي قانون جديد ليتمم القانون القديم الذي صدر ناقصا، ولم تكن هناك آليات لتنفيذه الذي لم تكن إلا غرامتين، في حين أن القانون الجدد فيه 6 غرامات، وقد ألزم القانون الجديد كتابة عبارة الدخان يقتل بشكل بارز ومقروء وواضح، على العكس من القانون القديم الذي كانت مكتوبة بطريقة محتشمة التدخين مضر بالصحة قانون 15 91. . هذا وقد اتخذت كل التدابير من أجل تطبيق القانون الجديد وتفادي كل معوقات القانون القديم، ولكي يأخذ مساره الدستوري بعد صدوره في الجريدة الرسمية وقد أعطي المشرع مهلة شهرين كأجل لتطبيقه بعد صدوره في الجريدة الرسمية.ولكن بالرغم من ذلك فالتدخين بالمغرب مايزال مستمرا في الأماكن العامة، هذا فإن المغرب لم يصادق بعد على المعاهدة الدولية لمحاربة التدخين، الصادرة عن منظمة الصحة العالمية سنة 2003، التي وقع عليها في 14نيسان أبريل 2004، وتتضمن بنودا أساسية يمكنها أن تساعد على إثراء مضامين قانون منع التدخين المغربي.
وحسب الأرقام والاحصائيات التي أعلنتها المنظمة العالمية للصحة فإن التدخين يودي إلى وفاة شخص من بين شخصين ومع ذلك، فهو يستهلك في كافة أرجاء العالم، وغالبا ما يتم تجاهل أخطاره بالرغم من التحذيرات التي تعلنها مؤسسات غير حكومية وتجد السياسات العمومية صعوبة في التغلب على هذا الإدمان الذي يتسبب في وفاة 6 ملايين شخص سنويا في العالم. أما في المغرب، يقدر انتشار التدخين بنسبة 18 لدى المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق، وبنسبة 41 تقريبا لدى الساكنة التي تتعرض للتدخين السلبي. ويعد المغرب أحد أكبر مستهلكي الدخان في المنطقة المتوسطية، حيث يستهلك ما يزيد عن 15 مليار سيجارة في العام. من جانب آخر ومع الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين نجد أن ظاهرة الإقبال على التدخين ما تزال مستشرية في أوساط الشباب ومختلف الفئات العمرية، ولاغرابة أن تجد اليوم في مقاهي معينة بالمغرب شابات يدخن بكل تبجح، ويعتبرن أن شرب السجائر، يدخل في سياق الحداثة والتعبير عن العيش من غير عقد، وتبقى شابات يخترن فضاء المقاهي من أجل الهروب من ضغط الأسر ومراقبتهن، ولكن تأثيرات التدخين سرعان، ما تنكشف عليهن بفعل الإدمان، والمطالبة بمضاعفة المصروف اليومي بضغطهن على أسرهن.
من جانبها حذرت مجموعة من 53 عالما كبيرا منظمة الصحة العالمية من تصنيف السجائر الالكترونية كمنتج تبغ قائلين إن ذلك سيعرض للخطر فرصة خفض نسب الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن التدخين.
وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة والتي تعكف على تقييم موقفها من هذا المنتج قد أشارت إلى أنها ستؤيد فرض قيود مماثلة على كل المنتجات التي تحتوي على النيكوتين.
وفي رسالة مفتوحة لمارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية قال العلماء وهم من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأستراليا إن منتجات منخفضة المخاطر مثل السجائر الالكترونية هي جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة في المعركة ضد التدخين.
وكتب الخبراء هذه المنتجات قد تكون من أهم المبتكرات الصحية في القرن الحادي والعشرين وربما تنقذ مئات الملايين من الأرواح. ينبغي مقاومة الرغبة في فرض قيود عليها باعتبارها منتجات تبغ.
وزاد استخدام السجائر الالكترونية خلال العامين الماضيين ويقول محللون إن هذه الصناعة حققت مبيعات على مستوى العالم تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار عام.
AZP20