المعارضة السورية تقاوم دعوة الإلتزام بحضور المحادثات

المعارضة السورية تقاوم دعوة الإلتزام بحضور المحادثات
بان كي مون القتال في سوريا أكبر تحد للأمم المتحدة
نيويورك ــ الزمان
لندن رويترز
قال السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان الذكرى ال68 لتأسيس الامم المتحدة التي تصادف غدا فرصة للاقرار بمدى القيمة التي تشكلها المنظمة في مجالي السلام وتحقيق التقدم المشترك.
وأضاف بان كي مون في كلمة متلفزة ان المناسبة تشكل فرصة للتأمل والتفكير في المزيد مما يمكن تحقيقه لانجاز تصورات الامم المتحدة حول عالم افضل معتبرا ان الأزمة الحالية في سوريا أكبر تحد أمني للمنظمة.
واشار الى ان الملايين من السوريين يعتمدون على الافراد العاملين في المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة في سبيل تقديم المساعدات الانسانية لهم في الوقت الذي يبذل القادة السياسيون جهدهم للتوصل الى تسوية سياسية تضع حدا لمعاناة الشعب السوري التي طال امدها.
وأضاف ان خبراء الامم المتحدة يعملون معا مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية لتدمير الترسانة النووية السورية.
وأكد أن تحدي التنمية من أكثر التحديات الحاحا وان اهداف الالفية الانمائية العالمية بحلول عام 2015 عملت على تخفيض نسبة الفقر في العالم الى النصف مشددا على ضرورة التوصل الى اتفاق بشأن تغييرات المناخ على غرار الخطة الانمائية العالمية.
وأعرب عن شعوره بالرضا لتقدير المجتمع الدولي لدور الامم المتحدة هذا العام في بؤر النزاع المسلح وفي مجال حقوق الانسان والبيئة والعديد من القضايا الاخرى مؤكدا الاستمرار في اظهار مدى جدوى العمل الجماعي المشترك.
ودعا بان الى التعايش بصورة أفضل لتحقيق مبادئنا والعمل معا لصالح السلام والتنمية وحقوق الانسان. من جهته قاومت المعارضة السورية في الخارج دعوة دول غربية وعربية في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي أختتم الثلاثاء الالتزام بحضور محادثات السلام قائلة إنها لن تشارك إذا كانت هناك أي فرصة لتشبث الرئيس بشار الأسد بالسلطة.
وحثت 11 دولة مجتمعة في لندن الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في المحادثات المقترحة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة ما يزيد على 100 ألف شخص لكن الائتلاف وضع قائمة شروط وقال إنه سيقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيحضر.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لندن إنه لن تجرى أي مفاوضات دون ضمان أن يكون موضوع اجتماع جنيف 2 هو الفترة الانتقالية ورحيل الأسد.
وتابع أن المعارضة لن تجلس للتفاوض في ظل احتمال وجود الأسد لأن الشعب لن يقبل ذلك وسيعتبر ممثليها خونة باعوا شعبهم.
لكن الجربا لم يستبعد المشاركة صراحة وقال إن المعارضة ستجتمع قريبا ربما في اسطنبول في أول نوفمبر تشرين الثاني لإجراء تصويت على الحضور.
وقالت الولايات المتحدة وروسيا في مايو أيار انهما ستعقدان مؤتمر جنيف 2 في محاولة لإنهاء الحرب لكن مسعاهما تعثر في عقبات ضخمة ولم يحدد موعد نهائي للمؤتمر.
وقال بيان صادر عن اجتماع يوم الاثنين إن مؤتمر جنيف 2 سيسعى لإقامة حكومة انتقالية مع تشكيلها لن يكون للأسد ومساعديه المقربين الذين تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في سوريا .
وفي أحدث مؤشر على أن الأسد يشعر أنه في وضع يمكن الدفاع عنه قال يوم الاثنين إنه لا يرى مانعا في ترشحه في الانتخابات العام القادم.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي يستضيف في لندن مصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة إن من الحيوي حضور المعارضة المدعومة من الغرب للمحادثات. وقال في مؤتمر صحفي نحن نحث الائتلاف الوطني السوري على الالتزام الكامل بحضور المحادثات وأن يقود أي وفد يمثل المعارضة في جنيف ويشكل نواته الأساسية.
ويرفض كثير من المقاتلين داخل سوريا وأغلبهم إسلاميون الاعتراف بائتلاف المعارضة في الخارج الذي يؤيده الغرب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المحادثات هي السبيل الوحيد الممكن لإنهاء الحرب.
وقال هذه الحرب لن تنتهي في ساحة القتال… وإنما ستنتهي من خلال تسوية تفاوضية… البديل الوحيد للتسوية التفاوضية هو استمرار أعمال القتل إن لم يكن زيادتها.
لكن جهود توحيد الصفوف منيت بانتكاسة أخرى عندما تكشف أن رئيس المخابرات السعودية قال إن المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب الأهلية في سوريا ومبادراتها للتقارب مع إيران.
وذكر مصدر قريب من السياسة السعودية أن الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين بأن واشنطن لم تتحرك بفعالية في الأزمة السورية وفي قضايا أخرى تخص الشرق الأوسط. وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير.
وأضاف أنه لن يجرى مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال.
وزاد غضب السعودية بعد ان تخلت الولايات المتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على هجوم بالغاز السام في دمشق في اغسطس آب. وجاء تراجع الولايات المتحدة في اعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة اسلحتها الكيماوية.
وقال كيري من الواضح أن السعوديين يشعرون بخيبة أمل لعدم توجيه ضربة لسوريا وأضاف أن الرئيس باراك أوباما طلب منه أن يجري محادثات مع المسؤولين السعوديين وصفها بأنها بناءة للغاية وأنا مقتنع بأننا متفقون ونحن نمضي قدما.
وتشعر السعودية أيضا بالقلق ازاء الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران التي قد تدعى لحضور محادثات جنيف.
وقال كيري إن السعودية والولايات المتحدة تشتركان في القلق الشديد إزاء البرنامج النووي الإيراني مضيفا أكدت مرة أخرى التزام الرئيس أوباما بألا يسمح بأن تمتلك إيران سلاحا نوويا.
واجتمع كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس أمس الاثنين لبحث الموقف من إيران.
وقال كيري أكدت من جديد موقفنا في أي مفاوضات مع إيران ستكون أعيننا مفتوحة وسنأخذ بالأفعال لا بالأقوال وعدم وجود اتفاق أفضل من اتفاق سيء.
وقال هيج ان ايران يجب ان تؤيد حكومة انتقالية مقترحة في سوريا تضم شخصيات من حكومة الاسد والمعارضة كسبيل إلى الحوار السياسي وإجراء انتخابات حرة.
وأضاف اذا أمكن لايران ان تبدأ من هذا الموقف مثلنا جميعا فسيمكن إشراكها بسهولة أكبر في المناقشات الدولية في هذا الصدد.
وقال عدة مسؤولين من بينهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي انهم يتوقعون عقد مؤتمر جنيف 2 يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني لكن الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة قالت انه لم يتحدد موعد رسمي حتى الآن
AZP02