المطبخ السياسي – خضير العقيدي

المطبخ السياسي – خضير العقيدي

يختار السيناتور الامريكي عدة مستشارين يقدمون النصح له( اعلامي يقدم له مانشيت سيتم تداوله في الاعلام بعد القاء كلمته امام جمهوره وعالم اجتماع يعطي طبيعة المجتمع الذي سيقوم باللقاء معه ومتخصص بعلم النفس يعطي له الميول النفسية للجمهور وشاعر يكتب عبارات منمقة ومتخصص بالمواقع الالكترونية  ليقدم له جردة بمطالب الجمهور وانقاداته ليجد الحلول قبل اللقاء المرتقب ) وعندما يكون صانع القرار يدير مفاوضات وحوارات فانه يقوم بزيارة الى بلد استعمر لقرون الشرق الاوسط ،،كما كان يفعل كيسنجر مستشار الامن القومي الامريكي عندما يزور بريطانيا لثلاثة ايام يلتقي بخبراء لهم الدراية بخصائص المجتمع والسياسيين الذين سيتحاور معهم،

هكذا يقوم صناع القرار بخطوات قبل اعلان مواقفهم ولكن في المجتمع العربي يجتمع  اركان صنع القرار بعد ان تعلوا اصوات الراي العام و الاعلام فيكون القرار رد فعل او خلق ازمة لكي ينسى المجتمع مطالبه الاساسية الى مطالب جزئية ويرضى بها خاصة اذا كانت تمس  حاجاته الاساسية الاجتماعية والاقتصادية حيث يقوم  المطبخ السياسي بالتعاون مع رموز الدولة العميقة  باتخاذخطوات مرحلية لتطويق حجم المطالب(كما كان يفعل نابليون يفتعل حرب خارجية ليتوحد الشعب ازائها) ،

صناع القرارفي العراق يصدرون قرارات لغرض  التنفيذ ولا مجال لمناقشتها من قبل الرأي العام والاعلام ( وهنا يقدم الحكماء النصائح فكانت العائلة العراقية تطبخ اكلة واحدة ولا مجال للمناقشة لانها طبختها الام التي تعرف البير وغطاه اي الموارد المالية للزوج والابناء لكي لاتذهب للاقتراض اما اليوم فكل فرد له مطالبه واذواقه مما اثقل كاهل العائلة  فتقوم فيقوم رب الاسرة بتعزيز الدخل بالاقتراض لسد النقص الحاصل في ميزانية الاسرة) وعندما نعكس الحال لموازنة الدولة نجد انها تقوم بالاقتراض الخارجي لسد العجز  وهذه القروض غالبا ما تكون مشروطة وتثقل كاهل الدولة فتنعكس على حياة المواطن،،،لا الدولة توقفت عن الاقتراض ولا العائلة توقفت عن الاقتراض.

مشاركة